IMLebanon

عون استطلع بروجردي امكانية تحريكه لوساطة مع الرياض

يسعى العهد العوني الى فتح صفحة جديدة على صعيد السياسة الخارجية، تسمح له بتأمين الدعم اللازم للسير بين الالغام المزروعة في المنطقة، في طريق تثبيته لحكمه وادارته لملفات البلاد والتي يطمح لان تكون اكثر من ادارة ازمة واقل من حل لها ارتباطا بما يجري في الاقليم، راسما خطوط السياسة الخارجية ووازنها بميزان من ذهب وسط شد الحبال بين الطرفين الاساسيين الفاعلين على الساحة اللبنانية، المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية.

فالزيارة الرئاسية الى الرياض والتي سبقها وصول «مفاجئ» لبروجردي الى بيروت، حاملا اكثر من رسالة، تتزامن مع استلام الادارة الجمهورية الجديدة للسلطة في واشنطن، هذا في التوقيت والشكل، اما في المضمون فهي لا تختلف كثيرا، اذ يراهن الطرف اللبناني على مساعي اعادة احياء المكرمة الملكية للقوى العسكرية والامنية، في وقت لفت فيه مقربون من الرئيس عون الى رغبة لبنانية بإعادة احياء صفقة السلاح مع روسيا والتي تبلغ حوالى نصف مليار دولار، علما ان موسكو وبحسب ما كشف طلبت اسعارا ثمنا للصواريخ والمدرعات والذخائر التي عرضتها، وهو ما اثار حفيظة قيادة الجيش التي اعتبرت ان شراء الاسلحة بثمن مرتفع سيرتد سلبا على لبنان ذلك ان الافضلية تبقى لشراء تلك الحاجات والعتاد من الولايات المتحدة والغرب، وبخاصة واشنطن التي قدمت الكثير من المساعدات مجانا بمبلغ يفوق المليار والنصف دولار، وبالتالي لا حاجة لاثارة الاميركيين، كذلك بالنسبة للسلاح الذي يعرضه الايرانيون والذي سيطرح اشكالية كبيرة، اولا مع الغرب في ظل موقف ادارة الرئيس ترامب من الجمهورية الاسلامية، وثانيا التوتر القائم على محور طهران – الرياض.

والى قضية السلاح، يسعى الرئيس عون الى بحث ملف آخر يضيف المقربون منه، لا يقل اهمية وحيوية يتعلق بالنفط والغاز والدور الايجابي الذي يمكن للرياض ان تؤديه على هذا الصعيد ومساعدة لبنان في المحافظة على حقوقه امام المطامع الاسرائيلية، اذ تشير المعطيات بحسب اوساط مطلعة الى اتجاه لدى الادارات المعنية لتسليم عمليات التنقيب والاستخراج في البلوكات التي تثير حساسية معينة مع اسرائيل الى شركات روسية كضمانة لتلافي اي اشكالات في المستقبل قد تطرأ من اي طرف كان.

وفي هذا الاطار يكشف المقربون من رئيس الجمهورية عن ان الاجواء التي تكونت نتيجة الاتصالات التي قام بها الفريق المعاون للعماد عون بقيادات جزب الله، بينت ان الحزب يرحب بالزيارة الى السعودية وله ملء الثقة بأداء العماد عون، وهو يعتبر ان تلك الزيارة تصب في مصلحته لما قد تحمله من تخفيف للاجراءات الخليجية ضد اللبنانيين الشيعة بغالبيتهم، في ظل هذه المرحلة الضبابية، معتبرة ان زيارة طهران لن تكون بالتأكيد بعد زيارة الرياض، لان لا رغبة للفريق الرئاسي بإظهار تلك الصورة، آملة في زيارة الجمهورية الاسلامية عندما يحين الوقت لكي تأتي مثمرة وبالنفع على الطرفين، متحفظة عن الخوض بما اذا كان رئيس الجمهورية يقود بالتعاون مع رئيس الحكومة سعد الحريري اي مبادرة للتقريب بين المملكة وايران مكتفية بالرد «انشالله خير».

وكانت المعلومات قد كشفت ان لقاء رئيس الجمهورية مع الوفد الايراني برئاسة علاء الدين بروجردي تطرق الى العلاقات بين طهران والرياض، فقد طرح الجنرال مجموعة من التساؤلات محاولا الحصول على اجابات حولها قد تساعده في اي مبادرة قد يطرحها بين الطرفين خلال زيارته للملكة، حيث حرص الضيف الايراني على تقديم اجابات واضحة حول  الكثير من القضايا الخلافية مع السعودية.

وتعتبر اوساط سياسية مراقبة ان الاشارات التي اطلقها حزب الله في اتجاه الاطراف الاخرى فعلت فعلها الايجابي خصوصا في معراب  التي لمست جدية في الانفتاح الجديد والدور المسهّل الذي يضطلع به الحزب وتفهمه لطبيعة المرحلة، واستعداده لملاقاة الطرف الآخر في منتصف الطريق ليتمدد هذا المناخ في اتجاه المزيد من التعاون وتوسيع مساحة التلاقي المشتركة ومسرحها الحكومة ومجلس النواب، بحسب ما ينقل زوار رئيس حزب القوات اللبنانية.

من الواضح ان قرارا كبيرا متخذا بتعليق بحث الملفات الكبيرة الشائكة وفي مقدمها عودة حزب الله من سوريا ومصير سلاحه والاستراتيجية الدفاعية، وهو ما بدا جليا سواء في خطاب القسم ام البيان الوزاري ومناقشته، اما  تحسين الاوضاع الاقتصادية وعلاقات لبنان الخليجية، فقد تكون زيارة رئيس الجمهورية الى الرياض باكورة تلك السياسة الانفتاحية.