IMLebanon

عون وباسيل انتصرا بالثلث المعطل بعد إنتظار… وميقاتي توّلى الحكومة بأقلّ الخسائر

 

الحريري أبرز الخاسرين … ووصاية رؤساء الحكومات السابقين ستغيب عن السراي!

 

بعد ان كانت التشكيلة الحكومية عالقة، بين ايدي المتناحرين عليها منذ اشهر عديدة، من دون مراعاتهم للاوضاع المالية والمعيشية والاقتصادية المتدهورة، التي يعاني منها اللبنانيون، اذ كانت إهتماماتهم تصّب فقط ضمن مصالحهم الخاصة اولاً واخيراً، حتى تحقق ما كان منتظراً بين ليلة وضحاها، مع إنقلاب المقاييس السياسية ومفاجأة التشكيلة الحكومية، التي تراجعت في فترة معينة الى المرّبع الأول، على أثر السجالات المتبادلة بين الأطراف السياسية، لكن ومنذ يوم الجمعة عادت لتتصدّر العناوين، مع تفاؤل بإمكانية خرق الباب الحديدي المسدود ليُفتح من جديد، ولو ضمن بعض الثغرات التي تعطي الامل للبنانيين الغارقين بالمشاكل المعيشية والمادية الصعبة.

 

وسط تلك الثغرات الضيقة التي تبدو املاً يعّلق عليه اللبنانيون بحذر، من خلال إعطاء الفرصة للحكومة الجديدة، علّها تنشلهم من القعر ولو بعد فترة طويلة، لكن التجارب علمتهم الا يتأملوا كثيراً، خصوصاً مع حكومات التراضي والقبول بالواقع، من دون التغاضي عن الخسارة السياسية ولو على حساب البعض.

 

الى ذلك يعتبر مصدر سياسي معارض، بأنّ كل ما ذُكر عن خلافات حول الحصص والحقائب كانت لها الحلول، لكن الحل الاكبر غاب على مدى اشهر، حين كانت العقدة الابرز هي الحصول على الثلث المعطل لصالح العهد، المتمثل برئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بصورة خاصة، لانّ هذا الثلث كان عقدة العقد، فكل مَن كُلف بتوّلي الحكومة ومن ثم إعتذر يدرك ذلك، لان هذه العقدة كانت السبب الاول لإعتذارهم لانهم رفضوا إعطاء ذلك الثلث لانهم يعرفون خباياه، مما يؤكد بأن العهد كان المنتصر الاكبر، من خلال حصوله هذه المرة على الضمانة واكثر، لانها تشمل عشرة وزراء، عبر حصة وازنة للعهد، بعد ان أتى التوافق على وزيرين مسيحيين، هما نجلا رياشي ووليد نصار، إضافة الى وزير سنّي للرئيس عون مقابل وزير مسيحي لميقاتي، لتكون النتيجة ثمانية وزراء لرئيس الجمهورية ووزيرين توافقيين، فأتت النتيجة لتشكل فوزاً لباسيل اولاً، الذي ساهم في وضع اسماء التشكيلة بنسبة كبيرة، وإن كان ذلك يحصل في إطار خفي، لكن الكل يعلم ذلك، لافتاً الى البهجة التي تسود نواب ومسؤولي « التيار الوطني الحر»، بإنتصار العهد ورئيس «التيار» من خلال نيلهم الثلث المعطل، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المناصرون عن فرحهم بفوز قلّ نظيره.

 

وتابع المصدر:» على مناصري التيار ألا يفرحوا كثيراً، لانّ حزب الله وحين تبدأ العراقيل، لن يفضّلهم على الرئيس نبيه بري، الشريك الدائم له والخصم الاكبر لهم، خصوصاً انّ الثنائي الشيعي يعرف تماماً « الاعيب» باسيل وطموحاته الرئاسية.

 

وعلى خط آخر، اعتبر المصدر بأنّ الخاسر الاكبر اليوم هو الرئيس سعد الحريري، الذي فاز عليه باسيل من خلال إحراجه وإخراجه، ووعده له بأننا سنكون خارج الحكومة سوياً او في داخلها سوياً، كما سجّل ميقاتي فوزاً في مرمى بيت الوسط، من خلال توّليه الحكومة، ودخوله السراي ك»بطل قومي» إستطاع تحقيق ما لم يحققه احد، على الرغم من التدخلات الخارجية التي انقذت الحكومة ليل الخميس واوصلتها الى شاطئ الامان، لكن من دون ان نعرف مدى قدرتها على تحقيق المعجزات، فكل هذا يتطلب مساعدات خارجية واموالاً لتجنّب المزيد من الانهيارات، مقابل بدء الوزراء بالعمل الجدي والاصلاحات، وتنفيذها باسرع وقت، وتأمين ادنى متطلبات حقوق المواطنين، من كهرباء ومياه وادوية وطبابة وإستشفاء، ومدارس ومازوت وبنزين والى ما هنالك، فاللائحة تطول وتتطلب عملاً جباراً ومتواصلاً، فهل تستطيع الحكومة الميقاتية تأمين كل ذلك، على وقع رفع الدعم المرتقب والمخيف؟.

 

من جهة اخرى، اشار المصدر الى انّ ميقاتي بدأ يخرج معنوياً من «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، فأولاً هو اليوم رئيس حكومة حالي، أي لم يعد محتاجاً لهم بل هم مَن يحتاج له، وبالتالي فوصاية ذلك «النادي» الذي كان يحوي اربعة رؤساء اصبح اليوم يضم ثلاثة، مما يعني ان وصايته ستغيب عن السراي، لانّ ميقاتي آت في مهمة محدّدة، وهو إنجاح حكومته كي يحظى بشعبية تعيده اكثر الى الساحة السياسية وبقوة، أي لن يكون رئيساً صدامياً ضمن الحكومة، لان هدفه إيصال الصورة الحسنة عنه الى المجتمعين الدولي والعربي .