IMLebanon

بين المعارضة السنية والمعارضة الشيعية  

 

سؤال مركزي مطروح هذه الايام مفاده: هل توجد فعلاً »معارضة سنية« التي تصر قوى 8 آذار على تمثيلها في حكومة الرئيس سعد الحريري بمقعد وزاري او اثنين.

 

حتى يسهل تعريف هذه المعارضة من الأفضل توضيح توصيف الموالاة السنة، اذ بالمبدأ لا معارضة من دون موالاة ينطبق توصيف الموالاة كما يراها انصار 8 آذار على الرئيس سعد الحريري الذي يتولى رأس السلطة التنفيذية وصاحب خط سياسي عنوانه الدولة وسيطرتها على كل شبر من الاراضي اللبنانية ولا سلاح غير سلاحها ويتزعم تيار المستقبل الأقرب الي العلمانية والمعارضة للتشكيلات الطائفية والمذهبية، على الأقل نظرياً بسبب عدم نضوج الظروف الموضوعية.

 

بالمقابل، فإن المعارضة السنة تعني معارضة الخط السياسي الذي تمثله الموالاة وهي تلتقي مع قوى 8 آذار خصوصا مع حزب الله الرافض للمس بسلاحه مع تأييده للدولة كما يقول، في ازدواجية واضحة.

 

لو أجري احصاء دقيق حول هذه المعارضة فإن معظم اقطابها وصلوا الى الندوة البرلمانية بأصوات الشيعة وليس السنة مثل الدكتور اسامة سعد والنائب عبد الرحيم مراد والنائب فيصل كرامي الذي استاء من اصوات بعض التيارات الاسلامية والعلويين وعليه فإن توصيف معارضة سنة غير دقيق.

 

رغم ذلك، لماذا لم تنشأ معارضة شيعية.

 

يتمركز أبناء الطائفة الشيعية في الجنوب والبقاع وجبيل وكسروان وهم ليسوا كلهم مؤيدين لحركة أمل او لحزب الله ولم تتح لهم الظروف لتشكيل معارضة شيعية أي معارضة الخط السياسي لحزب الله ولحركة امل.

 

ظهرت بوادر لهذه المعارضة حيث حاول حوالى 180 شخصية شيعية تنظيم نفسهم في تيار او تجمع وعقدوا سلسلة اجتماعات لم تؤدي الي أية نتيجة مهمة ثم انفرط عقدهم بعد اطلاق لقب عليهم وهو «شيعة فيلتمان« نسبة الى السفير الاميركي السابق.

 

على صعيد العائلات، يعني القسم الاكبر مع أمل وحزب الله بسبب ظروف معينة، اذ ضم حزب الله وامل في صفوفهما اقطاب الاقطاع السياسي باستثناء عائلة الاسعد والذي انسحب زعيمها احمد الاسعد من الصراع بشكل مفاجىء، او بمعنى أدق، انتهى مع انتهاء الانتخابات وسقوط لائحته بعدما انفق الكثير من المال الانتخابي.

 

في لبنان غريب العمل السياسي اذ في حال اتفقنا جدلاً على وجود معارضة سنية، فكيف تقبل هذه المعارضة، بالدخول الى حكومة سنية موالية للرئيس الحريري.

 

بالواقع سخفت 8 آذار كلمة المعارضة، والانسب لو أطلق عليهم وصف تجمع او لقاء لشخصيات سنية تريد وزيراً بل تسعى اليه بكل ما أوتيت من قوة مدعومة من حزب الله وحركة امل.