IMLebanon

حملة أهدافها مكشوفة

كان لافتاً للنظر والإهتمام أنّ الأبواق الايرانية في لبنان كلها تهاجم زيارة وزير خارجية فرنسا، علماً أنّ الوزير ايرولت يأتي الى لبنان تأكيداً على أهمية لبنان خصوصاً أهمية مسيحيي لبنان والشرق الأوسط…

تدرك فرنسا أنّ الايراني لن يتخلى عن الورقة اللبنانية إلاّ بعد أن يفاوض الاميركي بها، وهي لن تعطيها للفرنسي، إنما تنتظر الانتخابات الرئاسية الاميركية لتفاوض على هذه الورقة.

ويبدو أنّ مؤتمر المعارضة الايرانية في فرنسا هو ما جعل الأبواق تتهجّم على زيارة الوزير ايرولت.

وفي المقابل، فإنّ الرئيس سعد الحريري قطع زيارته الخارجية وعاد الى لبنان لكي يكون حاضراً في استقبال الوزير الفرنسي، لأنّ الرئيس الحريري يدرك أهمية فرنسا بالنسبة الى اللبنانيين جميعاً وليس الى طرف واحد منهم.

وبالرغم من أنّنا نعيش أصعب أيامنا في لبنان من دون رئيس، ولأوّل مرة يبقى موقع الرئيس شاغراً طوال هذه المدة… وأضحى معروفاً من هو المعرقل… بالرغم من هذا كله ثمة «هجمة» على لبنان، وانها هجمة إيجابية من الزائرين، وكبار المسؤولين في العالم، تأكيداً على ما لهذا البلد من أهمية في العالم، وهو النموذج النادر عن العيش المشترك بين الأطياف والأديان والحضارات في إطار الشعب الواحد.

يحدث هذا في وقت يزداد العنف في سوريا وتبلغ الحروب المتنقلة فيها مداها مع ملاحظة لافتة وهي الاستعانة بطواقم طيارين روس لقيادة الطائرات الحربية السورية، وكذلك الطائرات المروحية العسكرية السورية… وهو ما تكشف من خلال سقوط المروحية المقاتلة يوم أول من أمس وهي تابعة لسلاح جو النظام السوري بينما كان طاقمها من الطيارين السوريين.

والسؤال: هل أنه لم يعد لدى سوريا طيارون؟ أو أنهم هاجروا، أو ربّـما هُجّر بعضهم؟ إنّه فعلاً لأمر يدعو الى التساؤل.

على كلٍ انّ تأثير الوضع في سوريا على الأزمة اللبنانية لا ينكره أحد، ولكن هل يؤدّي ذلك الى ضرورة التشويش على زيارة وزير خارجية فرنسا البلد الصديق الذي لم يتوقف عن السعي من أجل مدّ يد العون للبنان، حتى ولو كانت الإمكانات محدودة والظروف صعبة؟!.