IMLebanon

الجنون يقابله الخنوع

 

لا حدود لجنون بنيامين نتانياهو وأعضاء عصابة حكومة الحرب الصهيونية، ولا حدود لارتكاباتهم التي تجاوزت القوانين الحربية والإنسانية والأخلاقية في المطلق، ولا حدود للأشداق التي يسيل لعابها على الولوغ في دماء الأبرياء في غزة وفي لبنان، وما القصف الذي طاول، أمس بالذات، المخيمات المستحدَثة في منطقة رفح إلا الدليل القاطع على أنهم ماضون في مهرجان الجنون هذا الى ما لا نهاية… وهم الذين بلغ بهم التهور، أمس، الى اتهام جو بايدن بأنه (حرفياً) يعمل على «إحياء» حماس. ولمن يوجهون هذه التهمة؟ الى الرئيس الأميركي الذي لم يسبقه أي نزيل في البيت الأبيض من أسلافه في التهور بدعم الكيان المحتلّ! بايدن ذاته الذي يكاد أن يكون رئيس الدولة الوحيد في العالم، وهو غير اليهودي، الذي أعلن بالفم المليان، على رؤوس الأشهاد و «على السطح» أنه صهيوني، وبامتياز. وهو الذي حالت إدارته، التي معظم أركانها من اليهود الصهاينة بدءاً بوزير الخارجية أنطوني بلينكن وكبير المستشارين عاموس هاكشتاين (…) حالت هذه الإدارة دون إصدار أي قرار عن مجلس الأمن الدولي ينص على وقف إطلاق النار في غزة، حتى ولو كان هذا القرار يقف على خاطر الصهاينة ولا ينطوي على أي إشارة لإدانة العدوان الهمجي على غزة، ولو بالتلميح.

 

فماذا يريد أعضاء عصابة الإجرام أكثر من ذلك ليرضوا على بايدن؟!. ومن هو الرئيس الأميركي الذي يرضيهم إذا كان بايدن لم يرضِهم؟!.

 

في تقديرنا أن تمادي الوحش الصهيوني في جنونه الهستيري ليس يوقفه قرار من مجلس الأمن الدولي، على الافتراض جدلاً باحتمال التوصل الى مثل هذا القرار. ولن يوقفه، بالتأكيد، البيت الأبيض ولا أي من حلفاء الولايات المتحدة الأميركية وسائر الدول المنتمية الى حلف «الناتو». فقط يوقفه قرارٌ بالمواجهة تتخذه الدول الإسلامية من عربية وغير عربية، وبعضها من أكبر دول العالم عديدَ سكانٍ وأكثرها إمكاناتٍ اقتصادية وثرواتٍ طبيعيةً… ولكن مثل هذا القرار لن يصدر لأن الدول الأكثر قدرة بينها تكدّس الأسلحة (حتى يأكلها الصدأ) فقط من أجل السمسرات وإرضاء مصانع الصلب في الولايات المتحدة وسواها من الدول المنتجة السلاح، وبعضها يستورد السلاح من الكيان الصهيوني ذاته… ولا ننسى أن بينها دولاً تمنع شعوبها حتى عن التظاهر تعبيراً عن التضامن مع غزة.