IMLebanon

باسيل وجعجع يلتقيان على ضرب حظوظ فرنجية الرئاسيّة… فما هي ظروف اختيار الرئيس؟ 

 

 

في الوقت الراهن، يمكن الحديث عن أن القوى المسيحية الأساسية، أي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، تبحث عن كيفية القيام بدور الناخب الأول في الاستحقاق الرئاسي، على قاعدة أن الظروف الحالية لا تسمح لها بأن تكون من بين المرشحين الأساسيين، فالجميع يدرك صعوبة وصول رئيس «القوات» سمير جعجع أو رئيس «التيار» جبران باسيل إلى سدة الرئاسة الأولى.

 

إنطلاقاً من ذلك، يجب قراءة خطة كل منهما في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، فجعجع يعتبر أن التفاهم مع الكتل النيابية المعارضة يعزز أوراق قوته، بينما باسيل يرى أن الإقرار بنظرية الرئيس الذي يمثل شعبياً يعيده إلى السباق، أو على الأقل يمنح قدرة أكبر على المناورة، على أساس أن لديه فرصة حقيقية في تجيير التمثيل الذي لديه، لمن يحقق له شروطه.

 

وسط هؤلاء، يبرز دور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الساعي إلى تأدية دور مؤثر على هذا الصعيد ايضاً، إنطلاقاً من المواصفات التي يضعها، لا سيما أن تعاظم دور المؤثرات الخارجية يفتح الباب أمامه لتعزيز دوره، على عكس ما هو الحال بالنسبة إلى «القوات» و»التيار» اللذين يراهنان على لعبة الأرقام والتمثيل.

 

الكل يزور البطريرك الراعي ليحاول إقناعه بوجهة نظره الرئاسية، فباسيل يحاول بشتّى الطرق تثبيت معادلة التمثيل الشعبي، ولو بنسبة مئوية منخفضة لهدفين: الأول هدف آني، يتعلق بضرب حظوظ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ومحاولة حشر حزب الله الذي لم يعلن عن دعمه لأي مرشح حتى الآن، والثاني هدف مستقبلي يتعلق بحفظ دوره وحظوظه للرئاسة المقبلة، بينما يحاول جعجع تثبيت معادلة الرئيس الحيادي ليضرب حظوظ فرنجية أيضاً، باعتباره جزءاً أساسياً من تحالف فريق 8 آذار، وأي مرشح آخر يدعمه هذا الفريق.

 

إذاً يلتقي باسيل مع جعجع على ضرورة ضرب فرنجية، ويختلف الاثنان على كل باقي التفاصيل، ويسعى كل واحد منهما الى تقريب البطريرك الراعي منه، لكن بحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار فإن اللعبة الرئاسية هي بمكان آخر.

 

وتكشف المصادر أن الرئيس لن يصل الى بعبدا دون تسوية تتيح انتخابه، نظراً لطبيعة التوازنات السياسية داخل المجلس النيابي الحالي، ومن هنا ينبغي البحث أولاً عن التسوية التي يلتقي حولها الفرنسي والأميركي والسعودي والإيراني، وحلفاؤهم في لبنان، ففي الصراع الراهن يمثل جعجع، والى حدّ بعيد البطريرك الراعي، وجهة النظر السعودية، التي تنادي بضرورة الإتيان برئيس للجمهورية لا ينتمي الى تحالف حزب الله، ولا ينتمي الى الطبقة السياسية الموجودة حالياً، وتمثل قوى المعارضة وجهة النظر الاميركية التي تقول بضرورة البحث عن رئيس إصلاحي من خارج الإصطفافات السياسية الحالية، بينما وجهة النظر الفرنسية فلم تُحسم بعد، كذلك الإيرانية.

 

بالنسبة الى حزب الله لا مجال لوصول رئيس يعاديه، وهناك انفتاح على وصول الرئيس الوسطي، وقد أرسل الحزب إشارة بهذا الخصوص الى وليد جنبلاط، وبحسب المصادر فإن التفاوض بين القوى الخارجية والداخلية سينتج رئيساً بغض النظر عن مواصفات الراعي، وشروط باسيل، وتمنيات سمير جعجع.