IMLebanon

ليل بري الطويل

  

أجادك أبا مصطفى! ليلةً محمومة أمضاها الرئيس نبيه بري وهو يعمل ليس فقط على تدارك النكسة التي طرأت ليلاً بعد «عصرية» كانت واعدة تحدث  الرئيس سعد الحريري عن إيجابياتها وحلولها  القريبة من قصر بعبدا، عادت الأمور على بدء العناد والخلافات والتأزم في ساعة متأخرة من الليل ما فتح أقنية اتصالات محورها عين التينة وشملت قصر بعبدا وبيت الوسط وحارة حريك ودارة خلدة  وقصر المختارة.

 

ويبدو أن ليل الرئيس نبيه بري كان «أطول من ليل النابغة الذبياني» فامتد حتى عصر أمس عندما تبين أن المساعي آيلة الى الختام السعيد والعودة الى مقترح المصالحة بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان برعاية رئاسية.

 

وبالرغم من انشغالات قصر بعبدا  الكثيرة أمس، حرص الرئيس بري على أن تتم المصالحة في حمى  الرئيس عون وحضور الرئيس الحريري. وقد كان له ما أراد، وتكللت المساعي بالخير وتمت المصافحة بين الأمير والبيك.

 

وفي المعلومات أن قيادة حزب الله اتصلت بالرئيس نبيه بري الذي تبلغ رغبة سماحة السيد حسن نصر الله إليه بأن يعود الى استئناف مساعيه التي كان قد أطفأ محركاتها قبل أربع وعشرين ساعة.

 

وأضافت المعلومات التي توافرت لنا أن الحزب رغب الى الرئيس بري أن يبلغ الوزير جنبلاط بأن المرحلة لم تعد تسمح بإبقاء نار الجبل تحت الرماد، وبالتالي إن الحزب «عازم» على إنهاء الأزمة كأولوية في هذه المرحلة لأن استمرارها من شأنه أن يستدرج غير طرف خارجي للتدخل… وأن الأطراف الخارجية عندما تضع يدها في المسائل الداخلية فهي لا تسعى الى الحلول إنما تسعى الى توسيع شقة الخلافات وتعميق الجراح وأن تبقى «الحية واقفة على ذنبها». وأن الحزب سيبلغ رسالة مماثلة الى أرسلان.

 

ومضت المعلومات تفيد أن الرئيس بري الذي هاله ما حدث في الجبل، وبادر منذ اليوم الأول في مسعى نحو التهدئة، لم يقبل أن يضيع الوقت…

 

فباشر سلسلة اتصالات بدأت مع وليد جنبلاط وتكررت الى ما بعد الثانية فجراً واستُـكملت في ساعات الصباح الأولى حتى ما بعد ظهر يوم أمس إذ تمّ التوافق على لقاء قصر بعبدا.

 

وأفادت المعلومات أن لهجة الحزب «لم تكن عادية» في ما خص من يتجاوب ومن لا يتجاوب مع مسعى الرئيس بري.

 

ونسبت المعلومات الى قيادي حزبي قوله: «إذا ما مشي الحال رح يكون إلنا موقف… وعلى المعنيين أن يعرفوا هذا القرار».

 

… ونأمل أن يكون هذا كله قد بات من الماضي وأن تثبت المصالحة، وأن يكون الجبل ولبنان قد تجاوزا هذه الأزمة الكبيرة التي حبست أنفاس اللبنانيين واستدعت موقفاً حاداً من الولايات المتحدة الأميركية داعماً موقف جنبلاط.