IMLebanon

الجيش بالمرصاد للخلايا الإرهابية: درع الوطن

ألقى القبض على منفّذي اعتداء بقاعصفرين بعد أقل من 48 ساعة 

لا شك بأن الإعتداء الذي تعرض له حاجز اللواء العاشر التابع للجيش اللبناني في بلدة بقاعصفرين في الضنية والذي أدى الى إستشهاد الجندي عامر مصطفى المحمد من بلدة مشتى حسن العكارية، ليس فقط إعتداء على الجيش وعناصره إنما إعتداء على كل الوطن، بحسب ما شددت عليه كتلة «المستقبل النيابية في بيانها أمس الأول. وعلى الرغم من الضربات التي يتلقاها من هنا وهناك، يثبت الجيش مرة جديدة مدى جهوزيته في ضرب أوكار الإرهاب وكل من تسوّل له نفسه العبث ليس بأمن الجيش فحسب بل بأمن كل الوطن، ويثبت أنه على قدر تطلعات وآمال اللبنانيين بمختلف إنتماءاتهم وطوائفهم ومشاربهم السياسية.

ففي عملية خاطفة ونوعية ودون وقوع اي إصابات في صفوفه وبعد أقل من 48 ساعة على الإعتداء الآثم الذي تعرض له، تمكنت قوّة من مديرية المخابرات ووحدات الجيش المنتشرة في المنطقة فجر أمس بعد عمليات دهم واسعة، من توقيف جميع منفذي الاعتداء وهم: «(أ.و)، ( أ.ن)، (ز.ش)، ( ب.ش)، كما ضبطت في الأحراج المجاورة الأسلحة الحربية المستعملة في الاعتداء المذكور، وتمّ تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم»، بحسب ما جاء في بيان الجيش أمس.

هذه الجهوزية العالية والسرعة في العمليات النوعية لضرب أوكار الإرهاب، تثبت للقاصي والداني أن الجيش قادر على حماية كامل الأراضي اللبناني وقادر أن يكون أينما كان على الحدود، بعكس ما يحاول البعض تصويره على أن الجيش عاجز عن حماية البلد، وبالتالي ذهب هذا البعض الى خارج الحدود من أجل حمايته من الإرهاب والإرهابيين. فسرعة إلقاء القبض على المعتدين على مراكزه وعناصره، ليست جديدة على قيادة الجيش والعملية النوعية التي حصلت بالأمس، تضاف الى سلسلة العمليات النوعية التي قامت بها القوات الخاصة في مديرية المخابرات في الآونة الأخيرة لضرب الإرهابيين وتفكيك خلاياهم والتي كان آخرها عملية «وادي الأرانب» في عرسال قبل أقل من أسبوعين، والتي تم خلالها إلقاء القبض على أمير «داعش» في عرسال أحمد يوسف أمون المطلوب من الجيش بأكثر من 80 مذكرة توقيف لقيامه بأعمال إرهابية منها تنفيذه اعتداء الأول من شباط عام 2013 على الجيش مستهدفاً دورية في «وادي حميد» مما أدى الى استشهاد الرائد بيار بشعلاني والرقيب أول ابراهيم زهرمان وتطويق مراكز الجيش في وادي حميد واقتحام مبنى قوى «الأمن الداخلي «واحتجاز عسكريين في حوادث عرسال عام 2014 إضافة الى أعمال أخرى قام بها ضد الجيش ومراكزه، وعشرة عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي، والتي نفذت بحرفية بالغة. وكان سبق هذه العملية ضمن هذا المسلسل لحماية لبنان من الإرهاب، إلقاء القبض منذ نحو شهرين على أمير «داعش» في مخيم «عين الحلوة» الفلسطيني عماد ياسين في حي الطوارئ داخل المخيم، بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة لتحركات ياسين ومجموعته في المخيم والذين كانوا يحضرون للقيام بعمليات إرهابية في منطقة الجنوب وإعتداءات على مراكز الجيش في محيط المخيم وخارجه.

