IMLebanon

وسط بيروت أو البلد لنُعيد العصر الذهبي

 

مَن قال إنَّ الفرح مُكلِف؟

أبداً على الإطلاق، فقط يحتاج إلى قرار من الدولة وإلى خطوة من الناس، يكفي الدولة أن تتراكم ملفاتها، ويكفي الناس ما يعانونه على مدى أيام الأسبوع… حاجتهم إلى يوم فرح، وهو يوم العطلة، فلماذا لا؟

 

الإختبار بدأ ليلة رأس السنة، ومن دون مبالغة، كانت السهرة في وسط بيروت من أنجح سهرات تلك الليلة على الإطلاق:

لا أسعار بطاقات تكسر ظهر العائلات، وجيل الشباب الذي لا موازنات له للسهر. استجاب رئيس الحكومة سعد الحريري لنبض الشارع، فكانت التعليمات لبلدية بيروت ولمحافظ بيروت، بإشراف وزارة الداخلية، بأن يودِّع اللبنانيون السنة الراحلة ويستقبلون السنة الجديدة بأحسن وداع وأحسن استقبال.

 

 

نجحت التجربة، عشرات الآلاف من اللبنانيين سهروا في وسط بيروت، وفاق عددهم عدد الساهرين في المطاعم والفنادق والملاهي، غطَّت وسائل الإعلام المحلية والعالمية عودة الفرح إلى العاصمة… لم يسهروا وحدهم، أطلَّ عليهم الرئيس سعد الحريري معايداً إياهم وواعداً بمزيدٍ من الفرح.

وبعد نجاح التجربة، كان قرار بأن يجري تنظيمها شهرياً، لكنَّ الأمر لم يقتصر على سهرة، بل على يوم أحد طويل، يبدأ صباحاً ويمتدُّ حتَّى ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين.

هكذا كان:

أكثر من ألف دراجة تم توزيعها على رواد وسط بيروت مع عائلاتهم، أتاح الطقس الجميل للعائلات أن يُمضوا يوماً رائعاً، خصوصاً أنَّ سوق الأكل لقي إقبالاً شديداً، ومع حلول المساء بدأت الألعاب الضوئية الساحرة تملأ المكان، وشيئاً فشيئاً صدحت الموسيقى وتحوَّل ليل بيروت إلى نهار مجدداً، حيث المطاعم امتلأت وبقيت أبوابها مشرعة.

وعليه، ماذا ينقص بيروت لتكون هكذا على الدوام؟

الأمر ليس بسيطاً لكنه ليس مستحيلاً:

القرار السياسي متخذ من الحكومة وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري.

القرار التنفيذي جاهز مع رئيس البلدية والمحافظ.

إذاً ماذا ينقص؟

الأمر بسيط:

تشجيع أصحاب المؤسسات في وسط بيروت من خلال تقديم الحوافز لهم.

تخفيض أسعار مواقف السيارات، لأنَّ أسعار هذه المواقف بحاجة إلى موازنة خاصة من شأنها أن تُنفِّر العائلات.

الإبقاء على الطرقات مفتوحة حتّى وإن كانت هناك مقرات رسمية في المنطقة، فالبيت الأبيض في واشنطن يحيط به الزوار من كلِّ حدبٍ وصوب. والإليزيه في باريس يقع على الشارع مباشرة وكذلك مقر رئاسة الوزراء في لندن، على الرصيف مباشرة. الإجراءات الأمنية لا تكون بإقفال منطقة بأكملها من أجل مقر.

 

وهناك في نهاية المطاف، أن تُصبح مسألة النزول إلى الوسط مسألة محببة، وهذا ما لا يعرفه الجيل الجديد. في ما مضى، وتحديداً قبل الحرب، كان النزول إلى وسط بيروت مدعاة فرح وارتياح وبهجة، وحين لا ينزل اللبناني إلى البلد كان يشعر بأنَّ هناك شيئاً ما ينقصه.

هذا الشعور يجب أن يعود، فلا يكون الشعار الذي وُضِع الأحد:

A Sunday like no other

بل أن يكون دائماً:

A day like no other