IMLebanon

بري يرفض حصر التمثيل المسيحي بتحالف التيار والقوات

الجميع في سباق مع الوقت قبل دخول الرئىس الاميركي دونالد ترامب البيت الابيض مع ادارته الجديدة الغامضة التوجهات في شأن الحلول للمنطقة من ادناها الى اقصاها، لا سيما وان سياسة ترامب ومقاربته للملفات الساخنة تتناقض كلياً مع ما كانت عليه سياسة سلفه باراك اوباما بحسب اوساط ديبلوماسية غربية التي توصف بالاعتدال قياساً على المواقف النارية التي اطلقها ترامب ابان حملته الانتخابية تجاه المسلمين والمهاجرين غير الشرعيين وحيال تنظيم «داعش»، حيث ثمة نظريتان للتعامل مع المجريات السورية داخل فريقه على طرفي نقيض، فالجنرال جايمس ماتيس احد اركان الادارة الجديدة يرى ان خطر «داعش» على اميركا ضئيل ولا يحسب له حساباً قياساً على خطر ايران وموسكو حليفي النظام السوري، اما المرشح لمنصب مستشار الامن القومي مايكل فلين القادم من جهاز الاستخبارات الاميركية فيناقض نظرية ماتيس معتبراً ان الارهاب الخطير يتمثل بـ«داعش» والتنظيمات التكفيرية في المنطقة وانه يجب دعم النظام السوري كونه يحارب الارهاب والتحالف مع روسيا ضروري وان ازعج الامر الاوروبيين على خلفية المجريات الاوكرانية.

ومن هذه الزاوية، تضيف الاوساط الديبلوماسية ان الكثير من الوقائع ستتبدل على رقعة المنطقة وهذا ما يفسر استعجال القيادة السورية وحلفائها على حسم الامر ميدانياً في احياء حلب الشرقية التي تهاوت سريعاً بعدما حطم الجيش السوري وحلفاؤه كافة دفاعات الجماعات التكفيرية تمهيداً لاعلان حلب بكاملها مدينة محررة.

وسط هذه المعطيات وما ستتركه من تداعيات على رقعة المنطقة وفي طليعتها الساحة المحلية المتلقية تقول اوساط متابعة ان «داعش» قد يقوم على ارباك الامن فيها انطلاقاً من «عين الحلوة» حيث لديه مجموعات معروفة مرتبطة بالرقة يرأسها «الشيشاني» خليفة عماد ياسين الذي اعتقلته المخابرات اللبنانية في عملية نوعية، اضافة الى بؤرة امنية جديدة تتمثل في شبعا الذي حذّر رئىس مجلس النواب نبيه بري من تحولها الى عرسال جديدة واخطر ما في الامر الدور الاسرائيلي في ذلك لما للعدو المذكور من دالة على التكفيريين من خلال مساعدتهم لوجستيا وعسكريا وفتح مستشفياته لاستقبال جرحى «داعش» و«النصرة» عبر الجدار الطيب في الجولان المحتل، ما يحتم المسارعة في تأليف حكومة بعد اجتراح اعجوبة وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.

وتشير الاوساط الى ان عقدة العقد تتمثل بـ«الجهاد الاكبر» لبري الذي سبق واعلنه من جنيف قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي رداً على استغيابه في الطبخة الرئاسية، وانعكس منازلة على حلبة التأليف حيث يسعى الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني احداً من اللاعبين، في وقت يرى بعض المراقبين ان بري على حق كونه متوجساً من الثنائي وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري مستشار الرئيس المكلف وسط اصراره على منح حليفه «تيار المردة» حقيبة وازنة، وانه لن يدخل الحكومة الا معه او يبقى الطرفان خارجاً، ووفق المعلومات ان بري مصرّ ايضا على اشراك حزب «الكتائب اللبنانية» في الحكومة، لانه بطريقة اوبأخرى وقف في نفس مربعه ابان جلسة الانتخاب الرئاسية برفضه التصويت لعون موازيا الورقة البيضاء بأوراق حملة شعار «ثورة الارز باقية» او بمعنى ذلك، وعلى الرغم من اعلان «الكتائب» وقوفها الى جانب العهد العوني، فان اللقاء الذي جمع باسيل برئيسها النائب سامي الجميل في وزارة الخارجية لم يكن مشجعاً، ما دفع بري الى التقاط الفرصة لاستيعاب «الكتائب» تمهيداً لبناء تحالفات جديدة من خلال امساكه ورقة مسيحية تشكل لديه قيمة مضافة الى جانب «المردة» صالحة للاستعمال في وجه التحالف العوني – القواتي الذي يقلق معظم اللاعبين وحده النائب وليد جنبلاط يبدو متقشفاً في الكعكة الحكومية والاهم لديه نقل ارثه بهدوء الى نجله تيمور كون ولادة الحكومة الجديدة ستؤسس لانتاج مجلس نيابي جديد يوصل الوريث الجنبلاطي الى مقعد ابيه في البرلمان يشرف الزعيم الاشتراكي على المسيرة الجنبلاطية بعيداً عن هموم اليوميات السياسية وعواصف المنطقة.