IMLebanon

معركة بعلبك – الهرمل بإشراف مباشر من حارة حريك… والقوات تريد المقعد الماروني بأيّ ثمن

 

لم يجد المتنافسون في دائرة بعلبك الهرمل الا الصورة الانتخابية للائحة الثنائي الشيعي على ادراج قلعة بعلبك لرشق المقاومة وحزب الله بانتهاك المحظور والتعدي على الآثار لفتح جدال طويل لم تنته فصوله بعد فيما المعركة على مستوى الدائرة اكبر بكثير، وهي معركة تشبه الى حد ما معركة حياة او موت لفريقين يسعيان الى المنازلة الكبرى، فحزب الله يريد لائحته بالكامل وهذا ليس سهلا في المعركة الراهنة استنادا الى القانون النسبي الجديد وحساباته الملتوية، والقوات والمستقبل اختارا ان يتفقا فقط في الدائرة الاقسى تحت عنوان سياسي هدفه كسر جموح حزب الله واسئثاره بالمقاعد المسيحية كما يقولون، وهنا يكمن حجم وقوة وخطورة المعركة التي لاتشبهها اي معركة اخرى، فبعلبك الهرمل هي خزان المقاومة الشعبي وبيئتها الحاضنة والقوات تعتبر فوزها يوازي كل معاركها تقريبا.

اذا كان حزب الله يخوض معارك على جبهة حماية  مقاعده الشيعية فلا يعني ذلك ترك المقعدين الماروني والكاثوليكي او المقاعد السنية، فالماروني هو في رصد كل المتنافسين وفي دائرة اهتمام «الاميركان والسعوديين»، ولم يبالغ الامين العام لحزب الله عندما قال عن دائرة بعلبك الهرمل بانها تهم السفارتين الاميركية والسعودية، فالقوات تعتبره الهدف الذي يوازي كل اهدافها الانتخابية مجتمعة لكسر «هيبة» حزب الله وتحكمه به على مدى سنوات فيما القوات تمتلك كتلة ناخبة مهمة، وحزب الله كما يعرف القاصي والداني يستهلك كل طاقاته وتكتيكاته الانتخابية والاستراتيجية للاحتفاظ به وضرب القوات ومنعها من تحقيق اختراق للمقعد.

يتحدث الممسكين بملف الانتخابات في دائرة بعلبك الهرمل عن معركة طاحنة لا تشبه ما كان يحصل في الدورات الانتخابية الماضية بكل الاسلحة المتاحة،ففي الاعوام الماضية فعلت محدلة الثنائي الشيعي بمقاعد المنطقة ما فعلته، اليوم تبدلت المعطيات بفعل القانون، القوات قادرة على تأمين حاصل انتخابي وحدها يقرب مرشحها من تحقيق الاختراق والتعاون مع المستقبل يجعل المعركة اكثر قوة وتماسكا ويستطيع الفريقان رفع الحاصل الانتخابي للائحة، وهذا الامريتحسب له حزب الله ويتحدث ابناء المنطقة عن «تعميم» وامر عمليات للكوادر مفاده «اسقاط مرشح القوات» وعدم السماح بهزيمة الحزب على المقعد الماروني ومؤخرا عمد الحزب الى تكتيات متعلقة بادارة الانتخابات بتوزيع فائضه الانتخابي بين مرشحيه وتقسيم المنطقة انتخابيا بدورها تبدو القوات في صدد اتخاذ خطوات معينة لضمان وصول مرشحها انطوان حبشي.

بدون شك فان القانون فرض توازنات مختلفة عن السابق، ولكن المنطقة لا تزال البيئة الحاضنة للمقاومة، وبالارقام يمكن ملاحظة ان لا يوجد توازن في العدد فمن اصل 226 الف شيعي هناك 23 الف ماروني، ولكن هذا لا يعني عدم وجود فرص وتوازن في ظل القانون الحالي في حال تمكنت اللائحة المنافسة لحزب الله من تأمين حواصل انتخابية مقبولة، وهذا الامر تدركه المقاومة وعليه فان العمل جار ليل نهار كما يقول العارفون في المنطقة لرفع التصويت الشيعي لاعلى مستوياته، وبحسب هؤلاء فان انتخابات الدائرة تحصل باشراف مباشر وعناية من حارة حريك، وعلم ان حزب الله وضع استراتيجية تقوم على فكفكة الالغام التي تم زرعها في بيئة حزب الله عبر تأليب الشارع انمائيا وتحت ستارات وهمية في اطار اثارة الرأي العام المؤيد للمقاومة نحو خيارات مختلفة، وعليه تم التركيز من قبل حزب الله على مسألتين بموازاة بعض اولا الشق السياسي للمعركة وعلى الشق الانمائي حيث تردد ان حزب الله في صدد اتخاذ خطوات تتعلق بمرشحيه قد تشمل بعد الانتخابات بقاءهم في الدائرة وعدم الانتقال الى مناطق بعيدة لتأمين التواصل مع الناس، وقد ساهمت الانسحابات الشيعية الاخيرة في تقوية اللائحة بعدما تم استيعاب الاصوات التغييرية التي ارتفعت مؤخرا. وعليه فان معركة اللائحة تبدو احسن حالا وان كان الافتراق وقع مع التيار الوطني الحر الذي لا يوجد له قاعدة شعبية مؤثرة على غرار القوات.

على المقلب الآخر فان تعاون المستقبل والقوات الذي لم يحصل في دوائر اخرى فانه حصل في هذه الدائرة تحت عنوان سياسي لمواجهة حزب الله، وفي حين تسعى القوات لايصال مرشحها القواتي فان تركيز المستقبل سيكون له وجهة نظر اخرى بتحقيق اختراق لن يكون سهلا لاحد المقاعد الشيعية.