IMLebanon

بكركي تكمل مساعي باريس: هل من وزير ملك ينهي الخلاف بين الرئاسة الاولى والثالثة؟ 

 

الوطني الحر: حصانة المسيحيين بتشكيلة متوازنة… والحريري يتابع اتصالاته داخلياً وخارجياً

 

ثالوث البطالة والفقر والجوع بات السائد في حياة المواطن، ما يصعب عليه العيش بكرامة في قلب وطنه، علما انه يدفع ثمن اخطاء طقم حاكم فاسد يدعي العفة ولا يزال يكابر في التمسك بزمام الامور في لبنان. الحزن والبؤس دخلا بيوت كل اللبنانيين ورغم ان المرحلة هي مرحلة اعياد، الا ان هذه الافراح لم تستطع تخفيف وجع اللبناني من الازمة المستعصية في البلد. بيد ان احوال المواطن اللبناني تتراجع معيشيا بشكل كبير وستزداد سوءاً مع قرب موعد رفع الدعم عن المواد الاساسية. فلمن يلتجئ المواطن اللبناني الفقير؟ ومن يستمع لانين الشعب الموجوع؟

في غضون ذلك، تتجه كل الانظار الى اللقاء الذي سيحصل اليوم بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، علما ان الامل يتضاءل بحدوث اي خرق في ملف تشكيل الحكومة في وقت اشارت اوساط سياسية في 8 اذار للديار الى ان اللقاء سيحمل جوا ايجابيا وتقدماً في الملف الحكومي. وهدف هذا اللقاء ايضا هو تبريد الاجواء بعدما احتدمت بسجالات وبيانات بين الرئاسة الاولى والثالثة وبين مؤيديهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

بكركي: لاعب اساسي في تبريد الساحة وتقريب وجهات النظر
اما اللاعب الابرز الذي تميز بدور محاور وهادئ في هذه المرحلة فهو البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي كثف جهوده واتصالاته وزياراته لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء بما ان بكركي حريصة على استقرار لبنان ووحدته. كما حاول البطريرك الراعي وبعد تراجع الجهد الفرنسي مؤقتا بما ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اصيب بوباء كورونا، عملت بكركي على مواصلة مسعى الرئيس ماكرون فحاول البطريرك الراعي ملء الفراغ الذي خلفه عدم زيارة ماكرون لبيروت. من هنا كل التحركات التي قام بها البطريرك الراعي هي تحرك وطني لا يدخل في التكتيكات السياسية.

وعلى اساس الطروحات التي تم تداولها، وبعد تذليل عقبة التسمية للاسماء المسيحية، ومع قبول الحريري تسمية عون لـ4 اسماء مسيحية من اصل 9 بينما لم يتم التطرق الى الحقائب وبالتفصيل، رغم تردد ان المقايضة ستكون في الوزارات السيادية مع تثبيت حقيبة المال للطائفة الشيعية. وفي التفاصيل، قالت اوساط واسعة الاطلاع في 8 اذار للديار ان رئيس الجمهورية اعرب عن استعداده للقبول بالتنازل عن الثلث المعطل مقابل حصوله على الوزارات الامنية، وهي العدل والداخلية والدفاع، انما الحريري رفض ذلك.

وبالتالي وفق المعلومات، لم يحسم النقاش بين عون والحريري والنقاش الذي دار في حضرة الراعي التوزيع النهائي للحقائب على الطوائف.

وتشير اوساط واسعة الاطلاع في 8 آذار لـ«الديار» الى ان هناك طرفاً داخلياً نصح الحريري بتوسيط الراعي، على اساس ان اي تنازل مسيحي من عون وباسيل سيكون في عهدة المرجعية المارونية الدينية، وبالتالي تكون الامور اسهل.

وفي الوقت ذاته ومع المساعي التي يقوم بها الراعي، يدعو البطريرك الى الالتزام بالدستور الذي يحمي الجميع على قاعدة مشاركة كاملة بين الرئيس المكلف والرئيس الجمهورية، ووفقا للمبادرة الفرنسية. كلام البطريرك الراعي يندرج في خانة الحرص على تشكيل حكومة اختصاصيين لإنهاض البلد، وقد اثمرت تحركاته ان اعاد الكلام والتواصل بين الاطراف المتخاصمة. فهل من تشكيلة حكومية وسطية تتضمن وزيراً ملكاً لانهاء الخلاف بين قصر بعبدا وبيت الوسط وبالتالي انهاء المأزق؟

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتمكن البطريرك الراعي من الدفع باتجاه ولادة حكومة في حين عجز الرئيس الفرنسي عن تحقيق ذلك؟ وهل من يريد اعطاء دور كهذا للبطريرك الراعي ام هناك من يريد افشال مساعي البطريرك، وإلا يكون القادر على ولادة الحكومة؟

ذلك ان الجهود التي قامت بها بكركي صبت في تبريد السخونة التي اشتعلت بين قصر بعبدا وبيت الوسط في ظل حرب بيانات. وعلاوة على التبريد، الجميع يتطلع الى دور مميز للبطريرك الراعي في تحقيق خرق على المستوى الحكومي. وفي هذا المسار، اعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان تمسكه بالتوازن الداخلي للحكومة لناحية الوزراء المسيحيين لا يأتي فقط من انها حكومة العهد الاخيرة بل ان احتمالاً كبيراً يلوح في الافق بعدم حصول انتخابات رئاسية مقبلة، عندئذ اذا تشكلت اليوم حكومة غير متوازنة فستكون لها تداعيات سلبية على المسيحيين في ظل عدم مشاركة وزراء القوات فيها، وضمن حصة صغيرة للتيار الوطني الحر، وبالتالي انها حكومة ما بعد هذا العهد.

