IMLebanon

استياء شديــــد في كوالــــيــس البــطريــركية المــارونــــــيــــة مــن حجم العراقيل امام مبادرتها

 

لم يحجب الانشغال بجائحة «كورونا» أنظار بكركي عن الهمّ الحكومي المتعثّر داخلياً، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن القرار بتأليف الحكومة والخروج من مستنقع الأزمة، يكتسب بعداً داخلياً قبل أن يكون خارجياً، إذ تكشف مصادر نيابية مسيحية، أن استمرار حال الترقّب لما ستؤول إليه المواقف الدولية والإقليمية من لبنان، يعني بقاء لبنان في دائرة التعطيل والشغور الحكومي لأشهر وليس أسابيع، ذلك أن التغيير في الإدارة الأميركية، والذي حصل فعلياً بالأمس مع تسلّم الرئيس جو بايدان مقاليد الحكم، سيُتَرجَم انحساراً في هامش المناورة المُتاح أمام الأطراف المحلية، والتي تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية من خلال عملية تشكيل حكومة جديدة.

 

وتنقل المصادر النيابية عن الصرح البطريركي، أن الضغط الذي يقوم به البطريرك بشارة الراعي باتجاه الإسراع في تشكيل الحكومة، يهدف إلى توجيه رسالة واضحة إلى طرفي هذه العملية، كما إلى حلفائهما في الداخل وفي الخارج، بأن أقصى ما قد يسجّل من تحرّك خارجي على هذا الصعيد، لن يتخطى حدود الموقف والدعوة إلى الحوار، تزامناً مع الدعم الإنساني والطبي والغذائي للشعب اللبناني فقط وليس للدولة.

 

وعليه، فإن المصادر النيابية المسيحية، تكشف أن المسؤولية في استدراك أسباب الأزمة ومواجهتها، تقع في جزء كبير منها على المسيحيين الذين لم يشاركوا بكركي هواجسها ولم يبادروا إلى دعم مبادرتها، بل على العكس استمروا على انقساماتهم وسجالاتهم ذات الطابع الشخصي أحياناً والحزبي أحياناً أخرى، ولم يكلّفوا أنفسهم عناء إعلان الموقف المؤيّد لحراك البطريرك الراعي المستمر منذ أسابيع ولن يعرف الراحة إلا بعد وضع قطار الحلّ على السكّة.

 

وتقول المصادر ذاتها، أن استياءً شديداً يسجّل في كواليس البطريركية المارونية من الرسائل السلبية التي تصل تباعاً إلى الصرح البطريركي، لتزيد من حجم العراقيل أمام مبادرته الهادفة إلى تحقيق مصالحة ما بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وبالتالي، فإن المصادر أكدت أنه، وفي مقابل غياب الدعم المسيحي الداخلي باستثناء بعض المواقف، وجد البطريرك الراعي دعماً وتأييداً له من المجتمع الدولي، وبشكل خاص من العاصمة الفرنسية، حيث ان أكثر من اتصال قد سُجّل بين البطريرك الراعي ومسؤولين في إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون، خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك، في إطار إطلاق صرخة إلى جميع المسؤولين اللبنانيين تحذّرهم من الخطر الذي بات داهماً على لبنان واللبنانيين، وكذلك دعوتهم إلى تحمّل «كرة النار» معاً، وعبر جبهة موحّدة، بدلاً من الرهان على غرق فريق معين مقابل انتصار لفريق آخر، علماً أن الكل شركاء في المسؤولية عن الأزمة الراهنة، وليس فقط رئيسا الجمهورية والحكومة.

 

ومن ضمن هذا السياق، فإن المراوحة اللافتة في المشهد الحكومي، والتي لم تحرّكها جولة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى الرئاسات الثلاث، لن تدوم وفق ما تكشف هذه المصادر، التي تتحدّث عن معطيات جديدة لن تظهر سريعاً، ولكنها تستند إلى مروحة كبيرة من الإتصالات قامت بها بكركي مع بعض المرجعيات الدولية، ولا سيما المسؤولين الأوروبيين المهتمين بإنقاذ لبنان، محورها التمسّك بالمعادلة اللبنانية والتعايش بين أبنائه والنظام الحالي.