IMLebanon

بري: الحوار لا يبدأ بـ«صباح الخير يا أقرع..»

برغم الضغوط التي تواجه طاولة الحوار، قبل انعقادها، سواء من الشارع المحتقن الذي لم يعد يثق في السياسيين، أو من بعض القوى الحزبية التي بكَّرت في نعي المحاولة الجديدة لـ «لبننة» المخرَج او الإخراج.. فإن الرئيس نبيه بري يواصل التحضير لطاولة «لمّ الشمل» في 9 أيلول، مراهناً على ان تنجح في توليد «قوة دفع» ذاتية.

ويوضح بري أنه سيطرح بند رئاسة الجمهورية للنقاش أولاً، فإذا تعذر التفاهم عليه، يتم الانتقال الى بند آخر، «ومن يعلم.. ربما نتفق على قانون الانتخاب وفق النسبية، وبالتالي نحقق من خلاله اختراقاً في جدار الأزمة».

ويلفت الانتباه إلى أن من شأن الاتفاق على هذا القانون أن يساعد في «فكفكة» العُقد الأخرى، «إذ إنه سيدفع في اتجاه فتح بابي الحكومة ومجلس النواب، وربما نتوافق على إجراء الانتخابات النيابية، ثم ننتخب بعدها على الفور رئيس الجمهورية، وفي هذه الحال نكون قد نجحنا في لبننة آلية الحل، بمعزل عن الخارج». ويشير الى أنه كان حريصاً، انطلاقاً من معرفته بحساسية التركيبة اللبنانية، على عدم تضمين جدول الأعمال أي بند يمكن تفسيره بمثابة تدخل في صلاحيات مجلس الوزراء، «ولهذا أبعدتُه عن القضايا الخدماتية التي هي من اختصاص السلطة التنفيذية».

ويشدد بري على أن نسبة نجاح الحوار تتراوح بين صفر في المئة و100%، منبهاً الى ان «فشله لن يكون فشلاً لي بل للجميع، وبالتالي فإن كل القوى المشاركة فيه معنية بالمساهمة في إنجاحه». ويتابع: أما إذا أراد البعض أن يأتي إلى الحوار وفق مقولة «صباح الخير يا أقرع.. فسيكون ذلك أقصر طريق نحو إنهائه وافتعال مشكلة مبكرة». ويؤكد انه عند الاتفاق على أي أمر، فإن تنفيذه سيكون فورياً، «ولن يكلفنا ذلك سوى النزول بالمصعد الى قاعة الهيئة العامة لإقرار ما تم التفاهم عليه في قانون».

ويستغرب بري أن يقارب البعض الحوار من زاوية الحسبة العددية والمقارنة بين عدد ممثلي كل من «8 و14 آذار»، مشدداً على أنه لا توجد على طاولة الحوار أكثرية وأقلية، بل إن القرار يُتخذ بالتوافق وليس بالتصويت.

وتعليقاً على قرار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مقاطعة الحوار، يلفت بري الانتباه الى ان هذا القرار يأتي في سياق الخيارات السابقة لجعجع الذي غاب عن حوار قصر بعبدا والحكومة الحالية. ويضيف: ولكن، كيف لمن يستعجل انتخاب رئيس الجمهورية ووضع قانون الانتخاب ان يقاطع حواراً سيناقش بشكل أساسي هاتين الإشكاليتين؟

ويحذر بري من أنه إذا أعلن أي طرف آخر من المدعوين عن مقاطعة الحوار، غير جعجع، فأنا شخصياً سأبادر الى تعليق المبادرة.

ويعتبر بري ان الحوار سيكون دافعاً وحافزاً للدول المؤثرة في الداخل اللبناني كي تتشجع على المبادرة، والتكلم معنا وعنا. ويتابع: إضافة الى ذلك، فإن طاولة الحوار ستكون نموذجاً يمكن ان يحتذى به في العالم العربي، لأن هذه الطاولة هي الوحيدة من نوعها على امتداد هذه المنطقة المتخبطة في الاقتتال والصراع.

ويكشف بري عن أن معلوماته تفيد بأن الإيرانيين متحمسون للحوار مع السعودية، مشيراً الى أن سقوط عدن مؤخراً يشكل خسارة للجميع، لأنه بعد سقوطها ارتفعت رايات «داعش» و «القاعدة».

وماذا عن نية الحراك المدني بمحاصرة المتحاورين خلال اجتماعهم في مبنى مجلس النواب في 9 أيلول؟

يجيب بري: أصلاً، لا أعتبر نفسي محاصراً، بل أنا مستعد للنزول معهم وتقدم صفوف المتظاهرين، لأن ما يطالبون به حق، ونحن في حركة أمل سبق لنا أن تحركنا بقيادة الإمام موسى الصدر ضد الحرمان، علماً أن الوضع في تلك الأيام كان أفضل مما هو سائد حالياً، أقله من ناحية الكهرباء والمياه وغياب النفايات.. المهم حماية الحراك المدني من نفسه.

ويضيف: للإنصاف، يجب التأكيد ان شريحة واسعة من المحتجين هي شريفة وتطرح مطالب محقة، وهذه الفئة تحتاج الى تنظيم وبلورة برنامج واضح لتفادي الأخطاء البريئة التي ترتكبها أحياناً. وهناك في المقابل فئة ثانية، لكنها محدودة، من أصحاب العلاقة العلنية مع الأميركيين، وهم معروفون بالأسماء، وقد فاتحت السفير الأميركي بهذا الأمر عندما زارني مؤخراً برفقة مساعد وزير الدفاع الاميركي، فلم ينكر علاقة هؤلاء بالسفارة الأميركية، ولكنه أكد انهم لم يتحركوا بقرار منها.