IMLebanon

العودة عن الخطأ فضيلة

 

 

القاعدة في الحياة أنّه عندما يخطئ الانسان في أي عمل فعليه السكوت لأنك لا تستطيع أن تدافع عن الخطأ.

 

عندنا القضية مختلفة، بعض الناس يخطئون ويصرّون على ارتكابهم الخطأ كما حصل في يوم من الأيام أنّ أحد الضباط ذهب الى وزارة المالية وهدّد الوزير بقوة السلاح وأجبره على التوقيع على اعتماد لشراء سيارات فخمة لمؤسّسة حكومية، والأنكى أنّ الضابط المذكور ذهب الى رئيس الحكومة ليعتذر، فقال للرئيس إني ارتكبت خطأ مقصوداً… تصوّروا هذه الوقاحة!

 

ويبدو أنّ هذه العدوى قد امتدت الى يومنا هذا، فقد طلب وزير الخارجية المهندس جبران باسيل من جهاز أمن الدولة أن يدخل الى الوزارة ويحقق في ملف تسريب وثائق من الوزارة الى إحدى الصحف التي نشرتها.

 

لغاية الآن لا أصدّق أنّ وزير الخارجية الذي هو من حيث المبدأ يجب أن يكون من أعقل وأهم الوزراء وأن يكون شعاره الديبلوماسية أي يمكن أن يفعل ما يشاء بطريقة طبيعية وهذا حق له في وزارته…. الوزارة بالنسبة لوزيرها بيته ودولته ومؤسّسته ومملكته، فكيف يمكن أن يطلب من جهاز عسكري أمني أن يدخل الى الوزارة ويحقق مع كبار موظفيها خصوصاً أنهم ديبلوماسيون؟!

 

سؤال بسيط: هل فقد الوزير إمكانية أن يعرف من يسرّب معلومات مهمة من وزارته للإعلام؟

لوزير عادة في وزارته، كما قلنا ملك، أي هو صاحب القرار الاول والأخير فيها، ويمكنه أن يوقف عن العمل من أصغر موظف الى أكبر موظف ويقول له: اذهب واجلس في بيتك وممنوع عليك أن تأتي الى الوزارة… وما دامت الحال هكذا فما هي الحاجة الى الإستعانة بجهاز أمني؟!.

 

والمشكلة الأكبر أنه، كما قلت، بدلاً من أن يسكت الوزير عن تسريب المعلومات ويضبط وزارته فهو يتباهى بأنه، ولأول مرة في التاريخ، يطلب من جهاز أمني أن يدخل الى وزارته ويحقق مع موظفيه… والأنكى انه زاد وقال إنّ هذه الحادثة هي الأولى في تاريخ الحكومات وستكون سابقة وطبعاً ستدخل التاريخ وسوف يتبناها من بعده بعض الوزراء!

 

نقول له بصراحة: يا معالي الوزير الخطأ لا يمكن أن يصير «صح»، وبدل أن تخجل من فعلتك فأنت تفاخر بها… وأقول لك بصراحة أكثر إنّ الطريق الذي تتبعه لن يصل الى مكان خصوصاً أنك تعد نفسك بأنك يجب أن تكون مهيّأ الى مستقبل باهر، وأنّ هدف عمك في الحياة أن يساعدك… وما حصل في موسكو خلال زيارته الأخيرة واستبعاد السفير اللبناني من اللقاء مع الرئيس بوتين، فذلك لكي يطلب من الرئيس الروسي المساعدة في المستقبل الذي تخطط له.