IMLebanon

عون وجعجع في معراب امس

ان خلط الاوراق الذي احدثه ترشيح الدكتور سمير جعجع في تبنيه، للعماد ميشال عون لا يلغي ان الكباش الحقيقي ما زال قائماً، فكل الاحتمالات واردة في التأجيل المستمر لهذا الاستحقاق، اذ من يوم الترشيح التاريخي، واعتبار ان الاكثرية المارونية والمسيحية باتت بيد العماد عون، لا تزال هناك عوائق حقيقية اولها موقف تيار المستقبل ورئيس الحزب التقدمي النائب وليد جنبلاط وباقي القوى المسيحية المستقلة ولا يمكن نسيان حزب الكتائب من حيث الثقل المعنوي للترشيح المسيحي.

المصادر التي تتابع هذا الملف تشير الى ان «الكتائب» الذي يبدو الى اليوم ميالاً الى تبيني موقف الرئيس سعد الحريري، ولا يبدو متشجعاً للعماد ميشال عون، قد لا يبقى على موقفه، لكن من الواضح وفق مصادر كتائبية التروي قبل اتخاذ الموقف حتى مراجعة قوى اساسية ورئيسية في الشارعين المسيحي والاسلامي، لكن بذات الوقت هناك عوامل اخرى يجب اخذها بعين الاعتبار.

المصادر اكدت انه يجب معرفة موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، واين تتجه الامور بالنسبة اليه. واشارت الى ان النقاش الذي دار منذ اول من امس الى اليوم تمحور حول امر هام جداً وهو ان هناك العوامل الاقليمية والدولية، اي هناك الايراني والسعودي، والروسي والاميركي، والسؤال الطبيعي: ما هو موقف هؤلاء اللاعبين، من الترشيح والتوافق المسيحي او توافق الاكثرية المسيحية، واي اتجاه سيسلكه الملف الرئاسي في لبنان لناحية الشغور او السير في اتجاه الانتخابات الرئاسية اللبنانية؟

الجواب لدى مصادر في 8 اذار ان جعجع لا يرمي خطوته في الهواء فهو قارئ جيد في تطورات الداخل والاقليم وكذلك في مجرى الرياح الدولية والدليل انه سلّم بشكل واضح وصريح، ان رئيس الجمهورية من 8 اذار، بدليل تبنيه ترشيح العماد عون، وهذا لا يعني انه لا يريد سعد الحريري رئيساً للحكومة، لكن لم يدخل في تفاصيل هذا النقاش، بلعبة ذكاء هامة. ولفتت المصادر الى ان جعجع ردّ الكرة للحريري ووجه اليه رسالة واضحة مفادها ان جعجع من يرشح المسيحي الى رئاسة الجمهورية ولست انت، او انك تتفق مع سليمان فرنجية، ولا اعلم الا كما يعلم الزوج المخدوع، أنه مهما جرى التبرير في قضية ترشيح فرنجية بقيت بالنسبة للحكيم، طعنة بالظهر ممن يفترض ان يكون الحليف الاقرب للقوات، اي سعد الحريري.

في الحقيقة، وجه الدكتور جعجع صفعة سياسية واضحة لسعد الحريري، من خلال ما تجرأ القرار الذي اتخذه «حيث لا يجرؤ الآخرون» التي هي موجهة بشكل واضح للحريري بأنه لم يستطع ان يخرج الى العلن ليعلن رسمياً ترشيح النائب سليمان فرنجية. فيما قرأ جعجع الواقع واتخذ القرار.

واكدت المصادر ان كلام الرئيس فؤاد السنيورة، عن منبر بكركي، لم يكن الا فقاعات في الهواء، فما لبث ان كرر السنيورة ترشيحه للدكتور جعجع الا ومرت ساعات خرج قائد القوات ليعلن تبيني ترشيح عون مع النقاط السياسية العشر التي اعلنها وتبناها الجنرال عون وحان الترشيح من الرابية وليس من باريس او قريطم. هذا ما يؤكد ان جعجع لمس ضعف الحريري والقوى الاقليمية الداعمة له، والا ما كان الرجل اقدم على هذه الخطوة.