في المقابل، البعض ينتقد دخول بكركي على خط تأليف الحكومة مشيراً الى ان فشل البطريرك الراعي في اخراج لبنان من مأزقه سيكون له تداعيات كبيرة على بكركي. ولكن البطريرك الراعي لم يستطع ان يكون في موقع المتفرج، وبلاده تنزلق الى الهاوية بشكل كامل وشعبه يجوع.

الوزيران حسن خليل وزعيتر: لكف يد القاضي صوان في تحقيق المرفأ !
قضائيا، وفي وقت تحقيقات المرفأ لا تزال مجمّدة، تقدّم النائبان غازي زعيتر وعلي حسن خليل بطلبٍ إضافيّ الى محكمة التمييز الجزائيّة لنقل الدعوى الخاصّة بانفجار مرفأ بيروت من قاضي التحقيق فادي صوان الى قاضٍ آخر، تؤكد اوساط حكومية في 8 آذار لـ «الديار» ان المطالبة بالتحقيق الدولي لن تتحقق، والامر ليس سهلاً كما يراه البعض، والظروف اليوم غير ظروف العام 2005، وما فرضه مجلس الامن بضغط اميركي في العام 2005 لجهة اقرار الجمود الى حين.

وعاجلاً ام آجلاً، ستتضح الامور ان كان القاضي فادي صوان سيواصل تأدية مهامه ام سيتقدم باستقالته.

وفي فترة الميلاد، ورغم الاحزان التي احدثها انفجار مرفأ بيروت، وضعت شجرة ميلاد لاستذكار شهداء المرفأ وزينت بملابس شهداء فوج اطفاء بيروت الذين استشهدوا اثناء تأدية واجبهم.

اتفاق بين لبنان والعراق لتصدير الوقود الى بيروت عام 2021
في غضون ذلك، اقدم لبنان على خطوة مشجعة بعد ابرامه اتفاقا مع الدولة العراقية، وتحديدا مع وزارة النفط العراقية لبدء امدادات تصدير الوقود الى بيروت في عام 2021 وفقا للاسعار العالمية. وكان قد عقد اجتماع بين وزير النفط العراقي احسان عبد الجبار ونظيره اللبناني في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر في بغداد امس .

المجلس النيابي يقر عدة قوانين عدة
بموازاة ذلك، أقر البرلمان التمديد لكهرباءزحلة لمدة سنتين، على أن تطلق مؤسسة كهرباء لبنان دفتر شروط ومناقصة عمومية.

كما اقر المجلس اقتراح قانون تعديل حماية النساء وسائر افراد الاسرة من العنف الاسري، على الرغم من طلب النائب ابراهيم الموسوي اعادته الى اللجان، كون بعض بنوده قابلاً للطعن من قبل رؤساء الطوائف.

واقر اقتراح قانون معاقبة جريمة التحرش الجنسي، لا سيما في اماكن العمل.

وايضا، تم اقرار اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد نفاذ احكام تعليق الاجراءات القانونية المتعلقة الناشئة عن التعثر في سداد القروض بصيغة معدلة.

كما اقر المجلس النيابي رفع السرية عن كل مرافق الدولة لسنة لحصول التدقيق الجنائي وتبيان الحقيقة للرأي العام.

وتعقيبا على ذلك، صرح النائب ابراهيم كنعان ان اقرار المجلس النيابي لرفع السرية المصرفية والتدقيق الجنائي يعني ان طلب رئيس الجمهورية للمجلس بات قانونا.

عقوبات اميركية جديدة على خمس شخصيات لبنانية
الى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية للديار ان هناك احتمالاً كبيراً بفرض عقوبات اميركية جديدة على خمس شخصيات من احزاب سياسية مهمة في لبنان.

القوات اللبنانية: لتشريع الضرورة فقط في غياب حكومة اصيلة
بدورها، قالت مصادر في القوات اللبنانية ان الدكتور سمير جعجع يتكلم بشكل عام، اذ يعتبر ان اي مسؤول لا يتمكن من معالجة ازمة وطنية مالية اقتصادية اجتماعية عليه التنحي. وانطلاقاً من ذلك، رأى جعجع ان رئيس الجمهورية ميشال عون يجب ان يستقيل بعد ان استفحلت الازمة في لبنان، وبما انه يعجز عن معالجة هذه الازمة يجب ان يفسح، المجال امام غيره من اجل انقاذ لبنان. وتابعت المصادر القواتية ان الفريق الذي اوصل لبنان الى هذا المأزق غير قادر على اخراجه منه، فعليه ان يتنحى ليترك المجال امام فريق اخر قادر على ايقاف الانهيار والبدء بمعالجة فعالة لما يشهده لبنان اليوم.

