IMLebanon

تطاحن في المقاعد المسيحية… الاحزاب تريد الغاء بعضها في الانتخابات

 

عندما رفع «الحكيم»و«الجنرال» كأس انجاز التفاهم المسيحي بينهما وطي صفحة الحرب والدمار الشامل بينهما، قفزت التطلعات الى اكثر من تلك اللحظة الراهنة في معراب الى المستقبل السياسي لهذا التفاهم وترجمته على الأرض في الاستحقاقات، وقد كانت الانتخابات النيابية الهدف البعيد لهذا التفاهم الذي كان متوقعا ان يكون قادرا على اجتياح المقاعد المسيحية وتحريرها من الهيمنة والسيطرة كما قيل في حينه. اكثر من ذلك كان على المسيحيين تخيل تفاهم نموذجي يمكنه تحقيق المعجزات والتعويض على المسيحيين في القانون النسبي الجديد لاختيار ممثليهم الحقيقيين.

اما وقد دارت الاحداث دورة كاملة انتقل فيها سعد الحريري الى الضفة الوسطية بين 8 و14 آذار ولم يعد حزب الله يرغب بان يتكىء التيار على كتفه او يشكل عكازة سياسية له،فان مصير تفاهم «أوعا خيك» صار مطروحا على بساط البحث الى ان بدأت المفاوضات الانتخابية والتحالفات لينقلب ألأبيض أسودا بين القوات والتيار وينكشف المستور في العلاقة، فالتفاهم سقط باكرا وذهب التيار الوطني الحر الى كنف المستقبل، ولا تزال الاتهامات تلاحق التيار بالسعي لعزل القوات وتطويقها في الانتخابات ، وحتى الساعة لا تزال القوات تتهم التيار بالضلوع بـ«جريمتين»، تأليب الحريري ضدها بعد احداث 4 تشرين، وحبك مفاوضات انتخابية أخرجت القوات من المعادلة الانتخابية.

ومع ترنح تفاهم معراب وسقوط التفاهمات المسيحية، فان السؤال هو عن مصير المقاعد المسيحية وما سيجنيه المسيحيون من قانون النسبي، فهل ينصف المسيحيون في القانون اليوم؟ سوف تشهد المقاعد المسيحية معركة كسر «عضم» وتطاحن قوي بين اللوائح وفق اصطفافات المسيحيين في لوائح وتحالفات غريبة عجيبة، بدون شك فان المسيحيين لم يكونوا كما في قانون الستين ملحقون بالاحزاب والتكتلات السياسية والمناطقية بل ان القيادات المسيحية بدت في الاستحقاق الحالي انها مقررة وتمسك زمام المبادرة،لكن هذا ليس كل شيء، فالمعركة قاسية في المقاعد المسيحية و«اوعا خيك» لم يعد صالح لا في الانتخابات ولا في السياسة، بل تحول الى «خذ حقك من خيك».

القوات اختارت حليفها المسيحي بعد طول تردد حيث تخوض الانتخابات في دائرتين واكثر الى جانب الكتائب، والى جانب المستقبل فقط في بعلبك الهرمل لضراوة المعركة ولانها تجري تحت عنوان سياسي، فيما التيار اختار تموضعاته بدون حلفاء مسيحيين من الاحزاب المسيحية القوية الى جانب المستقبل في بعض الدوائر ولكن بدون المردة ولا القوات . وفيما ذهبت القوات الى التحالف مع الاشتراكي من خارج التحالف مع المسيحيين فان التيار أرسى تحالفا مقبولا مع المستقبل باسثناء في جزين وبعلبك الهرمل وجبيل ولكن التيار اتجه ايضا الى التحالف مع حزب الله من خارج المكون المسيحي ايضا ومع القوميين والجماعة الاسلامية وأغلق الباب على المردة والقوات واحزاب مسيحية اخرى في اطار قرار من التيار بالفوز في الانتخابات مهما يكن شكل التحالفات ومع اي جهة حصلت.

ضمن هذه الصورة يمكن التأكيد ان المسيحيين بخلاف الثنائية الشيعية التي تعرف ما تريد ولم يعكر القانون الجديد صفو تحالفاتها سائرون الى الاختلاف مجددا،والمقاعد المسيحية تشهد مواجهات قاسية حتى بين المرشحين من الحزب المسيحي نفسه،وبدل ان يوحد القانون المسيحيين في خندق واحد فانه شرذمهم وفرقهم في الانتخابات وحيث يترتب على مرحلة ما بعد 6 أيار تداعيات اخرى والمزيد من الانقسام السياسي .