IMLebanon

قمة بكركي: «الاحباط» المسيحي «الطبق الاساسي» على طاولة المجتمعين

 

تشهد بكركي يوم الاربعاء لقاء مفصليا للقادة الموارنة لن يكون عابرا في التفاصيل والمضمون بل سيكون شاملا لكل المواضيع السياسية كما تتوقع قيادات مارونية سمعت قبل فترة من سيد الصرح كلاما سلبيا حول الوضع السياسي والمسيحي يلامس الخطورة.

 

لدى الصرح شعور ان الوضع المسيحي لامس الخط الاحمر، المخاوف تبدأ من موضوع تأليف الحكومة ومحاولة سحب بساط التأليف من الرئيس المكلف ورئاسة الجمهورية وفرض توقيع ثالث في عملية التأليف وما تتعرض له الرئاسة الاولى من هجوم يستهدف العهد لتعطيله وشد قدراته ومنعه من العمل.

 

تتحسس بكركي معالم احباط مسيحي نتيجة الانهيار السياسي، لم يعد المسيحيون انفسهم الذين تنفسوا الصعداء يوم تسلم ميشال عون رئاسة الجمهورية وانتهى زمن الاضطهاد المسيحي وبات واضحا ان هناك شعورا عاما لدى المسيحيين اليوم بالاحباط في كل شيء في موضوع تأليف الحكومة والحملة على العهد واستهداف رئاسة الجمهورية.

 

المسيحون الى تشتت، بالمقابل فان الثنائي الشيعي رغم وجود قيادتين والقرار السياسي مشترك بين حزب الله وحركة أمل، فيما القيادات المسيحية في جبهات تتقاتل على الزعامة والرئاسة الاولى والمصالح.

 

يؤكد الذين يلتقون البطريرك الراعي ان الاخير منزعج من تفاصيل كثيرة، ولديه تقارير تثير المخاوف بالارقام عن الوضع المسيحي وانعكاس تدهور العلاقة بين القوى المسيحية على الرأي العام المسيحي والشباب.

 

ترصد اوساط مسيحية انحدارا او سقوطا قويا من سنتين في الوضع المسيحي، والسبب يعود الى تجدد الخلاف المسيحي، وسقوط التفاهمات المسيحية، الانتكاسة الاولى تمثلت بسقوط تفاهم معراب الذي باركته بكركي والذي لم يعمر طويلا بين التيار والقوات، فعاد الطرفين الى تبادل الاتهامات وتشهد وسائل التواصل واللقاءات السياسية جولات من الاشتباك وكان آخرها قبل اسبوع حفلة شتائم من طلاب القوات لرئيس لتيار جبران باسيل استدعت بيانا قواتيا وضع تصرف الطلاب بالاطار الفردي لينتشر بعدها فيديو لطلاب التيار يشتم القوات ويفتح ملف النفايات والبراميل من زمن الحرب.

 

هذا التوتر غير المسبوق الذي لم يحصل في الانتخابات النيابية بين التيار والقوات بلغ سقفا عاليا ومن المفترض وضع ضوابط له اضف اليه ان العلاقة بين التيار والمردة ليست افضل حالا وتقوم قيادات الطرفين باثارة ملفات حساسة وتبادل الاتهامات السياسية في كل الملفات، وهذ الامر لا يلقى اصداء ايجابية في الصرح الذي رعى مصالحة تاريخية بين المردة والقوات.

 

الاحباط المسيحي لدى الرأي العام سيكون الطبق الاساسي على طاولة الزعماء الموارنة المجتمعين في بكركي، من المتوقع وفق اوساط مارونية ان يطرح الكاردينال الراعي كل الهواجس ويستعرض المحطات الخلافية.

 

قد لا تملك بكركي قرارا تأثيريا في موضوع تأليف الحكومة الذي هو من صلاحية الرئاستين الاولى والثالثة، ولكن سيد الصرح سيحث المسيحيين المجتمعين تحت عباءته على التنبه لمخاطر بقاء البلاد بدون حكومة وانعكاس هذا الوضع على العهد خصوصا ان لدى الراعي هواجس على الطائف والنظام.

 

من المتوقع ان يطلب الراعي من القيادات ان تضع الخلافات المسيحية والصراع على الزعامة جانبا وان يناقش في كيفية حماية الوضع المسيحي وانقاذ العهد الذي يواجه مأزقا سياسيا ويواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية.

 

الارجح ان الكاردينال الراعي سيخاطب المجتمعين في صرحه ومنهم ثلاثة رؤساء احزاب شماليين مرشحين للرئاسة الاولى على الشكل الآتي «ايها المسيحيون توحدوا مجددا، «ثمة مخاوف جدية على النظام لكن يصعب التنبؤ بموقف القيادات المسيحية وجوابها، فالصراع السياسي الجاري اليوم بين الزعامات المارونية يؤكد ان الخلاف المسيحي سببه الرئاسة بعد سنوات.

 

بدون شك فإن لقاء بكركي وفق الاوساط قد لا يدفع الى تشكيل الحكومة التي يرتبط وضعها بالتوازنات السياسية والعلاقة الوطنية بين كل المكونات، لكنه سيمثل عامل ضغط على المجتمعين في بكركي للدفع في اتجاه تسريع الموضوع واستشفاف خطر انهيار النظام فوق رؤوس الجميع بدون شك، فان اللقاء سيساهم في ضبط الوضع المسيحي مجددا وتهدئة الجبهات المفتوحة بين الافرقاء.