IMLebanon

المطران عون لـ” الديار”: نأمل أن يحمل شهر أيلول التفاؤل بوجود رئيس في بعبدا 

ميقاتي في زيارة مطمئنة للراعي في الديمان: لا هدف لدينا بتجاوز صلاحيات أحد

 

إنطلاقاً من العظات التي يطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي كل أحد، ينقل من خلالها مواقفه ومخاوفه على لبنان، وعلى موقع الرئاسة الذي يطوقه الفراغ منذ تسعة اشهر، وسط تناحر القيادات المعنية بالملف، وبصورة خاصة الكتل النيابية التي تتحدّى بعضها في جلسات إنتخاب الرئيس، ومَن يستطيع التعطيل يُعتبر المنتصر الاكبر، فيما المنصب المسيحي الاول يتهاوى، وهذا ما يستشعر به البطريرك الراعي، ويشدّد في مواقفه وعظاته على ضرورة ان يلتئم المجلس النيابي في جلسات متتالية بدوراتها، لانتخاب رئيس للجمهورية بحسب المادة 49 من الدستور، ويقول:” يوجد مرشحان اساسيان كما ظهر في جلسة 14 حزيران الماضي، فإما ينجح واحد منهما وإما لا أحد، ولكن بعد ثلاث دورات متتالية على الاكثر، يصار الى الاتفاق على خيار ثالث من خلال الحوار”.

 

هكذا تنقل مصادر مقرّبة من الراعي، كما تنقل إستياءه من بعض الاطراف السياسية التي تعمل على تمرير الوقت الرئاسي، فيما الوقت داهمنا كثيراً، وتقول:” لو توافق الافرقاء المسيحيون منذ بدء الفراغ الرئاسي على إسم الرئيس، لما وصلنا الى ما نحن فيه اليوم، هم يضعون اللوم على الغير، فيما اللوم يطالهم وحدهم، فلطالما دعينا الى الحوار وغربلة الاسماء الرئاسية والمضي بإسم واحد، فيما الحقيقة مغايرة تماماً، فلا حوار ولا مشاورات ولا اتفاق بل مناكفات وخلافات لا تنتهي”.

 

الى ذلك ووسط التطورات التي حدثت مؤخراً، وطالت منصب الحاكمية، مع ما رافق ذلك من مخاوف من سيطرة طوائف اخرى على مناصب مسيحية هامة، برزت يوم امس الزيارة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على رأس وفد وزاري الى الديمان للقاء البطريرك الراعي، حيث طمأن بأن هدفنا ليس تجاوز صلاحيات أحد، والحل بإنتخاب رئيس للجمهورية “، سائلاً:” هل الحكومة هي من تمنع هذا الاستحقاق”؟، وناشد ميقاتي بإسم كل الوزراء الإسراع لإنتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، من أجل إعادة انتظام المؤسسات الدستوريّة، وما يجمعنا أكثر بكثير ممّا يفرقنا”. كما أعلن عن جلسة للوزراء، ستعقد في الديمان الثلاثاء المقبل عند الحادية عشرة من قبل الظهر، الامر الذي ترك إنطباعاً ايجابياً وفق مصادر المقرّبين من الراعي.

 

في السياق يشير راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، خلال حديث لـ ” الديار” بعد مشاركته في الاجتماع الشهري الدوري لمجلس المطارنة الموارنة، وبعد لقائه والمطارنة لفترة وجيزة بالرئيس ميقاتي، حيث طرحوا عليه بعض الاسئلة المتعلقة بمواضيع الساعة، الى ايجابية الزيارة واصفاً اياها بالتقليدية التي يقوم بها الرئيس ميقاتي كل سنة الى الديمان، وقال:” لقد نقل لنا الرئيس ميقاتي مخاوفه على الوطن الذي يواجه كل انواع الازمات، وشدّد على ضرورة إتخاذ القرارات التي لا تكون لمصلحة فئوية بل لمصلحة الوطن ككل، مع السعي الدائم لتحقيق ذلك، وامل بإنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت”.

 

ورداً على سؤال حول إعتبار الكثيرين بأنّ الزيارة كانت لطمأنة البطريرك، اجاب المطران عون:” صحيح، لكن بالنسبة لنا لا يوجد مخاوف وهواجس من وضع اليد على صلاحيات الرئيس، وبالتالي فالوطن يبقى ولا يزول، وفي كل مرة تطول فيها الازمة وتداعياتها من هجرة وبطالة وانهيار اقتصادي ومالي والى ما هنالك، بحيث نشعر بوجود مخطط جهنمي خارجي، يجعلنا نعيش تلك الازمة لفترة طويلة، لكن نؤكد بأنّ كل شيء سيزول من هواجس ومخاوف حين ينتخبون رئيساً للجمهورية”.

 

وعن رأي البطريرك بما جرى في حاكمية المصرف ومما سيجري في كانون الثاني المقبل مع إنتهاء ولاية قائد الجيش، قال:” مع الامل بأن ينتخب الرئيس قبل هذا التاريخ، ولنكن ايجابيين فلبنان قائم على التوازنات، نريد تطبيق العيش المشترك وبأن نكون شركاء حقيقيين في الوطن، لكن لا يمكن ان ننكر بأنّ عدم وجود رئيس في بعبدا لغاية اليوم، هو مشكلة كبيرة، فالبلد مشلول والاوضاع الى تفاقم، لكن يبقى الامل موجوداً بأنّ تحل هذه المعضلة قريباً، وبأن يحمل شهر ايلول التفاؤل بوجود رئيس في بعبدا”.

 

في غضون ذلك افيد بأنّ الاتصالات قائمة بين الديمان وقيادة “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” وبعض النواب المسيحيين، وبأنّ مسألة الرئاسة لم ولن تأخذ إجازة على غرار ما يفعل البعض في شهر آب، وبأنّ محاولات التقارب قائمة على الرغم من ” تكويعة ” رئيس” التيار الوطني الحر” جبران باسيل في إتجاه حارة حريك، ومحاولة العودة اليها من جديد، وبحسب المعلومات تبدو العودة محتاجة الى لقاءات ومحادثات والى المزيد من الوقت، قبل ان يطل ايلول ويعود خلاله الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، لبحث الملف الرئاسي الذي سيبقى عالقاً حتى نهاية العام الجاري، وفق ما اشارت مصادر سياسية مطلعة على شؤون وشجون هذا الاستحقاق، والتي تابعت جولة لودريان الاخيرة في لبنان.