IMLebanon

عون قريباً في المختارة.

 

يبدو أن زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى المقرّ الرئاسي الصيفي في بيت الدين ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، حمل دلالات كثيرة وعناوين سياسية في أكثر من اتجاه.

 

بداية أخذ اللقاء الطابع العائلي والإجتماعي، فثمة روابط تاريخية قديمة عند آل جنبلاط، تقضي، ولدى صعود رئيس الجمهورية إلى بيت الدين، بزيارته ضمن وفد من العائلة للترحيب به ومن ثم دعوته إلى غداء أو عشاء في قصر المختارة، وهذا ما انسحب على زيارة جنبلاط السبت المنصرم للرئيس عون.

 

إن الزيارة، وفق مصادر سياسية مواكبة لها، جاءت بعد أحداث البساتين وفي ظل الإشتباك السياسي العنيف الذي حصل بين المختارة ورئيس الجمهورية، خصوصاً بعد بيان قصر بعبدا الشهير والردّ عليه من قبل سيد المختارة، وصولاً إلى المنحى الآخر، والذي كان يمثّل فيه باسيل طرفاً أساسياً في أحداث البساتين، لا سيما وأن زيارته التي كانت مقرّرة إلى كفرمتى هي التي أشعلت شرارة هذه الأحداث بعد خطابه في الكحالة، وما سبق ذلك من نبش لدفاتر الماضي واستذكار لمرحلة الحرب.

 

من هذا المنطلق، فإن هذه الزيارة العائلية الجنبلاطية إلى المقرّ الرئاسي الصيفي في بيت الدين، إنما جاءت بعد هذه التطورات والخلافات التي أوجبت حصول لقاء قصر بعبدا «المصالحة والمصارحة»، والذي كان البداية الأولى لتنفيس الإحتقان بين المختارة وبعبدا، ومن ثم الشروع في الحوار والتهدئة بينهما، وصولاً إلى زيارة الوفد الإشتراكي الموسّع، ومن ضمنه كريمة جنبلاط السيدة داليا للترحيب برئيس الجمهورية بعد وصوله مباشرة إلى بيت الدين، وكان ذلك أيضاً من ضمن الأجواء الإيجابية التي فتحت الطريق الحوارية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي.

 

أما ماذا جرى في هذا اللقاء الذي كان عائلياً بامتياز، خصوصاً على مائدة غداء أرادها رئيس الجمهورية أن تكون مقدمة لكسر الجليد بين صهره الوزير باسيل والزعيم الجنبلاطي، أشارت المصادر المتابعة، إلى أن الودّ غلب على هذا اللقاء، بحيث كان هناك مجاملات ولياقات وحديث إجتماعي أخذ الطابع العائلي، شرح جنبلاط خلاله الأجواء التي واكبت رحلته الخارجية العائلية ومشاهداته. أما سياسياً فكان التركيز على ضرورة إيلاء الوضعين الإقتصادي والإجتماعي العناية القصوى باعتبار أن الأجواء السياسية المريحة من شأنها أن تساعد وتساهم في ولوج العملية الإصلاحية الإقتصادية والمالية من خلال تنمية المناطق وخلق فرص عمل للشباب، وكان هناك تطابق كبير بين الطرفين، لا سيما وأن الرئيس عون أكد لجنبلاط أنه أخذ على عاتقه الإهتمام بهذه المسائل والتي ستكون من صلب أولوياته، وأكد له سيد المختارة بأنه يقدّر ذلك، وأنه سيعمل على دعم هذه الخطوات التي تعتبر أولوية في هذه الظروف المصيرية.

 

ويبقى أن العنوان الآخر كان التوافق على متابعة ما حصل في لقاء بعبدا لطي تلك الصفحة الخلافية، وأن تسلك الأمور مسارها الطبيعي من خلال القضاء، أي ربطاً بأحداث البساتين، ومن ثم الحفاظ على المصالحة في الجبل وعدم المسّ بها، ما يشير، إلى أن هذا اللقاء، ومن خلال مشاركة الوزير باسيل به، فإنه قد يكون أعطى اللقاء منحى إيجابياً نظراً للخصومة السياسية بين المختارة وباسيل، وبالتالي، أن رئيس الجمهورية هو من أراد أن تكون مشاركة رئيس «التيار الوطني الحر» أساسية لتقريب وجهات النظر، على أن تتبعها خطوات لاحقة لإزالة الخصومة بعدما وصلت إلى مرحلة الصدام السياسي، وكادت تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

 

وأخيراً كالعادة، أن رئيس الحزب الإشتراكي وجّه الدعوة لرئيس الجمهورية وعائلته إلى عشاء عائلي في المختارة، ولكن حتى الآن ليس هناك أي معلومة تؤكد قبول هذه الدعوة لجملة اعتبارات وظروف، إنما وفق المتابعين والمعلومات المتأتية من الطرفين، فقد يلبيها رئيس الجمهورية مع عائلته في وقت ليس ببعيد.