IMLebanon

تريّثوا

 

نناشد اخوتنا في قدامى القوات المسلّحة ألاّ يلجأوا الى التدبير الذي قرّروا أن ينفذوه اليوم مع تأكيدنا على صيانة حقوقهم كاملة وهم الذي كانوا في أشرف وأنبل مهمة في لبنان، ولم يتوانوا يوماً عن القيام بالواجب، ولا ينكر أحدٌ اداءهم الجليل والمضحّي في سبيل أمن واستقرار الوطن والمواطن.

 

لذلك، نناشدهم أن يتريّثوا، فاللجوء الى شلّ الحركة في البلد اليوم من شأنه أن يلحق الضرر البالغ باللبنانيين أجمعين، بمن فيهم، بالضرورة، أبناؤهم وإخوانهم وسائر ذويهم.

 

حتى الساعة لم تقر الموازنة العامة، ولا يزال المسار طويلاً قبل إقرارها، إذ لا بدّ من جلسات متتالية في مجلس الوزراء (بدءًا من اليوم) ولاحقاً في مجلس النواب، ما يستغرق بضعة أسابيع يمكن أن يفسح خلالها في المجال أمام المفاوضات التي قد تكون مجدية وتحقق لهم أهدافهم من دون تكبيد البلد ما سيتعرض له اليوم في تنفيذ التدبير الشمولي الذي سيلجأون إليه، ونكرر أنه سيشل البلد قاطبة.

 

علماً أنّه نُقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه يتفهم مطالب قدامى العسكريين وأنه سيعرض وجهة نظره اليوم في مجلس الوزراء، وسبق لرئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل أن أكّدا أن لا مسّ بأصحاب الحقوق من الموظفين في الخدمة والمتقاعدين.

 

وفي هذا السياق، علمت «الشرق» أنّ دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري استمع الى شرح مفصّل حول مطالب قدامى العسكريين وتبلّغ حقائق عن وضعهم لم يكن في جوّها قبلاً، وأنه بالتالي في موقف مماثل لموقف رئيس الجمهورية…

 

1 Banner El Shark 728×90

 

فأمام هذه المعطيات ليت إخوتنا قدامى القوات المسلحة يتريّثون في خطواتهم لأنّ حراكهم اليوم هو ضدّ النيات أكثر منه ضد تدابير قانونية نهائية.

 

إنّ البلد لا يتحمل المزيد من التأزم والشلل… ألا يكفيه ما فيه من أزمات إقتصادية ضاربة، ومن توقف مروّع للحركة، ومن تراجع في الاقتصاد يلامس حدود التدهور؟ ألا تكفيه المحال التجارية التي تقفل بالمئات؟!. ألا يكفيه هذا الركود القاتل الذي ينعكس توقفاً في المؤسّسات التجارية بأرقام غير مسبوقة؟..

 

إننا لا نتحدّث عن المشاعر الصادقة لدى قدماء القوات المسلحة، إنما نتوجه الى وطنيتهم لنذكّر بتضحياتهم الكبيرة طوال سنوات خدمتهم في المؤسّسة العسكرية وسائر المؤسّسات الأمنية، لنقول لهم إنّ الوطن الذي قدّمتم في سبيله أجلّ وأغلى التضحيات يحتاجكم اليوم، وأنتم في التقاعد، مثلما (وربما أكثر) ممّا كان يحتاجكم عندما كنتم في الخدمة داخل الأسلاك، وكما أنكم لم تتنكروا له ولم تخذلوه في الخدمة، فهو يأمل منكم ألاّ تخذلوه اليوم.

 

ختاماً، نكرّر اننا لا نتنكر لمطالبكم المحقة، ولكننا ندعوكم الى التريّث… ونحن معكم بأنّ هناك أبواباً كثيرة للهدر يمكن سدّها وتوفير مبالغ طائلة منها، ولا نعدّدها، هنا، لكثرتها، وقد سبق لـ»الشرق» أن نشرت غير قائمة ولائحة بها.