IMLebanon

زيارة قائد الجيش الى الدوحة تمهّد لحراك رئاسي قطري 

 

 

صحيح أن زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى قطر، جاءت تلبية لدعوة من نظيره القطري رئيس أركان القوات المسلّحة الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابت، وانه تم الاعلان رسميا انها ستتناول “حاجات المؤسسة العسكرية وسبل دعمها لتُواصل مهماتها حفاظًا على أمن لبنان واستقراره”، لكن من يدقق بمسار الأمور يتأكد ان هذه الزيارة تمهد لحراك قطري بملف الرئاسة اللبنانية، والاصح القول لتزخيم هذا الحراك مجددا، والذي كان انطلق قبل مدة طويلة وتمت فرملته مع امساك “اللجنة الخماسية” الدولية بالملف.

 

فكما هو معلوم فان عون لطالما كان المرشح الرئاسي المفضل للدوحة، الذي سعت لتسويقه بشتى الطرق قبل ان تعمد قبل فترة لتسويق اسم مدير عام الأمن العام بالانابة الياس البيسري. حاليا يبدو وبحسب المعلومات انها تسوق للاسمين معا، فهي وكما باقي دول “الخماسية” تعتبر انه اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر تموز المقبل، فانه لن يكون هناك رئيس للبلد حتى انجاز الانتخابات الاميركية المقبلة وترتيب الادارة الجديدة اوراقها الدولية، ما قد يعني عاما اضافيا من الفراغ.

 

وزيارة عون الى الدوحة ستكون الاولى باطار سلسلة زيارات لمسؤولين لبنانيين وجهت اليهم القيادك القطرية دعوات لزيارتها. فصحيح ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان اوفد قبل فترة معاونه السياسي النائب علي حسن خليل للقاء مسؤولين قطريين بدعوة منهم، الا انه اعيد تزخيم الحراك مؤخرا خاصة بعدما تبين ان جهود “الخماسية” تدور في حلقة مفرغة. وتقول مصادر مطلعة على الملف “:تعتقد الدوحة انها قادرة ان تحقق خرقا في هذا الملف، نظرا لعلاقاتها الممتازة مع كل القوى السياسية اللبنانية، وانها سبق ان نجحت في هذا الملف في العام 2008 ، وبالتالي لا شيء يمنع ان تعيد الكرة اليوم”.

 

وتضيف المصادر: “كما انه وفي ظل التردد السعودي في الانخراط الكلي بالملف اللبناني والابقاء حصرا على الحضور، من دون ان يكون مؤثرا في الملفات وبخاصة ملف الرئاسة، تعتبر قطر انها قادرة على تحقيق الخرق اللازم ، خاصة وان الدور الذي تلعبه في حرب غزة عزز حضورها ودورها التفاوضي، وبالتحديد لدى حزب الله الممسك راهنا الى حد كبير باللعبة الرئاسية، من خلال الامساك المتواصل بورقة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية”.

 

وليس واضحا اذا كان القطريون ينسقون مع باقي اطراف “الخماسية” بحراكهم المستجد، علما ان مصدرا ديبلوماسيا كان قد اشتكى اصرار اكثر من طرف في اللجنة انه “فاتح ع حسابو” ، باشارة الى الدورين الفرنسي والقطري، مشددا على ان العمل على اكثر من جبهة، لا يعزز احتمالات الوصول الى حل انما يقلصها.

 

ويحاول العماد عون ان تكون زيارته منتجة على الصعيدين العسكري والرئاسي. هو التقى امس الاثنين رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وبحسب وزارة الخارجية القطرية فان الطرفين استعرضا علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، وأكد وزير الخارجية القطرية دعم بلاده للجيش ومؤسسات الدولة في لبنان “ووقوفها باستمرار إلى جانب شعبه الشقيق”.

 

وبحسب المعلومات فان العماد عون “يسعى بشكل اساسي لاعادة تفعيل الهبة القطرية، التي تكفي لاعطاء العسكريين مبلغ مئة دولار لشهرين بعد، كما يعمل مع القطريين والاميركيين والاوروبيين لدعم رواتب العسكريين في الاشهر المقبلة، حفاظا على وحدة واستقرار المؤسسة العسكرية، ومعها البلد ككل”.

 

وتعتبر مصادر معنية بالملف ان “توقف المساعدات المالية المباشرة للعسكريين ليس بالامر العابر، ويبدو انه يندرج في اطار توجيه رسائل معينة لمن يعنيهم الامر بأن المساعدات لن تبقى مجانية والى ما لا نهاية ،خاصة وان المسؤولين السياسيين لم يقوموا بأي خطوة جدية للنهوض بالبلد ماليا من جديد، ولم يقوموا بالاصلاحات المطلوبة.. هذا عدا الضغوط بالسياسة ونحن على ابواب تسوية كبيرة في المنطقة تشمل الجنوب اللبناني، حيث من المفترض ان يلعب الجيش دورا اساسيا في الميدان”.