IMLebanon

معركة التيار – المردة تحت عنوان: انتَ ضدي وأنا ضدك

 

لا يبدو ان المشهد تغير كثيراً بين بعبدا وبنشعي، فالوضع السياسي اوالأزمة على حالها بين الطرفين منذ التسوية الرئاسية وان طرأت تعديلات او مرونة في بعض المواقف، لا شيىء في الموضوع الشخصي مع رئيس الجمهورية كما يردد سليمان فرنجية  دائما، لكن المصالحة وعودة الامور الى مسارها السابق تحتاج الى شبه معجزة تقريباً، فما بين الرئيس والبيك،  ثمة محاولة عزل فاشلة للمردة حصلت ووافق عليها التيار في معراب قبل سنتين فاقصاء المردة مسيحياً خارج تفاهم معراب وحجم التناغم العوني والقواتي الذي حصل في اعقاب التفاهم لم يتم هضمه بعد من قبل الحليف السابق في بنشعي فمفاعيله باقية في السياسة وفي الانتخابات في اعتقاد المردة.

يعتبر كثيرون ان فرنجية رفع السقف في مخاصمة بعبدا وشطح كثيراً وقطع اشواطاً بعيدة في التمادي في مقاطعة الرئيس خصوصاً ان ابواب بعبدا لم تقفل في وجهه، لكن فرنجية تمسك دائما بنظرية العدائية والتهجم عليه ليس من الرئيس عون بل من المحيطين به وفريق معين داخل التيار الوطني الحر، وفي طليعة هؤلاء الوزير جبران باسيل الحاضر دائماً في الخلافات، وان كان فرنجية يتمنى فوز باسيل في البترون على فوز القوات فيها كما تقول مصادر المردة.

الانتخابات هي بدون شك حاصلة بين التيار والمردة «انت ضدي وانا ضدك» لم يعد من مجال للشك، وفرنجية في كلامه الاعلامي الاخير قطع الشك باليقين وحدد من هم حلفاء المردة ومن هم خصومها، فالمردة متحالفة مع فريد هيكل الخازن ومع ابراهيم عازار وجان عبيد وفيصل كرامي وجهاد الصمد والحزب القومي والعلويين  ومع بطرس حرب في البترون ووليم جبران طوق في بشري ومع نجيب ميقاتي مع مراعاة الحريري، الا اذا سار المستقبل مع التيار الوطني الحر واعلن المعركة على المردة في الدائرة الثالثة الشمالية فحينها سيكون ثمة كلام آخر.

يقول مرديون ان العلاقة مع رئيس الجمهورية شيء والعلاقة مع التيار الوطني الحر امر آخر، وبقناعة فرنجية يجب سؤال الرئيس عن اسباب ابتعاد بعض الناس عنه وعن تياره، فالرئيس عون وصل الى الرئاسة اليوم بمحبة الناس له فيما الذين يحاولون وراثته يعتبرون الناس ملكهم، وعملياً يعني ذلك وفق اوساط شمالية ان المعركة الرئاسية فتحت بين فرنجية وباسيل وابعد من النيابة وان كان فرنجية يصر دائماً على تفضيله وصول باسيل بترونياً على مرشح القوات وان كان جعجع في الاستحقاق الرئاسي هو المرشح الثالث في المعركة.

فرنجية وضع حداً للتساؤلات الانتخابية مفادها ان المردة ذاهبة للانتخابات بمعركة مع كثيرين،فالتحالف مع التيار ومع القوات غير وارد او مطروح، اما سعد الحريري فالواضح انه لم يحسم خياره بعد بانتظار تبلور معطيات كثيرة.

الانتخابات محطة مفصلية  لتحديد الاحجام والاوزان  والاقوى مسيحياً، وعليه حتى الساعة فان الفريق العوني يعمل للانتخابات وفق تحالفاته الجديدة وهو يستفيد من قوة التيار الشعبي ومن الانتصار السياسي الذي حققه بوصول عون الى الرئاسة وحضوره الوزاري ومن التعيينات التي جرت بالتفاهم مع تيار المستقبل، فيما الفريق المردي يحضر للانتخابات بوتيرة مكثفة لانه يواجه حليفه السابق والقوات اللبنانية على الساحة المسيحية لثبيت نظرية الاقوى مسيحيا، وعملياً فان سباقاً خدماتياً قائم بين المردة والتيار الوطني الحر في الدائرة التي يترشح فيها جبران باسيل وطوني سليمان فرنجية، يعول العونيون على وجود رئيسهم في  قصر بعبدا كعامل قوي يعطيهم دعماً ودفعاً واضحاً  ويستمتع  الوزراء العونيون بنعمة الخدمات التي حرموا من ذكر اسمها وكانت حكراً وامتيازاً لغيرهم ، في حين ان وجود المردة في  وزارة الأشغال فتح لها باباً خدماتياً في مناطقها فوزير الاشغال «فلش الزفت» من اقصى الشمال الى جبل لبنان والبقاع.

يعمل سليمان  فرنجية  منذ مدة على خلق معالم تحالف سياسي جديد يضم في مناطق معينة  خصوصاً وان التيار الوطني الحر سعى الى استفزاز المردة بلقاءات وتحركات في عرين المردة ، ساهمت في خلق جو معاكس بشد العصب المسيحي في الشمال امام محاولات استهداف فرنجية. فرئيس تيار المردة الذي جرى تطويقه لبعض الوقت استعاد المبادرة ولملم أوراقه، فرنجية «ممنوع شطبه» من المعادلة الانتخابية في عرينه الزغرتاوي ويتكل فرنجية على ثبات هذه المعادلة في حسابات حزب الله وقيادات 8 آذار مهما كان شكل التحالفات.

يبدو فرنجية مرتاحا الى التحالفات التي انجزها  وتموضعه السياسي الى جانب رئيس المجلس والزعيم الاشتراكي الذي شكل مظلة حامية له عندما قررت بعبدا ان تستمر بمعاداته، في حين ان علاقة بنشعي وبيت الوسط رغم الانتخابات الرئاسية تحافظ على مستويات جيدة بانتظار موقف الحريري في الدائرة الشمالية، بدون شك فان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري  كان قد ابدى قبل فترة حماسة  لتقارب بين زغرتا والتيار لكن لا يبدو ان مهمة الحريري نجحت في هذا الصدد ، فتصلب الفريقين والمتاريس التي عادت ترتفع بين البترون وزغرتا انتخابياً تسقط هذا التقارب، طوني فرنجية الذي يخوض المعركة سيكون القائد الفعلي للمعركة على الارض وسيكون نجل البيك الزغرتاوي في مواجهة حتمية مع القوات بعدما ثبت ان المردة لا يمكن ان تتحالف مع معراب او تخرج من عباءتها في 8 آذار وحلفائها السابقين لتصبح خارج الخط السياسي لـ8 آذار، بدون شك فان التحالف مع الثنائية الشيعية  امر حتمي وان كان غير مؤثر في الانتخابات كون المناطق الانتخابية التي تشهد مواجهات مسيحية مسيحية قد لا تؤثر فيها البلوكات الشيعية لكن فرنجية يرى في التحالف الاستراتيجي مع الثنائية الشيعية بوابة الامان السياسية التي تغنيه عن تحالفات معراب والتيار التي لا تصلح بأي شكل في الاستحقاق الرئاسي المقبل.