IMLebanon

بكركي: لحراك داخلي تزامناً مع مساعي الفاتيكان

 

أسئلة كثيرة تُطرح في السرّ كما في العلن، ومن أكثر من جهة، عن بطء حركة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في الآونة الأخيرة، بحيث اقتصرت على المواقف بعظة الأحد الأسبوعية وبعض الإستقبالات السياسية والشعبية، كما تُطرح الأسئلة عن كيفية ترجمة مؤتمر الأول من تموز الذي انعقد في الفاتيكان من أجل دعم لبنان، خصوصاً وأنه كان من المقرّر أن يتم البحث بنتائج هذا المؤتمر مع كافة رؤساء الطوائف غير المسيحية في لبنان.

 

وفي هذا الإطار، تقول أوساط كنسية رفيعة، أن البطريرك الماروني، يستعدّ لإطلاق دينامية سياسية، بعد مرحلة من الركود نتيجة عارض صحي ألمّ به، وأدّى إلى تجميد حركته بعدما ألغى استقبالاته. وعاد واستهلّها بلقاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا أمس الأول، حيث تحدّثت الأوساط، عن أن البحث تناول مجمل التطورات على الساحة المحلية، لا سيما منها موضوع تشكيل الحكومة، والعمل على تحقيق الإصلاحات الضرورية التي يحتاجها لبنان، مع التأكيد على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة لأن الشعب اللبناني لم يعد قادراً على تحمّل المزيد من الضغوط الإقتصادية والمعيشية.

 

وأكدت الأوساط نفسها، أن البطريرك يعتبر أن تشكيل الحكومة اليوم أمر أساسي، ولذلك، هو لا يزال يحاول ترتيب الأمور كي لا تبقى العملية متروكة على غاربها، لأن ذلك سيشكّل خطراً حقيقياً على جميع اللبنانيي نمسلمين ومسيحيين، لا سيما في ظل التدهور الخطير الحاصل. ولفتت إلى أن الفاتيكان مستمر في مساعيه الديبلوماسية مع عواصم القرار المعنية بالملف اللبناني لطرح وشرح القضية اللبنانية، وأن البابا فرنسيس الأول يتناول قضية لبنان في جلساته وتصاريحه العلنية، مؤكدة أن الكرسي الرسولي يتحرّك اليوم في موضوع لبنان أكثر من أي وقت مضى، لا سيما بعد لقاء الأول من تموز الماضي، عندما انعقد لقاء البابا مع رؤساء الكنائس الشرقية في لبنان، والذي كان أساسياً ومفصلياً في تاريخ التعاطي الفاتيكاني مع الشأن اللبناني.

 

وإذ كشفت الأوساط، أن الملف اللبناني مُدرَج أيضاً على جدول أعمال المحادثات التي تجري وستجري بين البابا فرنسيس والرئيس الأميركي جو بايدن، أشارت الى وجود قرار دولي بعدم ترك لبنان للإنهيار والسقوط، وذلك بعد الحراك الفاتيكاني والمتابعة الخاصة لملف لبنان، حيث أن رئيس الكنيسة الكاثوليكية، سبق وأن وضع في خطابه خلال مؤتمر الأول من تموز، المسؤولين اللبنانيين أمام مسؤولياتهم، وقال لهم «أنتم تدمّرون بلدكم»، وبالتالي، عندما يحمل البابا، الذي هو رأس الكنيسة، القضية اللبنانية في ضميره، فإن الإهتمام الفاتيكاني في لبنان يكون أكثر من جدّي، وبالتالي، ستظهر ملامح هذا الإهتمام في المرحلة المقبلة، خصوصاً لدى زيارة البطريرك الراعي إلى واشنطن التي يجري الإعداد لها في الوقت الراهن.

 

كما كشفت الأوساط الكنسية، أنه كان من المفترض أن يلتقي البطريرك الراعي ورؤساء الكنائس الشرقية في لبنان مع شركائهم من رؤساء الطوائف غير المسيحية، من أجل شرح كل تفاصيل وحيثيات لقائهم مع البابا فرنسيس، وبأنه لم يكن لقاءً مسيحياً ضد الطوائف الإسلامية، بل تركّز حول ما يمكن أن يقدّمه الكرسي الرسولي من مساعدة للبنان مع الدول الغربية من أجل مساعدته على تجاوز أزمته، وأشارت، الى أن هذا الأمر لم يحصل نتيجة تسارع التطورات الداخلية، بالإضافة الى وجود بعض التشنّج بين الخطابين المسيحي والشيعي، إذ أنه كلما تطرّق البطريرك الماروني الى موضوع أو ملف سياسي، يقابله ردّ على البطريرك.

 

ولذا، اعتبرت الأوساط نفسها، أنه على كل رؤساء الطوائف في لبنان مسيحيين ومسلمين، أن يقرأوا جيداً خطاب البابا فرنسيس الذي يلتقي مع كل اللبنانيين الذين يريدون الحفاظ على الكيان اللبناني، وبالتالي، يجري الإستثمار في هذا الخطاب وتكرار الدعوة مجدّداً إلى لقاء لبطاركة الشرق الكاثوليك من أجل وضع خطة عمل لتنفيذ توصيات مؤتمر الفاتيكان الأخير، كما أنه من المطلوب على المستوى السياسي اللبناني أيضاً، أن يحصل حراك داخلي في موازاة حراك الفاتيكان لمتابعة الحوار والتواصل بين اللبنانيين في ظل الأزمة المستعصية التي تعصف بالبلد.