IMLebanon

الأنظار إلى مليارات سيدر واحد وإلى معركة الخمسين لائحة إنتخابية

 

مجدداً، الإنتخابات ليست آخر الدنيا، وهو ما أكَّد عليه رئيس الجمهورية من خلال تشديده أنَّ على المواطنين أن يحافظوا في الإنتخابات على هدوئهم، لأنَّ ليس من ربح أو خسارة في هذه الإنتخابات، لا بل أنَّها تؤدي إلى اختيار الأكثرية التي عليها في المقابل أن تلتزم مصلحة الناس، وإلا فإنَّها ستدفع ثمن عدم التجديد لها في المستقبل.

يحاول رئيس الجمهورية من خلال هذا الموقف أن يبرِّد من الحماوة المتصاعدة في أكثر من دائرة، والتي وصلت في بعض الدوائر إلى هستيريا حقيقية، سواء في الترشيحات أو التحالفات أو حتى الإنسحابات التي بدأت تتوالى تباعاً.

وإلى أن يظهر اللون الأبيض من اللون الأسود إنتخابياً، فإنَّ الأيام الآتية ستُظهر تطوراً إنتخابياً بالغ الأهمية، يتمثّل في عدد الإنسحابات من السباق الإنتخابي، بعد عدم إيجاد أمكنة في اللوائح للمنسحبين. كما أنَّ التطور الأبرز سيتمثَّل في تسجيل نحو خمسين لائحة إنتخابية في الدوائر الإنتخابية الخمس عشرة.

***

في مقابل الهستيريا، تمَّ تسجيل خطوة إيجابية من شأنها أن تُكرِّس مصالحة الجبل، وهذه الخطوة جاءت بعد الإجتماع بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي، والتي أفضت إلى الإتفاق النهائي على لائحة الشوف وعاليه.

 

***

تشريعياً، بدأت آخر دورة عادية لمجلس النواب الحالي هذا الأسبوع، ومن غير المستبعد على الإطلاق أن تُتوَّج هذه الدورة بالمصادقة على الموازنة العامة للعام 2018، ولبلوغ مرحلة المصادقة فإنَّ لجنة المال والموازنة النيابية أعطت لنفسها هذا الأسبوع ومنتصف الأسبوع المقبل، على أبعد تقدير، للإنتهاء من مناقشة الأرقام تمهيداً لإحالتها على الهيئة العامة وإنجازها قبل 6 نيسان، موعد سيدر – 1، مع الأخذ بعين الإعتبار أيام التعطيل لمناسبة الأعياد.

وفي سياق الملف المالي، حاكم مصرف لبنان رياض سلامه يدفع في اتجاه الإعداد الناجح لمؤتمر سيدر واحد، ويعتبر في هذا المجال:

أن حرص الحكومة على إقرار موازنة عام 2018 سوف يساهم في تدعيم الثقة، وهذا يتماشى مع نصائح صندوق النقد الدولي لتخفيض العجز والدين العام مقارنة بالناتج المحلي.

ويُنقَل عن الحاكم قوله:

نعوّل على القطاع الخاص لأنَّ مؤتمر سيدر واحد وضع الشراكة مع القطاع الخاص شرطاً لمساعدة لبنان مالياً.

والتوقعات تشير إلى أنَّ ما سينجم عن المؤتمر يُقدَّر بما بين 4 و5 مليارات دولار، وكلُّ الآمال معقودة على أن تستطيع الشركات التي ستحوز على الأشغال والمشاريع، تأمين سيولة من شأنها أن تُحرِّك الوضع الإقتصادي الراكد.

***

واستعداداً لمؤتمر سيدر واحد قال الرئيس الحريري كلمة الفصل، في المؤتمر الذي انعقد في بيروت، والذي بسببه أُرجئت جلسة مجلس الوزراء من أمس إلى اليوم:

هناك نية جدية لدى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وعلينا نحن أيضاً أن نساعد أنفسنا وهدفنا من مؤتمر سيدر واحد تأمين تمويل المشاريع المتبقية التي ستنفذها الدولة. إنَّ مؤتمر سيدر هو خطوة مهمة في مسيرة التنمية المستدامة.