IMLebanon

عون ــ جعجع: «الانفتاح» إعلامي

لم تختمر الظروف بعد لحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. كما أن أياً منهما لم يستقبل موفداً، سرياً أو علنياً، من طرف الآخر. «الحوار» لا يزال إعلامياً، ولا شيء جدياً بعد

لم ترسل القوات اللبنانية موفداً «سرياً» للقاء النائب ميشال عون، وفق ما تؤكده لـ«الأخبار» مصادر مقربة من الرابية. التحضير لحوار بين الفريقين الأقوى مسيحياً لم يبدأ بعد، «ولكنْ هناك أصدقاء مشتركون، وليس بالضرورة أنهم ينقلون رسائل بين المقرين». العونيون، قبل غيرهم، وقعوا في «شرك» ما رُوّج له عن موفد قواتي الى الرابية: النائب سليم سلهب أكد الخبر، نواب آخرون قلبوا، بسرعة، صفحة الحقد بينهم وبين القوات ليتحدثوا بإيجابية عن أهمية الحوار بين الاثنين، لما فيه من مصلحة للبلد.

القوات، من جهتها، لم تنفِ الخبر، «فهي يهمها إظهار هذه الصورة». حتى إن رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع خاطب عون، خلال عشاء حزبي، داعياً إياه الى وضع حد للأزمة عبر حلين، «إما التوجه الى مجلس النواب لانتخاب رئيس أو الجلوس معاً للتفاهم على بعض الأسماء والتوجه بها الى المجلس». أوحى كلامه كأن هناك قناة ما قد فتحت بين الرجلين، ولكن، في الواقع، «حتى الساعة لا شيء جديّاً في هذا الملف والعلاقة متوقفة منذ مدة»، بحسب أحد النواب العونيين.

بعد عودة عون من منفاه الباريسي عام 2005 وزيارته جعجع في زنزانته، جرت ثلاث محاولات للتلاقي بينهما لم يُكتب لأي منها النجاح. الأولى كانت عبر تشكيل لجنة للتقارب ضمت النواب إيلي كيروز وآلان عون ونعمة الله أبي نصر والراحل أنطوان شويري. أحد أعضائها لا يتذكر متى آخر مرة اجتمعت، «ربما عام 2007 أو 2008». في المرة الثانية، نقل كيروز رسالة من جعجع الى عون عبر أمين سر التكتل إبراهيم كنعان. الرسالة كانت يتيمة، ولم يكن لها أي تبعات، التلاقي توقف قبل أن يبدأ. أما محاولة التواصل الأخيرة فكان عرابها نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي الذي «هندس» زيارة الوزير جبران باسيل لمعراب بغية الاتفاق على إمرار مشروع القانون الأرثوذكسي للانتخابات النيابية. القوات تراجعت، باسيل غادر معراب، وجعجع «رفع يومها العشرة مستسلماً»، «لم أعد أريد محاورتهم». رغم ذلك، رحّبت القوات أخيراً بمبادرة عون حصر التنافس على الرئاسة بينه وبين جعجع.

يقول النائب كنعان إن «ما كان مرفوضاً من الطرفين أصبح هناك إمكانية لبحثه». لكنه يؤكد أن العلاقة بينهما «لا تزال في إطار التقارب الإعلامي، ولا صحة لموفدين سريين». لا ينكر وجود «محاولات جدية لدفع الأمور في اتجاه اللقاء… إذا كان هناك من إمكانية». والسبب؟ «حتى لا يبقى المسيحيون شماعة يُحمَّلون مسؤولية عدم إيجاد حلول للمشاكل المؤسساتية». إذاً حتى الساعة، لم ترتق الأمور الى مستوى التلاقي السياسي، «لكن اللافت أن القوات تتحدث بإيجابية عن الموضوع. إذا كانت هناك مواكبة جدية لهذه الخطوة، فقد تؤدي الى نتائج عملية».