واكدت المصادر القواتية ان الاولوية بالنسبة للقوات هي الانتخابات النيابية المبكرة لان بالنسبة لها اي انتخابات رئاسية في ظل الاكثرية السياسية الحاكمة ستوصل رئيساً للجمهورية من الفريق السياسي نفسه، اي انتخاب رئيس من الطبيعة نفسها. وهذا يعني الاستمرار في ازمة الفشل ذاتها، وفقا للمصادر في القوات اللبنانية. ويشار الى ان القوات اللبنانية اعلنت بكل وضوح رفضها التعاون مع الفريق الحاكم لانها تعتبر انه افشل البلد.

على صعيد هجوم الوزير السابق سليمان فرنجية على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اختارت المصادر القواتية عدم الدخول في هذه الامور حيث «نعتبر ان المصالحة تحققت ولا نريد فتح صفحات الماضي الاليمة والقاصي والداني يعلم ماذا حصل في هذا الماضي عند كل القوى السياسية». لذلك اكدت المصادر في القوات اللبنانية «ان احداث الماضي اقفلت ولن ننطرق الا الى المستقبل».

وحول مطالبة النائب في الجمهورية القوية بيار بو عاصي بتشريع الضرورة من منطلق انه لا يجوز التشريع في ظل حكومة تصريف اعمال واي تشريع ممكن كما حصل امس لا يجوز ان يتجاوز القضايا الملحة والعاجلة. ذلك لا يعني وقف التشريع، انما في ظل غياب حكومة اصيلة لا يمكن ان يصبح التشريع مفتوحا ومشرعا. وتابعت المصادر في القوات اللبنانية ان التشريع لا يمكن ان يحصل وكأن شيئا لم يكن، لان اعتماد هذا النهج هو تشجيع على عدم ولادة حكومة جديدة، وهذا امر شاذ.

اوساط مقربة من الوطني الحر: لا يمكن للحريري فرض تشكيلة امر واقع امام الرئيس عون
الى ذلك، قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان ما يوافق عليه رئيس الجمهورية نوافق عليه وكل ما نريده احترام الحقوق الدستورية و«شراكة» رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة واحترام المعايير الواحدة.

اما اذا استمر الحريري في تقديم التشكيلة الحكومية امام رئيس الجمهورية على انها امر واقع عليه التوقيع عليها، فلن يحصل اي تطور او اي خرق في هذا المسار. اما اذا تعامل الرئيس المكلف وفقا للدستور بالتعاون مع الرئيس عون والتشاور مع الكتل النيابية فإذّاك نصل الى تشكيلة حكومية ترضي الجميع ولا تشكل استفزازا لاي طرف.

الخبير الاقتصادي سامي نادر: اصلاح الكهرباء بات اساسيا
في الوضع الاقتصادي، رأى الدكتور سامي نادر انها خطوة ايجابية بالتوصل الى اتفاق مع وزارة النفط العراقية بكل شروط الشفافية والقوانين المطلوبة مع لبنان لبدء امدادات تصدير الوقود الى بيروت عام 2021، وفقا للاسعار العالمية. واعتبر ان هذا يؤكد حاجة لبنان في الذهاب الى اصلاح في قطاع الكهرباء: فلماذا التأخير في الاصلاح في هذا القطاع؟

ان رفع السرية المصرفية لسنة فقط يشير الى ان لا جدية في التدقيق الجنائي في كل مؤسسات الدولة وكل الشراءات العامة، وبدلا من ان ترفع السرية المصرفية الى حين انتهاء التدقيق الجنائي من كل مرافق الدولة.

واشار الى ان ولادة الحكومة اصبحت ضرورة وطنية خاصة مع اقتراب رفع الدعم لكي تبدأ بالورش الاصلاحية الى جانب اعادة هيكلة القطاع المصرفي، ذلك ان لا اقتصاد ولا دولة يمكن ان تبنى دون قطاع مصرفي قوي .

البطريركية المارونية: تهديد حقيقي للمسيحيين بإفراغ لبنان منهم
على صعيد اخر، اعتبرت البطريركية المارونية ان هناك تهديداً حقيقياً بخسارة لبنان عدداً كبيراً من مسيحييه، وهذا يؤثر سلبا في العيش المشترك. واضافت انها تدرك جيدا ان هناك مخططاً اقليمياً لتهجير المسيحيين في البلدان العربية، سواء في العراق او سوريا او فلسطين واليوم لبنان. ولذلك شددت البطريركية المارونية على ضرورة وجود دولة قوية كيلا يتبدد ابناؤها ويهاجروا.