IMLebanon

هل غيّرت بكركي لائحتها الرئاسيّة 

 

من بكركي ارادت “خماسية” باريس ان تبدأ جولتها “للاستطلاع والنصح”، في رسالة واضحة تعكس بالنسبة للكثير من المراقبين، الدور الذي تريده عواصم القرار الدولي للمسيحيين، في ظل التوازنات التي ارستها سنة الفراغ وما قبلها، طالت من بين ما طالته الوجود المسيحي في الدولة والشركة في السلطة، التي “عطبت” مع تسلل الشغور الى قصر بعبدا، وما استتبعه من غياب “اداري مسيحي” في العديد من الوزارات، ومع الخروج من مصرف لبنان، والشلل في مرافق اخرى ، رغم “الزمطة” بالتمديد لقائد الجيش.

 

فالساحة الداخلية المنهمكة، بحركة مشاورات بعيدة من الاعلام من قبل اطراف في المعارضة مع “التيار الوطني الحر”، في ظل الحظوظ “المنبعثة” من جديد لمرشحها جهاد ازعور، في حال رست المعادلة على رئيس “بروفايله” اقتصادي، وهو المرجح حتى الساعة وفقا لمصادر متابعة، التي اكدت ان ما بعد تسوية غزة لن يكون كما قبله، وبالتالي فان لوائح الاسماء المرشحة لن تبقى صالحة، وهو ما ستظهره الجولة “الخماسية”.

 

وسط هذه المعمعة الداخلية والخارجية، عادت بكركي تستقطب الاهتمام، نتيجة المواقف النوعية المتجددة لسيدها من جهة، والرغبة الدولية المتزايدة في الحرص على عدم “زعل” الكنيسة، مع ما قد يكون لذلك من ارتدادات سلبية على مستوى المنطقة ككل. ووفقا للمصادر فان الصرح البطريركي لم يكن راضيا عن مسار المبادرتين الفرنسية والقطرية ، خصوصا لجهة عدم الاخذ بموقف الاكثرية المسيحية، رغم قناعة غالبية المطارنة الموارنة، بان الاجماع المسيحي المحقق حتى الساعة بحده الادنى، لم ينجح سوى في منع وصول رئيس الى بعبدا من دون “غطاء” مسيحي، الا انه في المقابل وعلى اهمية ذلك، ترك الكثير من التداعيات السلبية.

 

وتتابع المصادر بان ما يجري اليوم لا يصب في خانة المصلحة المسيحية العليا على المدى الطويل، ففي المعركة المفتوحة لايصال رئيس الى بعبدا، لا يمكن لاي كان التنبؤ بمصيرها حتى الساعة، يفقد المسيحيون مراكز اساسية شكلت العمود الفقري لوجودهم في الدولة، من الشغور في رئاسة الجمهورية الى الفراغ في مصرف لبنان الى معاقبة المسيحيين في الادارة.

 

واشارت المصادر الى ان بكركي تدرك جيدا ان الخارج لم يمارس ضغوطا كافية لكسر التوازنات القائمة ، بما لها انعكاسات سلبية كبيرة، رغم ان البطريرك الراعي نجح في تحويل مسار التسوية التي كان يعمل عليها، واعاد المسيحيين الى الطاولة بدعم فاتيكاني واضح، مستفيدا من الانتخابات الرئاسية الاميركية ودور اللوبي الكاثوليكي فيها.

 

وتشير المصادر الى ان ما استجد على الساحة المسيحية، قد يسمح باحداث خرق كبير اولا، في ظل بداية التقارب بين “القوات اللبنانية” و “التيار الوطني الحر” على خلفية التباعد بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، والذي يصلح للبناء عليه، وشد التحالف القائم حول ترشيح جهاد ازعور. وثانيا الحلحلة المستجدة على خط عقد لقاء مسيحي في بكركي، لبحث ملف الرئاسة والخروج بقواسم مشتركة، خصوصا ان ثنائي اتفاق معراب، بات مقتنعا بان ايا منهما غير قادر على ايصال رئيس لوحده.

 

وختمت المصادر، انه ازاء هذه التوازنات الجديدة ،فان بكركي مستعدة لتغيير لائحتها الرئاسية، في حال كان ثمة ضمانات داخلية وخارجية باعتمادها لخوض التنافس باسمائها، وفي حال التزم رئيس مجلس النواب بما تعهد به لكتلة “الاعتدال الوطني”، صاحبة الوجه اللبناني لمبادرة “الخماسية” المستجدة، والتي يبدو ان محركها الاساس الولايات المتحدة الاميركية.