IMLebanon

بكركي تدعم ميقاتي وفقاً لشروطها…. وإلاّ

 

كعادتها عند كل استحقاق، تلعب بكركي دورا اساسيا، رغم ان لا دبابات ولا مدافع لديها. ومن الواضح انه منذ قيام «ثورة 17 تشرين» قرر الصرح البكريركي ان يتحول الى «بيت للثورة»، قبل ان يصاب بخيبة امل شأنه شأن كثيرين، ما دفعه الى الدعوة لقيام «ثورة رقم 2» تسمح بتحقيق المرجو من الاهداف.

 

فبكركي غير مرتاحة لمسار الوضع المسيحي وفق خطط قيادات هذا الشارع، خصوصا في الفترة الاخيرة، مع الغياب المسيحي الكامل عن القيام بالواجبات الدستورية، سواء لجهة تسمية رئيس حكومة او الاستقالة من المسؤولية الحكومية، يضاف الى كل ذلك عتبها و»غضبها» من تعامل رجال الصف الواحد مع الصرح، الذي ما قصّر في بذل كل اللازم لجمع القيادات، خصوصا فرنجية باسيل وجعجع، لتكون النتيجة خيبات امل واحباط، بعدما نجح امين عام حزب الله بجمع الصهر والبيك، وفقا لمصادر متابعة للوضع المسيحي.

 

ورأت المصادر ان البطريرك رمى الطابة في عظته الاخيرة في ملعب القوى التي لم تسمّ ميقاتي عموما والمسيحية منها خصوصا، طالبا منها التعاون معه للتأليف، مخافة ان يؤثّر تأخُّر ولادة الحكومة والمماطلة في تشكيلها، سلبا على الاستحقاق الرئاسي المنتظر، كاشفة ان اتصالات حصلت بين الصرح وبلاتينوم، سبقت وعظة يوم الاحد، انتهت الى ان الاحتضان الكنسيّ سيستمر اذا نجح الرئيس المكلف في تأليف حكومة «على مستوى الأحداث،  تعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج»، كما قال الراعي، اما اذا كانت المحاصصة من جهة، و»حُكم الدويلة» من جهة ثانية مهيمنَين عليها، فإن هذا الغطاء سيسقط عن ميقاتي وحكومته حكما.

 

وتضيف المصادر ان الصرح البطريركي معني من منطلق تعاليم الكنيسة بايلاء الاهتمام اللازم للشأن الوطني، حيث يفرض الواجب عدم الاستقالة من هذا الدور، فوجد نفسه غارقا في «رمال المصالح المتحركة»، اذ ان الانقسامات الداخلية المسيحية وعدم الوحدة حول المبادئ العامة بحدها الادنى، اضعف موقف بكركي في نداءاتها وطلبها للمساعدة الخارجية، بما فيها الفاتيكان، حيث ينقل عن مسؤول فاتيكاني رفيع انه على المسيحيين في لبنان تدبير شؤونهم واصلاحها، لان الكرسي الرسولي يملك نظرة اشمل للوجود المسيحي في المنطقة، حيث يسير مشروع الفاتيكان نحو تحقيق اهدافه، وبالتالي لن يكون من المقبول خسارة مسيحيي المنطقة بسبب حسابات القادة اللبنانيين الضيقة.

 

وتؤكد المصادر ان البطريرك الماروني، وفي دعوته الى قيام «الثورة 2»، يؤكد من جديد عدم رضاه على مسار الامور و»ابر التخدير» التي تتم بها معالجة المشاكل والازمات، وهو قرر ان تصطف الكنيسة الى جانب شعبها، الا انه في نفس الوقت يبدي مخاوفه، بناء على تجربة السنتين الماضييتين، من ان تتمكن الطبقة الحاكمة من استيعاب اي ثورة جديدة وتجييرها لصالحها كما حصل في الانتخابات الاخيرة، في ظل عجز اي طرف «تغييري» على قيادة الشارع، بما فيها الكنيسة.

 

وتشير المصادر الى ان خطة بكركي الاستراتيجية للخروج من الازمة الحالية واضحة، وهي تتمنى ان يكون هناك اجماع حولها، غير متوفر حاليا وتقوم على نقطتين اساسييتين:

 

– مؤتمر دولي يرعى حياد لبنان من ضمن صيغة الطائف معدلة، تسمح بتجاوز الـ «العورات» التي بينتها الممارسة وادت الى الوصول في اكثر من محطة الى ازمة نظام.

 

– انتخاب رئيس جمهورية قبل شهرين من ولاية العهد وفقا للدستور، لتلافي الذهاب الى فراغ رئاسي قد يكون ثمة من يسعى اليه، علما ان بكركي غير مستعدة للدخول في بازار الاسماء والتسميات بعد تجاربها المريرة التي عاشتها المرات الماضية، من هنا مطالبة الراعي «بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركّز الاهتمام فوراً على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد».

 

ولكن هل ما زال بالامكان السير بهذه الاستراتيجية؟ تجزم المصادر بان المطلوب من الخارج التفاف حول المواقف البطريركية، رغم ادراك عواصم القرار ان جسم الكنيسة اللبنانية بات «منخورا» من السياسيين الذين نجحوا في خرق الرهبان وتقاسموها من ضمن «مناطق نفوذهم»، وهو ما ترك اثرا سلبيا في رؤية عاصمة الكثلكة للبنان، ولعب دورا غير مساعد في مسألة المساعدات.

 

فهل يمكن ان تغيّر دعوات بكركي شيئا في موقف «القوات» و»التيار الوطني الحر» من المشاركة في الحكومة؟ معراب ترفض الجلوس مع حزب الله الى نفس الطاولة الحكومية، اما في ميرنا الشالوحي، فلها مطالبها التي قد ترضي الفريق الرئاسي وبكركي في آن.