IMLebanon

لقاء بنشعي لم يصل الى حلّ في التعيينات العسكريّة طوني فرنجية رفض أيّ تعيين في ظلّ غياب رئيس الجمهوريّة 

 

 

على الرغم من الخلافات السياسية المتواصلة بين مجمل الاطراف السياسية في لبنان، إلا انّ الصداقات والعلاقات الشخصية ما زالت تجمعهم، خصوصاً بين الابناء، الامر الذي ينطبق على علاقة النائبين طوني فرنجية وتيمور جنبلاط، فيما يظهر التباين السياسي بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”تيار المردة”، وهذا ما برز بوضوح خلال اللقاء الذي جمعهما يوم الثلاثاء في بنشعي، حيث زار جنبلاط الوزير السابق سليمان فرنجية، بناءً على طلب من “الصديق” طوني فرنجية الذي حضر اللقاء ، وكان تأكيد مشترك من الطرفين على التواصل المستمر، على الرغم من الخلاف السياسي الذي لا يلغي الحوار، كما قال ممثلا الفريقين بعد اللقاء.

 

الى ذلك، ووفق مصادر سياسية مطلعة على ما جرى، فإن آل فرنجية عوّلوا كثيراً على اللقاء من ناحية تبادل “الخدمات”، إن على الصعيد الرئاسي وإمكانية بحث الملف مع جنبلاط الاب، ونيل بعض الدعم والاصوات، كذلك عوّل آل جنبلاط على مسألة تعيين رئيس للاركان والتوافق عليه، خصوصاً ان جنبلاط يعطي اهمية كبرى لهذا الموقع، الذي يعود للطائفة الدرزية.

 

كما سجّل “الاشتراكي” خطوة جيدة ضمن خانة المشاورات التي يقوم بها، ويواصلها حتى إشعار آخر مع كل الافرقاء السياسيين، للدفع في اتجاه التعيينات العسكرية اولاً، والاستحقاق الرئاسي ثانياُ. مع ما سبقه من مشاورات قبل فترة وجيزة، لبحث ملف التمديد لقائد الجيش وهكذا كان، اي تواصل من اجل حل الملفات العالقة، مع وضع التباين في مكانه من دون التطرّق الى الخلافات في بعض المسائل، لانها تحوي إختلافاً في وجهات النظر، لكن من دون ان تظهر في العلن، لانّ الظروف لا تسمح يذلك، بل تتطلّب التعاون وفق ما يقول الفريقان، مع فتح ابواب التواصل والدروب الوعرة، التي كانت تقف حجر عثرة امام الطرفين، في حين ان تلك السياسة ولّت وفق ما أشارت كواليس لقاء بنشعي.

 

وسط هذه الاجواء التفاؤلية التي لم تصل مداها الى التوافق، على آلية لتعيين رئيس للاركان في مجلس الوزراء وباقي أعضاء المجلس العسكري، كان العنوان الاساسي المعطى من فرنجية وجنبلاط بأنّ “الخلاف لا يبعد  الحوار”، والمكتوب يقرأ من عنوانه، اذاً  لا توافق على ملف التعيينات العسكرية، لانّ النائب فرنجية ضد مبدأ التعيينات في ظل غياب رئيس الجمهورية، مما يعني انّ العوائق ما زالت موجودة ولم تحّل، وتحتاج للمزيد من المحطات القانونية للتوافق، وتنتظر ما سيؤول اليه الطعن المحضّر من “التيار الوطني الحر” بالتمديد لقائد الجيش، ومصير تقديمه من قبل “التيار” او إلغاء الفكرة، ليبنى على الشيء مقتضاه، كما ينتظر فرنجية ايضاً الآلية التي سيعتمدها مجلس الوزراء لإتمام ملف التعيينات.

 

في السياق، افيد بأنّ اتصالات مكثفة لحلحلة هذا الملف، تجري بين مختلف الافرقاء السياسيين المعنيين، لوضع هذه المسألة على السكة الصحيحة، مع وساطات تجري على نار حامية لمصالحة نهائية بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، للوصول الى حل الشهر المقبل.

 

وعلى خط آخر، وبالتزامن مع معلومات عن إمكانية حلحلة الملف الرئاسي قريباً، تبدو أنظار “الثنائي الشيعي” شاخصة على المختارة،علّها تستدير نحو المرشح الى الرئاسة الحليف سليمان فرنجية، فيختار حينئذ النائب السابق وليد جنبلاط وضعية رئاسية مغايرة، من خلال التصويت لفرنجية في نهاية المطاف، خصوصاً انه يتشاور باستمرار مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، الصديق والحليف الدائم.

 

هذه السياسة المتبعة بين برّي وجنبلاط تصل دائماً الى هدفها، لانّ الطرفين يتوافقان دائماً، وفي حال ظهر اي إختلاف سياسي بينهما سرعان ما يزول، وهذه هي النقطة الاهم التي يراهن عليها “الثنائي”، خصوصاً برّي الذي يجد جنبلاط دائماً الى جانبه.

 

إنطلاقاً من هنا، يتمسّك “الإشتراكي” بخيار الحوار، وهو كان قد باشر بالإنفتاح والتحاور مع الحلفاء، كما الخصوم السياسيين، منذ بدء الشغور في الموقع الاول، وما زال ينادي بالتواصل مع الجميع لغاية اليوم، لا بل يعمل ضمن وساطات مع المعارضة للمشاركة في الحوار.