IMLebanon

طنجرة ضغط الموازنة والمنطقة

 

هل انتبه أحد إلى إعلان وزير الخارجيّة جبران باسيل «المقاومة الإقتصاديّة» من الصرح البطريركي وبمعيّة سيّد الصّرح غبطة البطريرك بشارة الراعي، وتحرير البلد من العقليّة التي أوصلته إلى الإفلاس؟! نظنّ أنّ قطوعاً «باسيلسيّاً» و»مبشّماً» تمّ إعداده للحكومة وموازنتها ولا يقصد باسيل أبداً مضيعة وقت الحكومة عكس ما يظنّ وزير الماليّة علي حسن خليل، ما قاله بالأمس واضح ودقيق ويستهدف كلّ الجالسين معه في الحكومة وأوّلهم رئيس الحكومة!

 

لم يعد واضحاً مصدر الضغط الذي يعيشه البلد، ذاتاً المنطقة كلّها تغلي في طنجرة ضغط قد تنفجر في أي لحظة بالرّغم من كلّ رسائل عدم الرّغبة في الحرب التي رفرفت بالأمس على خط واشنطن وطهران والسعوديّة، ومع هذا يبدو اندلاع الحرب هو الحلّ الأفضل والأمثل لمنطقة لا خيارات متاحة لديها في مواجهة «الشيطان الإيراني» الذي يمارس نفس اللعبة منذ عقود فيحني رأسه متى أحسّ بخطورة وجديّة الأمور ويعود «شيطاناً مريداً» يسعى لدمار المنطقة متى أزاح الخطر عن عنقه، مع هكذا أنظمة الحرب هي الحلّ مهما كانت كلفتها باهظة وضحاياها أبرياء، ولكن ماذا نقول في «عرب الخليج» الذين لا يحاربون ويحتاجون دائماً لمن يقاتل عنهم دفاعاً عن أنفسهم!

 

لبنان، كالعادة، في الغيبوبة، يحتاج هذا البلد يومياً إلى مادّة للاستهلاك يغطس في «خبريّاتها» بضعة أيام ثمّ يعود إلى نفس «العلقة»، و»علقة» هذه الأيام هي الموازنة، في الحقيقة قد يكون جماعة «سيدر» مستعجلين أكثر من الحكومة، لكنّهم بعد طول انتظار سيكتشفون أنّهم تعرّضوا لأكبر عمليّة خداع في تاريخ مؤتمراتهم، وأنّ كلّ أحاديث المسؤولين اللبنانيّين وخطوط الحكومة المزعومة عن الإصلاح ومحاربة الفساد وسدّ مزاريب الهدر ونذر العفّة والتقشّف ليست أكثر من ذرّ للرّماد في عيون «سيدر» ودوله «البلهاء» التي لا تزال تصدّق الحكومات والدولة اللبنانيّة!

 

الموازنة لا تزال عالقة في قعر «طنجرة الضغط» اللبنانيّة، وليكتمل النّقل الحكومة بزعرور المطمطة والشطشطة، الخبير في كلّ الشؤون في هذه الدولة وزير الخارجيّة جبران باسيل، انتظر بعدما أنجزت جلسات البحث في الموازنة وأعلن عن تقديمه ورقته لعلاج وهمي للموازنة، قد تقود إلى انفجار الوضع بينه وبين وزير المال علي حسن خليل باعتبار أنّ تدخّل باسيل بهذا الأسلوب اعتداء صارخ على صلاحيّات وزير المالية المنوط به إعداد الموازنة وفذلكتها وأشياء أخرى!

 

 

انفجار طنجرة ضغط الموازنة وشيك جدّاً، والله وحده يعلم ما هي الطبخة التي بداخلها، ولكن علينا أن نسألكم: «هل سبق وشاهدتم انفجار طنجرة ضغط؟ أو سمعتم في الحدّ الأدنى صوت انفجارها؟» هذا على وجه العموم، أمّا على وجه الخصوص فنسأل: «هل سبق وشاهدتم النتائج الكارثيّة التي تترتّب على انفجار طنجرة الضغط، هذا في حال عدم سقوط ضحايا واقتصار الانفجار على الأضرار الماديّة»، هذا عدا عن الانفجار المقبل على البلاد مع إعلان الموازنة التي إن استطاعت أن تتجاوز الحكومة الأزمات التي ستسببها والوصول بها إلى المناقشة في المجلس النيابي، لن تجد نائباً واحداً يقبل بها وسنشاهد مشهداً هزلياً كذاك الذي شاهدناه في جلسة الثقة عندما حاضر حتى أرباب الفساد في محاربته!

 

ثمّة سؤاليْن دراماتيكيّين لا بدّ من طرحهما، ماذا لو اندلعت التظاهرات الشعبيّة رافضة لمدّ الحكومة يدها على فتات لقمة عيش الشعب المعتّر والكادح، وحاصرت الحكومة وموازنتها وهي في مجلس النواب وعلى مرأى من العالم وأسقطتهما معاً في الشّارع؟ أليس في رائحة خوض «المقاومة الاقتصاديّة» هكذا تصوّرات؟

 

السؤال الثاني والملحّ بخصوص طنجرة ضغط المنطقة وانفجار حربها، متى ستتحرّك الدّولة لتسأل حزب الله وخاطره ما دام قرار الحرب والسّلم في لبنان بيد «وليّه الفقيه»، «شو محلّ لبنان من الإعراب في هكذا حرب إذا اندلعت، ومن أي شاهق سيرمي بنا حزب الله هذه المرّة من أجل إيران مع الأخذ في الاعتبار أنّ «من يأكل خبز «الوليّ الفقيه» يضرب بصواريخه»؟!