IMLebanon

اجندة املاءات بومبيو في بيروت: مواجهة حزب الله والقبول بخطة هوف

 

قبل ايام قليلة من زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى بيروت والمتوقعة منتصف الاسبوع المقبل، تختلف مقاربات الاطراف اللبنانية من اهداف وغاية هذه الزيارة ومن ورائها في هذا التوقيت بالذات، في ظل التعقيدات التي تحيط بالوضع اللبناني ومعه الوضعين الاقليمي والدولي.

 

وعلى خلفية هذه التعقيدات يقول مصدر ديبلوماسي لبناني التقى مع اكثر مع ديبلوماسي خارجي بينهم ديبلوماسيين روس ان زيارة بومبيو تندرج تحت عنوانين كبيرين:

 

– الاولى: تأتي استكمالاً لما طرحه اكثر من موفد اميركي سياسي وامني زارو لبنان في الاسابيع الماضية، وفي الدرجة الاولى ما كان طرحه كل من ديفيد ساترفيلد وديفيد هيل على الذين اجتمع معهم في العاصمة اللبنانية، بحيث يريد الاميركي اعطاء ما طرحه هؤلاء الموفدين الجدية الكاملة، وليس فقط مجرد نقل نصائح اميركية او ما شابه.

 

– الثاني: التوجه نحو استخدام سياسة «العصا» مع تلاوينها بقليل من سياسة «الجزرة» خصوصاً ان الاميركي ادرك بعد زيارة ساترفيلد رغم التحريض الذي استخدمه الاخير ضد حزب الله ان بعض المراجع في لبنان لا تأخذ بالجدية الكاملة ما يطالب به الاميركي من شروط، وبالتالي فعدم التجارب مع هذه الشروط سيؤدي الى تشدد اشمل واوسع باتجاه لبنان.

 

وانطلاقاً من هذا التوجه الاميركي، تشير معطيات المصدر الديبلوماسي بحسب ما افصح له بعض الذين التقى بهم من ديبلوماسيين روس، ان بومبيو سيدفع نحو فرض «الاجندة» الاميركية باتجاه مسألتين تعتبرهما الادارة الاميركية مؤشران عمل تسعى لفرضه على الدولة اللبنانية وهما:

 

– المسألة الاولى: رفض اي «مسايرة» او ما يطرحه المعنيين في الدولة حول اعتبار حزب الله مكون سياسي اساسي لبناني، وان الحكومة تتعاطى معه انطلاقاً من هذه القاعدة، بحيث ان ادارة ترامب ستعمل على التضييق على حزب الله سياسياً ومالياً واقتصادياً، من ضمن العقوبات التي تفرضها ليس فقط على ايران، بل على الجانب الروسي وكل قوى محور المقاومة.

 

– المسألة الثانية: ان يقبل المسؤولين والحكومة بما يطرحه الاميركي حول تقاسم المنطقة البحرية التي يدعى كيان العدو الاسرائيلي «ان جزءاً» منها يقع ضمن الحدود الاقليمية لفلسطين المحتلة اي البلوك «رقم 9» على قاعدة القبول بخطة «هوف» لتقاسم هذه المنطقة بين لبنان وكيان العدو والا فلا ضمانة، لكي يتمكن لبنان من استخراج ثروته البحرية هناك.

 

وعلى هذا الاساس يوضح المصدر الديبلوماسي ان من بين هذين العنوانين تتفرع عناوين اخرى، يريد الاميركي ابلاغ المسؤولين في لبنان بها، وان اي خروج عن هذه العناوين ستعرض لبنان لمشاكل عقوبات اميركية وهي:

 

1- ابلاغ المعنيين في لبنان عن مدى الانزعاج الاميركي في الدور الكبير الذي اعطي لحزب الله وحلفائه في الحكومة، وهذا الواقع المستجد – بالنسبة للاميركي – يجب مواجهته بما يؤدي الى اضعاف حزب الله ومحاصرته مالياً واقتصادياً.

 

2- اعادة «انعاش» دور حلفاء واشنطن في لبنان والطلب منهم اعادة ترتيب العلاقة فيما بينهم، ليشكلوا «رأس حربة» في مواجهة تنامي نفوذ حزب الله وحلفائه على كل المستويات، وما حصل بخصوص المعركة على المقعد السني في طرابلس شكل احدى المؤشرات «لانعاش» هذا الدور يضاف الى ذلك الحملة التي خاضها حلفاء واشنطن ضد حزب الله على خلفية توجه الحزب لمكافحة الفساد وهدر للمال العام.

 

3- ابلاغ الجميع انه من غير المرغوب اميركيا الانفتاح على سوريا من جانب الحكومة، وكل الاطر اقتصادياً ومالياً وصولا الى منع المشاركة باعادة اعمار سوريا والتهديد بفرض عقوبات على كل من يعتزم المشاركة بالاعمار، وكذلك ابلاغ المسؤولين في لبنان ان الظروف في سوريا غير مهيأة لاعادة النازحين بانتظار الحل السياسي هناك. وبالتالي، فالحملة على قيام وزير شؤون النازحين بزيارة سوريا وعدم اشراكه او دعوته لمؤتمر «بروكسل» حول النازحين يدخل في سياق التوجه الاميركي لعرقلة عودة النازحين.

 

4- ان على لبنان عدم تجاوز العقوبات الاميركية المفروضة على ايران، ومنع اي شكل من اشكال العلاقة التي تشكل خرقاً لهذه العقوبات، وغير ذلك «فسبق الابتزاز والتهديد» هو البديل.

 

5- توجيه رسائل الى المسؤولين في لبنان عن مدى الانزعاج لدى الادارة الاميركية، من دخول الجانب الروسي قطاعات الاستثمار في لبنان، خاصة في قطاع النفط ان من خلال وجود احدى الشركات الروسية في «مثلث» الشركات التي جرى تلزيمها التنقيب عن النفط والغاز في «البلوكين 9 و4»، وان من خلال تلزيم معمل دير عمار لاحدى الشركات الروسية.

 

من كل ذلك، يرى المصدر الديبلوماسي انه مع تنامي سيطرة المحافظين المتطرفين على مفاصل القرار في الولايات المتحدة، وتعمد هؤلاء تصعيد المواجهة مع كل من يرفض السير بالمخطط الاميركي في المنطقة والعالم، وما حصل مع نظام مادورو في فنزويلا وأماكن اخرى امثلة واضحة لمدى «الجنون الاميركي»، في وقت تبقى منطقة الشرق الاوسط اكثر مناطق العالم عرضة للهجوم الاميركي، وبالتالي فلبنان يقع في قلب هذه المواجهة، وحتى ما يحصل في الجزائر اليوم في جانب منه تحرك «الغرف السوداء» برعاية اميركية، بغض النظر عن بعض المطالب المحقة التي يرفعها المعارضون هناك.