IMLebanon

استقرار المنطقة أهمّ من لبنان

 

 

المهمّ الهدوء في منطقة الخليج العربي، عودة الاستقرار إليها أهمّ من خروج لبنان من تحت تسلّط حزب الله، “الثنائيّة الشيعيّة” مظهر وهروب من توتّر الوضع بين حركة أمل وحزب الله، هذه تسمية “الاتفاق من فوق” والحقيقة أنّ السّيطرة الفعليّة هي بيد حزب الله ونقطة على كلّ السّطور.

 

كلّ العناوين التي طُرِحت في ملفّ التوافق العربي ـ الإيراني من خارج الموضوع والأهم هو انتهاء الحرب في اليمن وهدوء جبهتها فقط لا غير، ما سوى ذلك خصوصاً الملفّ السّوري وعودة بشّار الأسد للجلوس على مقعده بين الرّؤساء هو أكبر دليل على طوي هذا الملفّ، وفوق ذلك سيدفع العرب مليارات إعادة بناء كلّ ما دمّرته ميليشيات إيران وعلى رأسها حزب الله في سوريا وسيتحوّل كلّ ما يخصّ هذا الملفّ إلى مجرّد عناوين تُشبه تلك التي لا تزال تتكرّر في بيانات الجامعة العربيّة الميتة والتي تتحدّث عن القضيّة الفلسطينيّة وحقّ العودة وما إلى ذلك، لا أكثر ولا أقل!

 

يبقى الملفّ اللبناني في آخر تحوّلاته مع دخول اسم جهاد أزعور إلى بازار الرّئاسة بوصفه مرشّح المعارضة، حتّى الصّورة الغبيّة التي نشرتها النّسخة الألكترونيّة من جريدة الأخبار ليست أكثر من “غباوة” عوّدنا عليها ذاك المهووس بالتّخوين والتّهديد وما سوى ذلك، لا حزب الله ولا إيران في وارد اغتيال أيّ شخصيّة مسيحيّة باستثناء الهدف الدّائم منذ العام 1985 وحتى اليوم بعد استخلاصه لبنان من فك الاحتلال السوري بتدميره الاتفاق الثلاثي وهو الدّكتور سمير جعجع قائد حزب القوات اللبنانيّة، وآخر محاولة اغتيال تعرض لها كانت تستهدفه بقنّاصة إيران في قعر قلعة معراب، غير ذلك الحزب ليس بحاجة لقتل أيّ مرشّح ماروني لأنّه قادر على ترك التعطيل يمتد أكثر ممّا امتدّ عندما فرض ميشال عون ومنع عقد الدّورة الثانية التي ينصّ الدستور عليها كجولة تلقائيّة ميكانيكيّة بعد جلسة الانتخاب الأولى تطيير النّصاب هي المطرقة التي يحكم بها حزب الله مجلس النوّاب ويُعطّل جلساته، وسيبقى الحال على ما هو عليه، المعارضة تمارس “التكتيك” في توقيت “استراتيجي” مميت، وربّما ما يشفع للمعارضة في هذا الأمر أنّها عاجزة ولا تملك خياراً آخر!

 

هدوء المنطقة وجبهة اليمن تحديداً أهمّ من لبنان وفوقه فلسطين وسوريا أيضاً، تحمّل لبنان منذ العام 1948 تبعات نكبة فلسطين وطرد شعبها وملفّ اللاجئين ولاحقاً عام 1970 ملفّ الميليشيات الفلسطينيّة بعد هزيمة العام 1967 ففتحت حدود لبنان للخراب وموّل العرب ميليشيات أبو عمّار وشكّلوا اللجان وعقدوا الاجتماعات منذ العام 1975 وكان لبنان يزداد دماراً مع كلّ جلسة وترك الأمر لاشتعال الحرب على الغارب وصرنا لقمة سائغة يأكلها الحرس الثوري الإيراني منذ افتتح معسكرات التدّريب في البقاع وأرسل شيعة لبنان ليقاتلوا على الجبهة الإيرانيّة ولم يلتفتوا لوقف الحرب في لبنان إلا برغبة دوليّة استعدّت فيها أميركا لعاصفة الصحراء عام 1991 ، حتى منحة الهدوء والإعمار كان سببها وصول الإصلاحيّين إلى الحكم في إيران وذهب الرئيس رفيق الحريري إلى طهران وحاور الرئيس علي خاتمي، وعندما انتهت هذه المرحلة كان الثّمن الكبير الذي دفعه لبنان إغتيال رفيق الحريري لقلب الوضع في المنطقة العربيّة.

 

إيران محتاجة لسنوات من الهدوء ولكن لا تصدّقوا أبداً أنّها ستتنازل عن مكاسبها في المنطقة، وفي لبنان تحديداً، القوس الشيعي الفارسي من طهران إلى لبنان في كفّة وهدوء جبهة اليمن في كفّة، هذه الملفّات ستلحق بملفّ فلسطين، استقرار المنطقة أهم بكثير من لبنان، أمّا الحديث عن التهديد بعقوبات تُفرض دوليّاً على رئيس المجلس النيابي، فهذه نكتة تشبه عمليّة فرض عقوبات على وئام وهّاب وجبران باسيل وعلى حزب الله وعلى إيران نفسها منذ العام 1980 وحتى اليوم، وخلاصة الكلام “ممنوع انتخاب رئيس جمهوريّة غير الذي يفرضه حزب الله ليضمن لإيران استقرار هواجسها خلال السنوات الستّ المقبلة، نظرة على فشل إسرائيل في غزّة والجنوب والجولان أيضاً، ما يُسمّى بتوحيد “الجبهات” و”المقاومات”هو سلاح إيران النووي ونحن رأس حربتها، وعلى لبنان السّلام!