وتثبت هذه العمليات مدى جهوزية الجيش وحرفيته العالية وسرعته في العمليات الإستباقية والمكملة لضرب الخلايا الإرهابية وتوقيفها قبل القيام بعملياتها الخبيثة في الداخل وسرعة ملاحقتها وجلبها الى العدالة، محصناً بذلك نفسه وبيئته من كل شر. وهذا الأمر، لم يكن ليحصل لولا إصرار قيادة الجيش على الجهوزية الكاملة في مقارعة الإرهاب والإرهابيين أينما وجدوا، وهو لذلك لا يهدأ يومياً في منطقة جرود عرسال فيقصف مواقع هذه التنظيمات بالصواريخ والأسلحة الثقيلة مانعاً تقدمها باتجاه الداخل.

ولأنها «العين الساهرة على أمن الوطن»، تلقي وحدات الجيش المنتشرة على جميع الأراضي اللبناني يومياً القبض على عشرات المتورطين بالإعتداء على مراكزه إن كان في البقاع أو الشمال أو الجنوب، وتحيلهم الى القضاء المختص من أجل إتخاذ الإجراءات المناسبة. وهي تثبت يوماً بعد يوم مدى قدرتها على التوفيق بين مهامها في حماية الحدود وبين قدرتها في الوقت عينه على ضبط الأوضاع داخلياً وضرب أوكار الإرهاب وخلاياه النائمة أينما وجدت بفضل القدرات العالية في متابعة جميع التحركات المشبوهة على كامل الأراضي اللبنانية والإنقضاض عليها في الوقت المناسب.

في هذا السياق، هنأ رئيس لجنة «الدفاع والداخلية والبلديات» النيابية النائب سمير الجسر، في حديث الى «المستقبل»، «الجيش اللبناني ومديرية المخابرات على السرعة الفائقة في الكشف عن المتورطين على الإعتداء على مركزه في بقاعصفرين»، مشدداً على أن «هذه العمليات النوعية تثبت مدى جهوزية الجيش وفريقه الإستخباراتي في متابعة القضايا الإرهابية، وهذه ليست بعملية إستباقية إنما بعملية مكملة».

وأكد الجسر أنه «أمر جيد أن يتم إلقاء القبض على المتورطين بهذه السرعة نتيجة البحث والتحري»، مجدداً رفضه لـ «أي إعتداء على الجيش من أي جهة أتى وتحت أي سبب، لأنه لا يوجد مبرر للإعتداء على الجيش الذي هو حصن الوطن، ولا على أي جهاز أمني آخر يقوم بمهامه في حماية اللبنانيين من دون إستثناء».

واعتبر «أننا منذ البداية الى جانب الجيش وسنبقى من أبرز الداعمين له، ومنذ بداية الإعتداء طالبنا بإلقاء القبض على المتهمين ووضع حد للإرهابيين الذين يعتدون على الجيش وعلى غيره من الأجهزة الأمنية»، مشيراً الى أن «كما هناك تحديات عند الجيش في المحافظة على أمن الحدود، فأيضاً هناك تحديات أمامه على الصعيد الداخلي وعلى رأس هذه التحديات الخلايا الإرهابية النائمة هنا وهناك».

وشدد على «أننا نقف دوماً الى جانب الجيش والى جانب متطلباته كافة والعمل على تحقيقها من دون تردد خصوصاً تلك المتعلقة بالمحافظة على أمن البلد واستقراره».

الى ذلك، حيّا نواب المنية – الضنية أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز وكاظم الخير «جهود الجيش اللبناني وفاعليته السريعة في إلقاء القبض على المتهمين بالعملية الإجرامية التي تعرض لها موقع الجيش في بقاعصفرين»، داعين الى «وحدة الصف وتضامن أهالي المنطقة كافة خلف الجيش والقوى الأمنية القيمة على أمن البلد وسلامة أبنائه».

وطالبوا في بيان ، بـ «تحقيق عادل وشفاف مع جميع الذين ألقي القبض عليهم في الأيام الأخيرة وإطلاق سراح الأبرياء في أسرع وقت ممكن حتى لا يذهب هؤلاء بجريرة المجرمين الفعليين».