IMLebanon

خيارات باسيل الرئاسية محدودة: إما يكون مع حزب الله وإما… ؟

 

 

على الرغم من كل الضجة التي أثارها التباين بين حزب الله والتيار الوطني الحر، يبدو أن الفريقين يحرصان على عدم تفاقم الأمور بينهما، على قاعدة أن لهما مصلحة إستراتيجية في الحفاظ على التفاهم الذي وُلد في كنيسة مار مخايل، خصوصاً أنه يمثل حاجة لهما أيضاً في مواجهات الإستحقاقات المقبلة.

 

في هذا السياق، كان “التيار الوطني الحر” المبادر إلى التصعيد الكبير مع الحزب بعد اجتماع حكومة تصريف الاعمال، الأمر الذي يدفع إلى طرح الكثير من الأسئلة حول الخيارات المتاحة أمام رئيسه جبران باسيل على هذا الصعيد، خصوصاً على مستوى الإستحقاق الرئاسي.

 

في البداية من الضروري الإشارة إلى أن السبب الأول في موقف التيار هو دعم الحزب ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، حتى ولو لم يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي، الأمر الذي يؤكد “الوطني الحر” أنه لا يمكن أن يقبل به بأي شكل من الأشكال، لا سيما أن فرنجية يمثل إمتداداً للقوى التي هو على خصومة معها، كما أنه سبق له أن ذهب إلى اتخاذ مواقف منه لا يمكن بعدها الموافقة على دعمه.

 

في المقابل، بات من الواضح أن التيار، بعد الإنتخابات النيابية الماضية، يسعى إلى إعادة لملمة أوضاعه على مستوى الساحة المسيحية، الأمر الذي يبرر رفعه لواء الدفاع عن الدور والشراكة، وهو ما يجيد اللعب عليه جيداً، بدليل إنجرار غالبية القوى المسيحية إلى دعم موقفه من جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الإثنين الماضي.

 

على الرغم من كل ذلك، فإن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه يتعلق بما قد يجنيه التيار على المستوى الرئاسي، في حال قرر الإبتعاد عن الحزب في خياراته، نظراً إلى أن الإجابة على هذا السؤال تعطي القدرة على فهم المدى الذي قد يذهب إليه في المعركة التي يقوم بها حالياً.

 

من حيث المبدأ، التفاهم مع الحزب حول فرنجية من الممكن أن يشمل حصول التيار على ضمانات من جانب الحزب حول الدور السياسي المستقبلي له، ويدرك “الوطني الحر” جيداً أنه سيتم الوفاء بها خصوصاً أنها ستكون برعاية شخصية من أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، بينما الذهاب إلى أي تفاهم مع القوى الأخرى لا يمكن أن يقود إلى حصوله على مثل هذه الضمانات، في حين أن الخيار الثالث، أي الذهاب إلى المعارضة، لن تكون نتائجه مضمونة على المدى البعيد.

 

إنطلاقاً من ذلك، يمكن القول أن قنوات الحوار بين الوطني الحر وحزب الله ستفتح في الأيام المقبلة، بعد أن تهدأ الأمور على مستوى العلاقة بين الجانبين، نظراً إلى حاجتهما إلى بعضهما البعض، لكن ما يطمح إليه التيار أن يقود الصدام الذي حصل إلى طي ورقة رئيس تيار “المردة”، وبالتالي فتح الأبواب من أجل البحث عن الخيارات البديلة، التي لا يريد أيضاً أن تشمل إسم قائد الجيش العماد جوزاف عون.

 

لا يوجد أي خيار من خيارات باسيل قادر على تقديم له الضمانات التي يمكن لحزب الله ان يعطيه إياها على صعيد الدور المستقبلي، لذلك فإن أي خطوة للتيار خارج تحالفه مع حزب الله سيدفع ثمنها غالياً، خاصة أن لا أحد من القوى السياسية يثق بباسيل، أو لا يختلف معه على كثير من النقاط، وبالتالي هذا يجعل التيار الوطني امام خيارين بالسياسة، إما حزب الله وإما البقاء وحيداً.