IMLebanon

مرشح لأميركا.. هل تقبلون؟

أثبتت بعض جوانب الاجراءات الخليجية في حق لبنان ان معظم القوى السياسية لا يزال غارقا في مفاهيم جامدة موروثة في النظرة الى تحولات مصالح الدول. وما كان يؤخذ على اليمين اللبناني من رهاناته الخاسرة على الغرب بات يدرج الآن في الابتهاج الذي يعم معسكر ٨ آذار حيال غضب السعودية على معسكر ١٤ آذار. اما المفارقة الاكثر غرابة فهي في الرهان الصاعد لدى حلفاء “حزب الله” على تدخل اميركي وفرنسي لدى السعودية والدول الخليجية لمنعها من الافراط في معاقبة لبنان. وهي مفارقة تبدو اقرب الى التسطيح بفعل التقديرات الداخلية التي تتوسل توظيف العاصفة الخليجية في تحقيق مكاسب داخلية ولو ان المعروف في هذا المعترك ان هناك تمايزا بين التعامل الغربي والتعامل الخليجي مع الواقع اللبناني عبر هذه الازمة. قد يفرح شامتون بتحول لدى معظم قوى ٨ آذار، في اطلاق إشارات الرهان على ضغوط أميركية وغربية على السعودية لحملها على اتباع المنهج الاميركي في الفصل بين العقوبات على “حزب الله” ودعم لبنان الدولة والمجتمع. ولعل بعضهم يرى ذلك من ثمار انخراط ايران في الانتظام الدولي بعد الاتفاق النووي او لعوامل أخرى تشي بشعور حلفاء النظام السوري بان التحولات الحاصلة مهما تبدلت لن تحمي النظام في نهاية المطاف.

ولكن المسألة الاهم تتصل بعقم حقيقي يصيب الوسط السياسي الذي عطل الانتخابات الرئاسية بمختلف الأساليب ولا يزال يتسبب للبنان بعواصف من هنا وهناك ثم يستسهل العودة الى لعبة الرهانات الخارجية. ولعلنا لا نثير سخرية او شماتة ان تساءلنا: لماذا تركتم بعض حلفائكم يتمادون في استفزاز السعودية الى حدود دفعها الى الافراط في معاقبة لبنان وتعريض مصالح مئات ألوف اللبنانيين ومصائرهم بدل القفز من رهان الى آخر؟ وما دام تحقق لكم المكسب الهائل في الجفاء الناشئ بين السعودية وحلفائها فأي تفسير لهذه اللهفة المفاجئة والكلام الصاعد عن تدخل اميركي بات مطلوبا بإلحاح الآن لديكم بعدما كُنتُم تشيْطنون السائرين منذ القدم في السياسات الغربية والعربية المناهضة لحلفكم بل تخوّنونهم؟ وما دام الشيء بالشيء يذكر، قد يكون التدخل الاميركي والفرنسي لدى السعودية امرا جيدا اذا أحدث خط تمايز وتعامل “جراحي” دقيق مع لبنان ولو ان الامر لا يزال مشكوكا في نجاحه.

ولكن ماذا لو مضت اميركا، على سبيل الافتراض غير البعيد عن الواقعية، في الضغط والتدخل لانتخاب رئيس للجمهورية من غير النادي الحصري المطروح الآن؟ وماذا لو صار لواشنطن مرشح “ثالث ” تضغط لانتخابه فوق خطوط النزاع الاقليمي والداخلي المتشابك راهنا عند معادلة مرشحين من قوى ٨ آذار بتأييد منشطر من ١٤ آذار؟