IMLebanon

بين الشيخ والأمير

بين الكلام الذي قاله الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، والكلام الذي قاله الأمير طلال أرسلان هناك قاسم واحد مشترك أنهم لا يريدون بناء دولة.

ما علاقة المؤتمر التأسيسي بانتخاب رئيس للجمهورية؟

وما معنى الكلام الذي يقوله الشيخ نعيم بأنه متمسّك بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية.

فنسأله: اذا كان فعلاً يريد الجنرال رئيساً فما هو المانع الحقيقي من عدم التوجه الى جلسات الانتخاب الرئاسية؟

وهل عدم المشاركة في الجلسات الرئاسية الانتخابية… يؤدي الى انتخاب الجنرال عون؟

ومن يدفع الرئيس نبيه بري الى افتعال مشاكل مع الجنرال؟

ونقول للاثنين:

إنّ أي حديث عن أي خطوة: قانون انتخابات أو مجلس شيوخ، أو طاولة حوار، أو مؤتمر تأسيسي… ليس سوى مجرد عناوين للهرب من انتخاب رئيس، لأنهم لا يريدون الجنرال ميشال عون رئيساً.

ونقول للاثنين أيضاً:

إنّ التوصّل الى مؤتمر لـ»طائف» كلف لبنان حرباً أهلية و200 ألف قتيل على امتداد 14 سنة (1975- 1989)، فهل المطلوب حرب أهلية و200 ألف قتيل آخرين كما يطالب المير طلال؟

لا نفهم موقف «حزب الله»: يقولون إنهم مع الجنرال ميشال عون ويحضرون جلسة مجلس الوزراء قبل الأخيرة التي قاطعها الجنرال.

مرة ثانية، وإكراماً للجنرال، لم يحضروا جلسة أمس الخميس.

لم نعد نفهم ماذا يريد «حزب الله»؟

بصراحة، وبالحقيقة كلها أنّ «حزب الله» لا يريد الجنرال عون ولا أي شخص آخر سواه رئيساً للجمهورية، لأنّ الحزب يعرف جيداً أن وصول أي رئيس الى سدة الرئاسة سيكون خطوة أولى لعودة عجلة الدولة… وسيعقب الانتخاب الاستشارات النيابية وتكليف رئيس للحكومة وتشكيل الحكومة…

وبالتالي لن يعود أي مبرر لتعطيل مجلس الوزراء.

وهنا يعلم «حزب الله» جيداً أنّ أي رئيس يأتي سيبادر بداهةً الى طرح السؤال الآتي: ماذا تفعل يا «حزب الله» في سوريا؟ واستطراداً: هل من توافق لبناني على انخراطك في الحرب السورية؟

فكفى هرجاً ومرجاً وكذباً واختراع طاولة حوار ومؤتمراً تأسيسياً (الخ…) وهذا كله فقط للتهرّب من انتخاب رئيس والتمديد للفراغ، وبالتالي عدم عودة الدولة اللبنانية كما يجب أن تكون، وهذا الوضع يذكرني بالآية في الإنجيل: مرتا… مرتا… تنشغلين بأمور كثيرة، والمطلوب واحد.

عوني الكعكي