IMLebanon

ضحيّتان… على الأقل!

لم يكن خافياً على احد ان الحوار بين تيار المستقبل و”حزب الله” مقدر له ان يبقى عرضة لمطبات على مقياس الزلازل التي يهتز فوقها لبنان وبالكاد يقوى على تجنب السقوط في تداعياتها. ولكن هذا الحوار سيقف سريعاً الآن امام الاصعب الذي أشعل فتيله الخطاب الناري للسيد حسن نصرالله في هجومه الناري على السعودية ولو ان الرئيس سعد الحريري في رده عليه لم يحرق الشعرة الأخيرة للحوار.

والحال ان التوهج الطارئ الذي مس المناخ اللبناني المأزوم على وقع الحدث اليمني ينذر بأنه قد يرتب سقوط “ضحايا”. ولا نغالي ان قلنا ان الحوار “السني – الشيعي” سيكون في رأس قائمة الضحايا ولو استمر، كما ان أزمة الفراغ الرئاسي ستليه مباشرة ليس بالتمديد غير المرئي لها فقط وإنما ايضاً في تكثيف مزيد من السدود امام المرشح الذي يتمسك بترشيحه “حزب الله” العماد ميشال عون.

ما بين ١٤ شباط و١٤ آذار الفائتين برزت امام “طواقم” المفاوضين في حوار عين التينة الحقائق الصعبة التي تتحكم بحوار مكتوب له ان يمضي في الشكل من دون ان يحقق في الجوهر الا القليل. استهلكت هذه الطواقم اكثر من شهر لتجاوز تداعيات محطات ومناسبات استعادت التوهج بين الفريقين ولم تنجح عملياً الا في منع انهيار قاعدة “الحوار ولو لمجرد الحوار”. سيكون الامر الآن اشد صعوبة حتى في تعليل الطابع الشكلي للحوار لان البندين الوحيدين اللذين اتفق عليهما يهتزان بقوة اعمق. فلا جولات الحوار السابقة لجمت اشعال موجة توتر كبيرة على وقع الهجوم الحاد على السعودية، ولا يمكن تصور أي مقاربة باردة للازمة الرئاسية في ظل المعطيات الناشئة. ولا ندري ما سيكون في جعبة الطواقم المفاوضة وقدراتها على ابتكار وصفة للمضي في حوارها مما يتجاوز هذا الشكل لربط النزاع لا اكثر ولا اقل.

اما في البعد الرئاسي فلعله يتعين على العماد عون اولاً مساءلة حليفه الكبير عما اذا كان قد قرأ حديثا صحافياً للجنرال نفسه نفى فيه كل مزاعم “المصادر المقربة” عن الفيتو السعودي على اسمه فاذا بالسيد نفسه يتبنى هذه المزاعم. فأين الحقيقة بل أين المصلحة في تعميم الانطباع عن رمي الازمة الرئاسية المأزومة أصلاً في غياهب المواجهة الخليجية – الايرانية الا اذا كان القصد إعلانها جهراً كحكم مبرم بالقضاء على أي فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية أيا كان اسمه؟ وهل ترانا سنكون تالياً امام وصفة قاتلة للانتظار نفسه الذي تعب من موجات تعليل النفس بفائض تقطيع الوقت فاذا بالضربة القاصمة تأتينا من حيث لم نحسب لها، من اليمن الفائض السعادة؟