IMLebanon

إستراحة!

 

يأخذ اللبنانيون إستراحة قسرية من متابعة شؤون التأليف الحكومي وشجونه وتفاصيله وعمومياته ومناوراته الرقّاصة صعوداً وهبوطاً.

 

لكنها (ربما) استراحة متعبة أكثر من التعب ذاته. ومن تلقّف خبريات النقاش المحموم والمفتوح حول الأحجام والأوزان والأدوار والحقائب وما لذّ منها وطاب، أو ما كان منها ناشفاً لا يروي غليلاً ولا يرطّب عليلاً!

 

والقسر يولد التعب حتى لو كان على شاكلة الاسترخاء والتقاط الأنفاس. أو على شاكلة “الإقامة الجبرية” داخل البيت التي عرف “المشرّعون” وطأتها وجعلوها في باب العقوبات وليس في باب الرَحَمات والبراءات الناصعات.

 

والفاعل الآمر الذي فَرَض قطع السباق قبل أمتاره الأخيرة، قرّر شيئاً من ذلك العقاب في حق اللبنانيين عموماً! وارتأى مجدّداً إلقاء محاضرة تثقيفية ذات علاقة بعلم النفس والمعلم فرويد وخصوصاً لجهة تبيان وشرح وتعليل خطورة “الإحباط” المتأتي عن تحديد مواعيد سعيدة للانتهاء من ماراتون التشكيل الحكومي! ثم من “خطورة” افتراض عدم وجود مشكلة تتعلق بتمثيل البعض الفرعي إلى جانب الجسم الأصلي! مع أن صاحب الفعل هذا وَاكَبَ كل مراحل النقاش والكباش وبدا “راضياً” في الأيام الأخيرة عن سير الأمور بالاتجاه الذي يهمّه ويريده تبعاً لحساباته الداخلية والخارجية (الإيرانية) قبل تعديلها!

 

وعلى جاري العادة وليس من خارجها، يمكن الظنّ بأن السبب في لجم الختامات السعيدة والمنتظرة خارجي (إيراني) والحجّة محلية لبنانية.. وكأن هناك ما استجدّ وطرأ في المحيط المتوتّر والمستنفر ودفع إلى الفرملة عندنا! وهذا استدعى إعادة التنقيب في “صحّة التمثيل” والأرقام المعيارية! كأن هذه كانت، أو لا تزال، تعني شيئاً فعلياً وحقيقياً عند صاحب الفعل التعطيلي في ميزان قراراته وحساباته الصغيرة والكبيرة. من الحكومة وتركيبتها إلى السلم والحرب والنأي عن أو التورّط في ما لا يعنينا!

 

شبهة تعريض الرئيس سعد الحريري إلى الابتزاز في اللحظة الأخيرة، أو المزيد من الابتزاز تبقى واردة وقائمة قاعدة في أداء صاحب محاضرة “الإحباط” وتوابعه في علم النفس وطلاسمه! تبعاً لحقيقتين واقعيتين صلدتين. الأولى أن ابن بيت رفيق الحريري مؤهل مبدئياً لتقديم أي شيء معقول يُريح اللبنانيين ويحمي لبنان.. ومستعد مبدئياً لتدوير الزوايا الحادّة منعاً لنتؤاتها الجارحة. ويتنازل من كيسه ولا يسأل، إذا كان في ذلك مصلحة وطنية أكيدة. الثانية أن صاحب الابتزاز (المفترض!) عوّد اللبنانيين على العكس تماماً. أي أنه يضع ذاته الحزبية وحساباته الأكبر من “التفصيل اللبناني” والمرتبطة بمركز القرار في طهران قبل أي شيء آخر! ولا يسأل عن التفاصيل! وإذا ما “اصطدمت” في لحظة ما المصلحة الوطنية بتلك العقيدية فالثانية أولى وأبدى وشريعتها مؤدلجة بالسياسي والديني. وبـ”الأمّة” قبل الوطن. وبالفقه المذهبي قبل النص الدستوري! وبالاستراتيجيا الشاملة قبل التكتيك الموضعي!

 

.. كأن إيران تتمهّل وتنتظر مآلات ومستويات التصدّع الذي تراه وتفترضه في جبهة المناوئين لها والمتصدّين لها وتطلب وقتاً مستقطعاً. وهذا يعني أن الحكومة لم تعد قريبة جداً في العراق.. عفواً في لبنان!! وليتني أكون مخطئاً!