IMLebanon

بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق… من دافوس الى لبنان

 

بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق…

للوهلة الأولى يتراءى للبعض ان هذا الموضوع هو موضوع لبناني بامتياز، فهاجس اللبنانيين: مسؤولين وسياسيين ومواطنين عاديين معالجة الوطن الممزق والتطلع الى المستقبل، لكن على ما يبدو فإن ما هو هاجس لبناني هو هاجس عالمي بامتياز، ولهذا اختار منتدى دافوس للاقتصاد العالمي لهذه السنة عنوان: بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق. ومن هنا تأتي اهمية مشاركة لبنان في هذا المؤتمر، وستتم على مستوى من وزراء وخبراء على رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سبقه وفد اعلامي، فيما سيغادر هو غدا الثلاثاء بعد ان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية للبت في التعديلات على المهل المتعلقة بالانتخابات والتي رحلت من جلسة مجلس الوزراء الخميس الفائت وكادت ان تفجرها.

***

أهمية حضور لبنان منتدى دافوس انه سيضعه أكثر فأكثر على الخارطة الدولية حيث ان من المتوقع ان يشهد المنتدى هذا العام حضورا لا سابق له بمشاركة 70 رئيس دولة أو حكومة و38 رئيس منظمة دولية كبيرة وأكبر نسبة من القيادات النسائية في تاريخ المنتدى.

وعلى مدى ثلاثة أيام ستكون هناك جلسات حوارية وكلمات ومقابلات مباشرة، وبعيدا من الاعلام الذي عادة ما يكون حاضرا بقوة، تعقد لقاءات بين زعماء العالم ورؤساء الشركات ومجموعات من كبار المصرفيين لمناقشة آخر الازمات.

وطبيعة بلدة دافوس الجبلية، وهي أعلى بلدة في أوروبا، ولوجود اكثر من منتجع، فإن هذه الكثافة تتيح لقاءات وخلوات لا تكون متاحة عادة في المؤتمرات العادية.

يعوِّل لبنان، بشخص الرئيس سعد الحريري، كثيرا على اللقاءات التي ستجري، خصوصا ان لبنان يستعد لأكثر من مؤتمر دولي: من باريس 4 المتعلق بالقروض والمساعدات للبنان، وفق مشاريع سيقدمها، الى مؤتمر روما 2 المتعلق بالمساعدات للجيش اللبناني. وليس من باب المبالغة القول ان اجتماعات ولقاءات وحوارات الايام الثلاثة في دافوس، من الثلاثاء حتى الجمعة، من شأنها ان تُشكل الإعداد غير الرسمي لتلك المؤتمرات، خصوصا ان من قادة العالم الذين سيشاركون في دافوس هم من اصدقاء لبنان كالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما هناك قادة آخرون مؤثرون، عربا واجانب، كالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، والرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي ستكون له الكلمة الاخيرة في آخر ايام المنتدى في السادس والعشرين من هذا الشهر.

 

***

وفي الوقت الذي يستعد الرئيس الحريري لمغادرة بيروت الى دافوس، يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الكويت، للقاء صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، واجراء محادثات معه، وهي الزيارة التي كانت مقررة اواخر السنة الفائتة وتم ارجاؤها.

وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد هو رجل الرؤية والحكمة وبعد النظر. وهو رجل الاعتدال والتسامح والعمل دائما من اجل توحيد الصف العربي والتضامن بين الاشقاء العرب. وما من خلاف يحصل بين شقيقين أو اكثر في عالمنا العربي الشاسع من محيطه الى خليجه الا وذهب التفكير الى الشيخ صباح الاحمد بوصفه الرجل العامل دائما من اجل نبذ الخلافات ورأب الصدع واصلاح ذات البين بين الجميع.

ولا ينسى لبنان رئيسا وحكومة وشعبا دعم الكويت الدائم للبنان المقيم عندنا وعندهم بكل انواع الرعايا وعلى المستويات كافة.

امير بعد امير، وحكومة بعد حكومة، ترسيخا لاواصر المحبة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين.

كما سيلتقي الرئيس عون افراد الجالية اللبنانية وستكون له مواقف تتعلق بالعلاقات اللبنانية – الكويتية.

***

وبين مشاركة الرئيس الحريري في دافوس، وزيارة الرئيس عون للكويت، لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، والجلسة المقبلة ستكون الاخيرة لهذا الشهر وتكون متزامنة مع بدء المهل للانتخابات النيابية، ما يعني ان جلسة تعديلات المهل اليوم ستكون اساسية، فإما تعديلات وإما لا تعديلات.