IMLebanon

تشاور بين بري وجنبلاط وتقاطع على التنبيه

 

من انسحاب مشهدية التوتر السياسي الى الشارع

 

تجزم مصادر سياسية مطلعة بأن ملف تشكيل الحكومة قد بات مجمّداً في ضوء غياب كل أشكال التواصل بشكل مباشر أو غير مباشر، بين قصر بعبدا وبيت الوسط، باستثناء ما يتردد في الأوساط النيابية عن أن السيناريو الوحيد المطروح للإنطلاق إلى البحث الجدي، يتمثل فقط بالتصور الذي كان قد عرضه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في زيارته الأخيرة إلى قصر بعبدا واجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والذي أبدى مرونة في مناقشة الصيغة المقترحة والتي تقوم على تقسيم الحكومة العتيدة إلى 8+8+8 . وتؤكد هذه المصادر المطلعة، أن تقاطعاً في الموقف من هذا السيناريو، قد سُجّل ما بين الرئيس نبيه بري ورئيس «الإشتراكي»، كما أن حزب الله قد دخل على خط هذه المحاولة التي لم ترتق بعد إلى مستوى المبادرة، كما تنقل المصادر نفسها عن زوار عين التينة خلال الأسبوعين الماضيين، ولذا فإنه من المبكر إطلاق أية أحكام على مصير هذه الصيغة أو المحاولة،كما يؤكد هؤلاء الزوار،إذ أن القلق والإرتياب مشترك لدى رئيس المجلس وزعيم المختارة من المشهدية السياسية الحالية، خصوصاً بعدما طاولت شظايا الخلافات السياسية مؤسسة القضاء.

 

ومن هنا، فإن استمرار المراوحة على مستوى البحث الحكومي، قد شكّل عنوان المشاورات التي جرت منذ يومين بين بري وجنبلاط، والتي تناولا فيها، الحراك الجاري في الخارج على مستوى الزيارات التي يقوم بها معنيون بهذا الملف، وخصوصاً إلى روسيا أخيراً، مع العلم أن رئيس المجلس لا يبدو مقتنعاً ، كما تكشف المصادر، بقدرة هذا الحراك على فتح ثغرة في جدار الخلافات حول الحكومة العتيدة، ولكن على الرغم من ذلك، فهو يشدّد أمام زواره على .أنه مستمر بمساعيه، لاسيما وأن الموفدين الذين التقاهم، وبشكل خاص وكيل وزارة الخارجية الأميركية دايفيد هيل، قد أبدوا ارتياحهم للمساعي التي يقوم بها من أجل التوصل إلى تسوية تؤدي إلى إخراج عملية تأليف الحكومة من النفق الأسود، إنطلاقاً من دوره المستمر لحماية الإستقرار والتشجيع على الحوار والتسوية، وخصوصاً في ظلّ الرضى الذي تلاقيه مبادرة بري من قبل كل المعنيين بالملف الحكومي، وذلك على صعيدي الداخل والخارج.

 

لكن هذه المعطيات لا تنبىء بنجاح هذه المساعي في المدى المنظور، وفق ما تشير إليه المصادر نفسها،لأن مستوى الخلاف يحول دون التوصل إلى أي نوع من التوافق أو التسوية حول العنوان الحكومي، مع العلم، أن السيناريو الذي كان مطروحاً يشبه سيناريو تأليف حكومة الرئيس تمام سلام، وإن كانت الظروف مختلفة اليوم حيث يتحول لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الداخلية والخارجية كما الإقليمية، مما يرخي ظلالاً قاتمة على التأليف.

 

وتخلص المصادر إلى التحذير من أن يكون هذا الانسداد السياسي منطلقاً لتصعيد سياسي ينسحب إلى الشارع في ضوء مشهدية الانقسامات المتمادية بين المكونات السياسية والحزبية مما يجعل من كل المساعي والمبادرات الوفاقية تصل إلى الحائط المسدود.