IMLebanon

العونيون الى الهجوم في خطة الكهرباء

استطاع التيار الوطني الحر ان يستكمل في الاشهر الثلاثة الاخيرة كل احلامه التي رسمها وهو خارج السلطة في زمانات الاضطهاد فأمسك عن جد وبقوة بكل مفاصل الدولة من الهرم في رئاسة الجمهورية الى القاعدة بدون ان يبقى امر عصياً عليه، فبات التيار الوطني الحر هو الذي يقرر في الكثير من الملفات وموافقته او معارضته يترتب عليها اما حلولاً او ازمات، لكن التيار الذي حصد بعد تبوئه السلطة تعيينات ووزارات يواجه كما تقول اوساط قريبة منه حملات سياسية ومبرمجة لاضعافه ومنعه من تحقيق انجازات وخصوصا في ملفي الانتخابات والكهرباء فمشاريع رئيس التيار الوطني الحر تم اسقاطها وضربها عند ولادتها فيما أزمة الكهرباء «خونت» التيار ووضعته في دائرة الشبهات والاتهامات، ولم يكن احد يتوقع ان تأتي طلائع الانتقاد وتوجيه اصابع التخوين من معراب الحليف المسيحي القوي للتيار الذي اعطاه العونيون في الوزارة ويخوضون معه معركة القانون الانتخابي تحضيراً للانتخابات لاعادة التوزان المسيحي.

وفيما يحتاج البحث في تفاصيل ما جرى ويجري بين معراب والتيار الوطني الى اعادة بحث ونقاش في تفاهم معراب للحيلولة دون تكراره او لتفادي اشكالية في المستقبل خصوصاً وان ثمة تراكماً فاضحاً في الاخطاء المتبادلة بين الطرفين، فان موقف التيار الوطني الحر او ورطته الكهربائية بحاجة الى معالجة كما تقول اوساط سياسية تخرج الفريق العوني من دائرة الشكوك وتعيد اليه ما يحاول البعض انتزاعه من صفات الشفافية والمصداقية ومشتقاتهما، خصوصاً ان الكل حاول حشر التيار في موضوع الكهرباء من دون ان يبادر الفريق العوني الى اتخاذ موقع الهجوم على اخصامه او جاء دفاعه خجولاً، وعليه كان لا بد للتيار الوطني الحر ان يخرج اخيراً الى المعركة خصوصاً بعدما تجاوز الاتهام السقف المقبول، وبعدما تكلم وزير الطاقة سيزار ابي خليل بالشق التقني فان رئيس التيار قرر خوض المعركة سياسياً لرد التهم واظهار الحقائق.  وعليه فان موقف باسيل الاخير استعمل فيه كل عدته السياسية لاحراج خصومه ومن يحاول ان يلعب في ملعب الكهرباء او التيار. رئيس التيار «المشاغب» قرر وفق الاوساط ان يضع حداً لكل التأويلات متحدثاً في السياسي والتقني وفي ملفات فساد الآخرين ومدافعاً عن وزير الطاقة الذي لم يتقاضى معاشأً كاستشاري في الوزارة قبل ان يصبح وزيراً. وليس سراً ان باسيل يتعرض كما وزير الطاقة لهجوم مبرمج، واذا كان الاخير يواجه مشكلة الكهرباء وحدها، فان باسيل يواجه ازمات كثيرة في الطاقة وقانون الانتخابات حيث يختلط الشخصي بالسياسي خصوصاً وان شخصية وموقع وزير الخارجية لا يعجب كثيرين من اخصامه الذين ينتقدون اختصار التيار بشخصه، فسابقاً كان باسيل  في الاتصالات وباسيل في الانتخابات البلدية واليوم هو في القوانين الانتخابية عدا باسيل في الطاقة والاغتراب وصياغة العلاقات السياسية والاتصالات وازمة الكهرباء التي يتهمه منتقدوه بانه اصل المشكلة فيها لانه تولى ادارة ملف البواخر ولا يزال ظله حاضراً في وزارة الطاقة من خلال مستشاره السابق والوزير اليوم في وزارة الطاقة فيما يعتبر منتقدوه انه لم يقدم خطة ناجحة للكهرباء توقف الهدر وبانه يتصرف بمنجم الطاقة على مزاجه، كل ذلك دفع باسيل الى الخروج عن الصمت كما يقول العارفون بعد ان تفاقمت الامور وبعد الاتهامات من عين التينة ومعراب في ملف الكهرباء، وبعد ان بدا ان التيار لا يملك خطة دفاعية مناسبة ضد اعدائه. وبحسب اوساط مطلعة فان رئيس التيار وجه تأنيباً عالي الحدة لنواب التكتل في الاجتماع الأخير طالبهم فيها بالخروج الى الاعلام وتوضيح الصورة في ملف الكهرباء، خصوصاً ان احداً منهم لا يقوم بالدفاع عن خطة الكهرباء حتى لا يقال ان بعضهم منحاز الى معراب في هذا الموضوع. وعليه استكمل  باسيل عمليته الوقائية والدفاعية بهجوم قاس على معارضي الخطة الكهربائية فرد الكيل بمكيالين لمن أوقف «دير عمار» اربع سنوات غامزاً من قناة جنبلاط وبري، مهدداً ومتوعداً بانه لا يجوز الكذب في ملف الكهرباء بعد اليوم. الهجوم العوني لباسيل صار حتمياً مؤخراً فالتعرض للتيار الوطني ليس مسألة يمكن  تمريرها بسهولة، ولا يجوز السكوت في المستقبل سواء مع الحليف او الخصم.واذا كان التصعيد لم يعد مقبولاً في ملف قانون الانتخاب والقرار بعدم الدخول في سجال لانه غير مجد ولان الهدف هو اقرار القانون لان المتضررين من عملية الاصلاح وفق مصادر «التيار» كثر، فان الهجوم على التيار ليس جديداً حيث  كان العماد عون يتعرض لحملات مشابهة واليوم تصلب الوزير باسيل في ثوابت اساسية لاستقامة المناصفة في الحكم ستكلف هجومات متكررة ولكن البوصلة واضحة في عقل قيادة التيار. ووفق مصادر التيار فان موضوع الكهرباء تم البت به في مجلس الوزراء وهو قانوني على اعتباره خطة انقاذية للصيف ضمن خطة متكاملة لبناء معامل جديدة بدأت. والبعض يحاول اثارة موضوع الكهرباء وفق هدف واضح لاذية التيار بوسم صورة التيار في العقل الشعبي بالفساد وبهذا الطريقة يتم القضاء على صورة التيار التي تحمل مصداقية وعلى قوته الانتخابية والسياسية حسب استطلاعات الرأي الأخيرة. وتضيف الاوساط «يطالعنا البعض بمصطلح الطائفية» للايحاء ان التيار انحرف عن اهدافه الوطنية ولحصره ضمن بيئة صغيرة كي يسهل القضاء عليه وفي الأمر محاولة عزل عن المعادلة الوطنية وهذا الأمر ساقط فعلياً لان نهج الرئيس الحالي هو نهج الرئيس المؤسس. وان كان في موضوع الكهرباء او قانون الانتخاب او اي مسألة ستتخذ مطية لتشويه صورة التيار ودوره في بناء الدولة فقد كان واضحاً ما قاله رئيس التيار بان التيار باق ستة آلاف سنة وعليهم التعاطي مع هذا الواقع.