IMLebanon

نداء إلى سنّة بيروت للاقتراع الكثيف

 

 

 

بلغ عدد اللوائح الانتخابية في محافظة بيروت سبع لوائح تتنافس على مقاعد المجلس البلدي الأربعة والعشرين، بالإضافة الى عدد من المرشحين المنفردين والمستقلين. تضمّ هذه اللوائح أحزاب السلطة وأخرى للمعارضة، وقد جمعت على مضض مرشحين متناقضين سياسياً وناشطين ينتمون إلى أطياف متعدّدة. هذا المشهد المشتّت يُوقع العديد من الناخبين في حيرة، وقد يدفعهم إلى التفكير في خيار مقاطعة الانتخابات، أو الاقتراع بورقة بيضاء، باعتبارها التعبير الأفضل عن موقفهم السياسي الرافض للطغمة الحاكمة وأحزابها من جهة، وعن عدم رغبتهم في إسقاط أي لائحة كما هي في صندوق الاقتراع من جهة أخرى.

سيختبر الاستحقاق البلدي للعاصمة، يوم الأحد الواقع فيه الثامن عشر من أيار ٢٠٢٥، مزاج البيئة السنّية في بيروت، وما إذا كانت ستقبل على الاقتراع أم ستفتقر إلى الحماسة. وتراهن بعض الأطراف على عزوف أو تقاعس الطائفة السنية، التي تُعتبر رافعة الانتخابات البلدية وبيضة القبّان الذهبية، والتي تبلغ نسبة ناخبيها نحو ٥٠ في المئة من أصل حوالي نصف مليون ناخب. هذا العزوف قد يسمح للأحزاب والقوى السياسيّة بإيصال مرشحيهم إلى المجلس البلدي والسيطرة على قرارات العاصمة، وليس خافياً سعيهم إلى أن تختار الأقلية الناخبة، التابعة لهم بالولاء، أعضاء المجلس البلدي ليتمّ فرضهم على بيروت بأكملها، وهذا ما لا يجب أن يسمح به أهل بيروت إطلاقاً.

 

لذلك، ندعو الأهالي إلى «التصويت التقويمي»، أي الاقتراع بنيّة تقويم الاعوجاج والنكاية بالطغمة الحاكمة وبمن تلفظه بيروت بقِيَمها ومعتقداتها، لخلخلة النتائج التي يتوقعونها ويسعون لتحقيقها. إنّ عدم رضا الناخب عن اللوائح الانتخابية البلدية لا يعني الاستنكاف عن الاقتراع ومقاطعة الانتخاب، بل الأجدى أن يشكّل الناخب بنفسه لائحته للمجلس البلدي الذي يتطلّع إليه، ولو اقتصرت اللائحة على المرشحين الذين يعرفهم، لأن قرار تأليف اللائحة المناسبة له يقع على عاتقه وحده، وهو حقّه الحصري.

والهدف من تأليف لائحة خاصة هو تمكين الناخب من اختيار مرشحين من مختلف اللوائح أو المستقلين بناءً على قناعاته ومعاييره الخاصة، بدلاً من الالتزام بلائحة جاهزة قد لا تعكس خياراته بالكامل. ويشبه ذلك تجميع فريق عمل مثالي من أفضل الكفاءات الموجودة، بغض النظر عن انتمائهم التنظيمي الحالي. ويمكن للناخب اتباع الخطوات التالية في تأليف اللائحة المناسبة له:

الخطوة الأولى: الحصول على جميع اللوائح الانتخابية التي تتضمن الاسم الثلاثي لكل مرشّح عليها، وجمع المعلومات عن المرشحين وبرامجهم.

الخطوة الثانية: تحديد المعايير ووضع قائمة بأهم الصفات والكفاءات التي يبحث عنها الناخب في المرشحين، من زاوية الاختصاص والخبرة والنزاهة والقيمة المضافة التي سيحملونها الى المجلس، وغيرها من المعايير.

الخطوة الثالثة: الاختيار الأولي من خلال اختيار عدد أكبر من المرشحين الذين يستوفون هذه المعايير من مختلف اللوائح والمستقلين.

الخطوة الرابعة: التأكّد من أن المجموعة المختارة تتوافق مع التوزيع الطائفي المرغوب للمجلس البلدي. فإذا كان الناخب يريد المناصفة يكون التوزيع كالتالي: ١٢ مقعداً للمسلمين (٨ سنّة – ٣ شيعة – ١ درزي)؛ و١٢ مقعداً للمسيحيين (٤ روم أرثوذكس – ٢ أرمن أرثوذكس – ١ روم كاثوليك – ١ أرمن كاثوليك – ٢ ماروني – ١ إنجيلي – ١ أقليات). أمّا إذا اختار الناخب توزيع المقاعد بناءً على التوزيع الديموغرافي لمدينة بيروت: ١٥ مقعداً للمسلمين (١٠ سنّة – ٤ شيعة – ١ درزي)؛ و٩ مقاعد للمسيحيين (٢ روم أرثوذكس – ٢ أرمن أرثوذكس – ١ روم كاثوليك – ١ أرمن كاثوليك – ١ ماروني – ١ إنجيلي – ١ أقليات).

الخطوة الخامسة: الاختيار النهائي من خلال تضييق القائمة المختارة لتتناسب مع عدد المقاعد المتاحة في بيروت والبالغة أربعة وعشرون مقعداً، وتوزيعها على الطوائف عطفاً على الخطوة السابقة.

يجب الإشارة الى أن فكرة تأليف لائحة خاصة تحمل في طياتها بعض التحديات، منها صعوبة الحصول على معلومات شاملة عن جميع المرشحين، لكن يمكن للناخب أن يجري بحثاً عبر المصادر المتاحة مثل وسائل الإعلام، صفحات المرشحين وفعالياتهم، ومشاركة المعلومات مع ناخبين آخرين. وعلى الرغم من التحديات، تمثل فكرة تأليف لائحة خاصة أداة قوية في يد الناخب لتعزيز الديمقراطية والمساهمة في تشكيل مجلس بلدي يعكس حقًا إرادة أهل العاصمة. وفي الحدّ الأدنى، يُمكن للناخب أن ينتخب فقط من يعرفهم من المرشّحين الذين يشهد لهم بنظافة الكف والكفاءة.

ختاماً، ندعو أهالي بيروت الحبيبة مجدّداً إلى انتخاب مجلسهم البلدي بكثافة، وذلك حتى لا تُختتم الدورة البلديّة بخيبة أمل إضافية تصيب بيروت وأهلها.