IMLebanon

‏Bir zamanlar ١٤ آذار

 

 

تعني(Bir zamanlar) التُّركية بالعربيّة «كان ياما كان»، هذا هو الأمر الواقع، أحلامنا وما صدّقناه في 14 آذار العام 2005 شيء، وواقعنا اليوم شيء آخر، وللأسف هو واقع مؤلم جداً،  تأخر الوقت كثيراً، لم يعد يوجد مواطنٌ واحد اليوم من الذين كانوا في ساحة الحرية ـ كما كان اسمها ـ على استعداد للنزول مجدداً إلى الشارع ليواجه باللحم الحيّ مشروع إيران في لبنان، الشعب اللبناني اليوم لم يعد «فيه حيل» لخيبات الأمل والصدمات وكشف الأقنعة وحسابات المصالح السياسية والانتخابيّة الضيقة، وليس على استعداد أيضاً للذهاب «فرق عملة» لسياسة المحاور، حتى صراع المحاور تأخر الوقت كثيراً على أوان المواجهة فيه، نظرة على الحرب في اليمن تؤكّد هذه الحقيقة، لم يعد يجدي حتى أن نقول لقد كنّا من أوائل الذين حذروا من الإطباق الإيراني على لبنان!!

 

هو شيء أشبه بالحسرة الحديث عن 14 آذار، ولكن، من حقّ من صدّق ذاك اليوم المجيد أن يقول كلمة صدق، الزمن لا يعود إلى الوراء، أساساً المنطقة برمتها تدفع ثمن أخطاء لا ذنب لها بها، أخطاء كلّفتنا خمسة عشر عاماً من الحرب، وخمسة عشر عاماً من تكريس الاحتلال السوري، وخمسة عشر عاماً من الاحتلال الإيراني ولا يزال لبنان يتحمّل أوزار السياسات الخاطئة ورمي الأعباء على كتفيْ هذا الوطن الصغير، في وقت يحسب فيه حسابات مصلحته فقط، «سيدر» نفسه الذي يقال لنا أنّه لدعمنا وإنه فرصتنا الأخيرة هو خطّة أوروبا لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان بعيداً عن أرضها!

 

‏Bir zamanlar، عندما ضغط دونالد ترامب على تركيا وهدد اقتصادها ركضت أوروبا لإعلان دعم تركيا ورفض تهديد اقتصادها، بصرف النّظر عن العداء التاريخي الموروث بين الفريقين منذ زمن الخلافة العثمانية، لم يقل رجب طيب أردوغان سوى كلمة واحدة، سنفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين للانتقال إلى أوروبا، العالم اليوم غير الذي قال لنا النائب وليد جنبلاط بعد الاغتيال المروع للرئيس رفيق الحريري في 14 شباط العام 2005 «لم نعد وحدنا العالم يقف إلى جانبنا»، للأسف بعد خمسة عشر عاماً، بل بعد عام واحد فقط على ذاك الـ14 آذار، دول العالم تنظّر علينا في موضوع حزب الله، وها هو التفاوض خلف الغرف المغلقة ساري بين أميركا وطهران!!

 

لم يعد لبنان وشعبه يستطيع حتى الصمود فقط أن يستمرّ في الصمود، والعالم يطالبنا بأكثر من ذلك بكثير، على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها أن يتوجهوا إلى مجلس الأمن الدولي لحلّ مشكلة حزب الله الإقليمي ورأس الأفعى إيران، وكلّ الخوف على لبنان من أنّه وحده سيترتّب عليه أن يدفع أغلى الأثمان للخلاص من «الفرعون» الإيراني الذي يهدد المنطقة!

 

‏Bir zamanlar .. كان ياما كان يا «14 آذار»، «يا ضيعان الشهداء»، المصالح الإنتخابيّة أعادت وجوه قبيحة وعميلة لنظام بشار الأسد القاتل إلى المجلس النيابي، الودائع السوريّة عادت إلى الحكومة أيضاً وهي تصول وتجول وترفع صوتها مطالبة الحكومة اللبنانيّة بالذهاب إلى سوريا، من المؤسف أننا في اللحظة التي طردنا فيها جيش الاحتلال السوري على مرأى من شاشات العالم، كان الاحتلال الإيراني يتربّص بنا بخبث شديد، تأخّر الوقت كثيراً، لبنان عاجز عن مواجهة المشروع الإيراني، فليتفضّل العالم عبر مجلس الأمن الدولي ويتحمّل مسؤوليّة تخاذله واكتفائه بإصدار قرارات لا تطبق لينقذ المنطقة ولبنان من الوحش الإيراني البغيض الذي يطوّقنا!