IMLebanon

بكركي تدعم رئاسة الجمهورية في معركة الصلاحيات… ومنزعجة من « التلفيقات» !

 

بعيدا عن الحياد الذي يعتبره البعض خطابا سياسيا مؤيدا لخطاب خصوم حزب الله، ها هي بكركي لا تحيد ابدا عن الوقوف الى جانب رئاسة الجمهورية، فبالرغم من «تصريحاتها الاخيرة» التي اعتبرت قاسية ضد طرفي التشكيل الحكومي، غير ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقف موقفا صلباً الى جانب رئاسة الجمهورية وما تمثله وخصوصا في موضوع الصلاحيات.

 

وهذا يعني وفق مصادر مطلعة عن كثب على مواقف سيد الصرح ان بكركي تعمل وفق توازنات جدية وقناعات ثابتة، وحتى اليوم كما تؤكد المصادرفإنها ليست راغبة ابدا في الوقوف ضد الرئيس ميشال عون في مسألة تشكيل الحكومة ولا أن «يزعل» الرئيس المكلف بل على العكس فهي تضيء على مكامن الخلل وتطالب المعنيين بالحل.

 

ومنذ بداية الازمة السياسية المستجدة في لبنان ومرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت، تحاول بكركي لعب دور جدي للمساهمة في التوصل الى حل او اقله تخفيف حدة الخلافات، وهي تنطلق من ثوابتها الوطنية وحال البلاد التي وصلت اليها من كافة النواحي، وبالتالي لا يستطيع بطريرك الموارنة السكوت عن المشهد المرّوع الذي يصيب اللبنانيين جميعا في ظل جوع دقّ معظم أبواب الناس، وإنهيار ليس من السهل إيجاد حلول له حتى خلال سنوات.

 

والمطلوب وفق هذه المصادر عدم زج البطريرك في مماحكات السياسة «المصلحجية»، فالبطريرك يعرف ما له وما عليه وهو ملّم حتى بالتفاصيل الدقيقة وخطة سيره تبقى حسب مسار البطريركية التاريخي وهو وضع الخطوط العريضة لإمكانيات الحل بعيدا عن وضع السيد البطريرك في جهة مقابل الجهة المقابلة، وهذا الامر بالذات يمكن أن يداعب تخيلات البعض والافرقاء انفسهم إنما في حقيقة الامر هم واهمون الى حد بعيد ولا يفقهون في خط بكركي منذ مئات السنين وتلخيصه بالتالي : «ليكن بالشكل الواضح والمضمون الميسور أن أحدا لا يمكنه في المقام الاول التحدث بإسم بكركي أو نقل أحاديث عن مصادر مختلفة وإلصاقها بالبطريرك ولا فرض أية اّلية للسير بها مهما بلغت الضغوطات، وثانيا أن كافة التسريبات هي ملك اصحابها فقط. كل هذا على خلفية أن البطريركية صرح وطني جامع. ونقطة عالسطر».

 

وبالرغم من ان معظم تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعظاته حددت بوضوح مكامن الخلل واولويات المعالجة بشمولية مطلقة، الا ان البعض حملّها تأويلات مختلفة ووصفها بأنها تصب في اتجاه معين على حساب اطراف اخرى، وهنا تشير المصادر عينها الى مكمن الخلل لدى البعض في الطبقة السياسية.

 

ففي مسألة الحياد مثلا، اوضح البطريرك الراعي مراراً مقصده من الامر، وهو ان ما يطالب به ليس حيادا في الصراع مع اسرائيل، لكنه تحدث في جوانب مرتبطة بالاقليم، وهذا ان كان موضع خلاف مع «حزب الله» لكنه ايضا مدخل جدي للحل ولتخفيف الضغوط على لبنان بدليل ان الكلام حول التدخلات الاقليمية هو نقاش عام مطروح وموجود في الساحة اللبنانية ولكن البطريرك الماروني أضاء عليه بشمولية وتجرد ووضوح، وللمفارقة فان هذا الامر لم يزعج «حزب الله» بالحد الذي يتوقعه الجمهور، بالرغم من انه يخالفه الرأي، فيما راحت أطراف لها مصلحة بتأجيج الخلافات وأصبحت «ملكية أكثر من الملك نفسه»، وهنا بالذات يساء الاستعمال واللعب على الكلام وبالتالي عدم الوصول الى رؤية مشتركة !!!

 

وترى المصادر ان بكركي تريد بشكل حقيقي تقريب وجهات النظر وتريد من الطرفين، اي عون والحريري، تقديم تنازلات من اجل التشكيل، لكنها ايضا لن تقبل بكسر رئيس الجمهورية وهذا ما يعرفه رئيس الجمهورية بالذات، واوضحت ان لقاء البطريرك الراعي مع وفد من التيار الوطني الحر قبل يومين كان له اثر كبير فعال في انهاء التفسيرات الخاطئة والتأويلات لمواقفه الاخيرة.