IMLebanon

جيش وشعب… فقط

بعيداً عن مبالغات الاحتفاء بالجيش اللبناني في عيده، وبعيداً عن «مسخرة» الإعلام المقيم في جرود عرسال مبتهجاً بإطلاق صفة «المقاومة اللبنانيّة» ـ وكلّه بثمنه ـ زوراً على ميليشيا تطلق على نفسها أساساً مسمّىً مزوّراً آخر هو «المقاومة الإسلامية في لبنان»، حان الوقت لمواجهة الشعب اللبناني لمهزلة خشبيّة تسمّى اصطلاحاً ثلاثية «جيش، شعب، مقاومة» بعد كلّ ما نراه من مهازل استعراضيّة ميدانيّة تنظّمها ميليشيا حزب الله في جرود عرسال على مرأى من العالم!

لم يحدث في تاريخ لبنان منذ تأسيس الجيش اللبنانيّ واستقلال لبنان إلى الحروب التي اندلعت منذ العام 1973 أن تماهت ميليشيا، بالرّغم من كلّ الميليشيات التي عبثت بلبنان خلال الحرب الأهليّة، وجعلت من الجيش اللبناني ملحقاً  ورديفاً ووضعت نفسها في وضع المقدّم على المؤسسة العسكرية، ومن السخرية بمكان أن حزب الله يُطبّق النظام الذي وضعه الخميني لمحاصرة الجيش الإيراني فأنشأ ميليشيا تفوق قوة الجيش حملت اسم الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله هو حرس ثوري إيراني في لبنان، جعل من ميليشياه مرادفاً مساوياً ـ وبكلّ وقاحة ـ للجيش والشعب اللبناني، ومصطلح «مقاومة» لم يعد يخدع أحداً فالذراع الإيرانيّة في لبنان لم تعد مقاومة منذ العام 2000، بل حرس ثوري إيراني ينفّذ أجندات إيران في طول وعرض المنطقة بحسب حاجة إيران وسياساتها الشيطانيّة!

الإمرة اليوم للجيش اللبناني بعيداً عن «مهازل» جرود عرسال، وزيارات المسؤولين الإيرانيين التافهة للتهنئة بنصر وهمي مدّعى في جرود عرسال، نحن اليوم في تموز وآب العام 2017 ولسنا في تموز وآب العام 2006، وهذه «النفخة الكذّابة» التي يتحفنا بها الإعلام اللبناني الذليل أمام سطوة الدولار التي حوّلته إلى إعلام حربي لحزب الله، لن يغفرها الشعب اللبناني بأغنيات للجيش اللبناني وتخمة احتفاء به، هذا الإعلام اللعوب على حبال المال سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، في لحظة ما آتية من دون أدنى شكّ!

وكلام هذا الهامش قد لا يعجب المؤسسة العسكريّة نفسها، ولا مؤسسة الأمن العام اللبناني، ولكن هذا كلام لا بدّ من قوله، نحن نعذر صمت المؤسسة العسكريّة وسواها من المؤسسات الأمنية، ولا يوجد مواطن لبناني عاقل قد يجد في الصدام مع حزب الله حلاً لهذه المعضلة، نحن نراهن على تاريخ التجربة اللبنانيّة التي تؤكد لنا أنّ هذه الحال الميليشياويّة الإيرانيّة إلى زوال مهما طال الزّمن الإيراني الكسروي المتفرعن، في ظلّ هذا الواقع العربي الرديء!

الجيش والشعب اللبناني، كيانٌ واحد، أبناء هذا الشعب هم أبناء المؤسسة العسكريّة، هم جنودها وضباطها وقياداتها، ثمّة استحالة أن يتساوى هذا الكيان الواحد الذي يقسم على أن يقوم بواجبه كاملاً حفاظاً على علم بلاده وذوداً عن وطنه لبنان، مع ميليشيا تتناقض معهم كلّياً في العقيدة والولاء والقسم، ثمّة فارق كبير بين من يقسم الولاء للبنان والحفاظ عليه والدّفاع عنه، وبين ميليشيا حزب الله التي تقسم بـ»العهد للإمام الخميني المقدّس، والبيعة للمرجع الأعلى الإمام الخامنئي المفدّى، الوفاء لشهداء حزب الله، قسماً  بالقدس، وعهداً لك يا خميني، قسماً بالمهدي، بالخامنئي، إنّا على العهد يا حزب الله»، فـ»من وين لوين» هؤلاء لبنانيّون، أين لبنان أساساً في انتمائهم وولائهم وقسمهم وعهودهم؟

اليوم وفي عيد الجيش اللبناني تحديداً، هذا الكلام كان يجب أن يقال، الشرعيّة للجيش اللبناني وحده، وللشعب اللبناني، وكلّ الولاء والانتماء للبنان وحده، ولا لثلاثيّة كثير عليها أن تكون «من تَنَك» لا من خشب، عاش الجيش اللبناني، عاش لبنان، عاش الشعب اللبناني فهو وحده المقاومة اللبنانيّة، وليسقط حزب إيران وحرسه الثوري وميليشياه، ولتسقط إيران في لبنان وفي كلّ المنطقة.