IMLebanon

بين طريقين

 

يوماً بعد يوم يتبيّـن أنّ التمسّك بسعد الحريري ليس كلاماً إنما هو حقيقة، من هنا أتت زيارة السفيرة الاميركية ومسؤول الجيش الاميركي في المنطقة الوسطى الى السراي الكبير… والمساعدات العسكرية الاميركية الى لبنان هي الحقيقة الساطعة أنّ الرئيس الحريري حليف أساسي في بناء الوطن.

 

واليوم نرى أنّ لبنان أمام مفترق طرق، وثمة طريقان: طريق طويل وصعب ولكنه هو الطريق الصحيح، بمعنى آخر: لا يمكن أن تستقيم الأمور وقيام دولة من دون جيش قوي وقوى أمنية فاعلة، وهذا كله لا يقوم إلاّ بالإعتدال.

وهذا يقتضي توافقاً سياسياً بين أركان الدولة وبالذات بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، وبينهما وبين رئيس مجلس النواب، وضمناً بين هذه المؤسسات الثلاث: رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، وهذا التوافق الذي يؤكد الرئيس سعد الحريري عليه في هذه الأيام معلناً أنّ توافقه القوي مع الرئيس ميشال عون من شأنه أن يثبت أركان النأي بالنفس الذي هو مطلب إقليمي ودولي.

وإضافة الى بناء الدولة وتعزيز المؤسّسات فإننا متجهون الى مرحلة جديدة ستكون ذات تأثير كبير على لبنان وعلى اللبنانيين جميعاً، ونعني بها مرحلة النفط والغاز… علماً أنّ مجلس الوزراء سيبحث اليوم في الإنتقال بهذا الملف الى الناحية التنفيذية من خلال تلزيم عملية التنقيب عن النفط والغاز في المربعين الشمالي (رقم 4) والجنوبي (رقم 9)… حتى إذا تحقق هذا الأمر دخل لبنان في نادي الدول المنتجة للنفط مع ما يترتب على هذا الدخول من تطوّرات أهمّها الجانب الاقتصادي.

ونعود الى الطريق الثاني الذي هو البديل عن قيام الدولة وتعزيز الجيش والقوى الأمنية وتركيز البنيان على أسس ثابتة… وهو أن ندمّر أنفسنا في خلافات وصراعات واقتتال.

وليس من عاقل إلاّ يعرف أن يميّز بين الطريقين.

عوني الكعكي