IMLebanon

مصادر قياديـة في فريــق 8 آذار : فلتتعامل الحكومة بجديـــة مع طروحات الصــيـــن وإلا فلــترحل غير مأسوف عليها

 

تتسارع الأحداث السياسية اللبنانية مع تسارع وتيرة الضغط الإقتصادي المفروض على لبنان، ولا شكّ أن تصريحات المسؤولين الأميركيين الاخيرة بشأن لبنان، تعكس قلقا متزايدا من إمكانية توجه لبنان باتجاه الصين كمصدر للمشاريع الإنمائية، الأمر يجب التوقف عنده بشكل عاجل وفوري، اذ أنه يحمل دلالات كثيرة بحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار.

 

لم يحصل سابقا أن ردّت سفارة أي دولة أجنبية في لبنان بشكل مباشر على تصريح مسؤول اميركي يُعنى بقضايا الشرق الاوسط، ولكن السفارة الصينية في بيروت، سطّرت بيانا قاسي اللهجة ردّا على تصريحات مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر، الذي وبحسب المصادر، تحدث عن الصين وكأنها الولايات المتحدة الاميركية. ترى المصادر أن وصف شينكر للصين ينطبق على بلده، فالعالم أجمع يعلم بأن أميركا تعتبر لاعبا بارزا في ميدان «الإبتزاز»، ولعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جسّد هذه المهارة خلال ولايته بطريقة ممتازة، مع دول الخليج العربي، وباقي دول العالم، حتى الاوروبية منها.

 

بعد تصريحات شينكر جاء دور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، التي كررت ما قاله شينكر، حول دور محتمل للصين في لبنان، وهذا كله يؤكد بحسب المصادر «جدّية» التوجه الصيني، بدخول لبنان عبر مشاريع إنمائية لم تعد مخفيّة على أحد، وبالتالي اقتنع الأميركي بالنيّة الصينية، ولم يقتنع بعض اللبنانيين الذين ما زالوا يتعاملون مع الصين «كمزحة».

 

ترى المصادر أن الكباش الصيني الأميركي على الأرض اللبنانية، قد يكون مفيدا وإيجابيا بحال تمكّنت الحكومة اللبنانية من الاستفادة منه، فالحكومة مدعوّة اليوم الى استخدام النية الصينية عبر مسارين، الاول يكون عبر الدخول في محادثات جدية مع المسؤولين الصينيين، حول المشاريع المقترحة للبنان، والتعامل بكامل الجدية معها والمباشرة بتوقيع الاتفاقيات، تمهيدا لدخول المشاريع حيّز التنفيذ بدءا من العام المقبل، والثاني وهو لا يقل أهمية عن الأول، ويتمثل بضرورة استخدام «الورقة الصينية» على طاولة التفاوض مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي.

 

وتضيف المصادر: «لبنان لا يريد قطع العلاقات مع الغرب وهذا الامر عبّر عنه صراحة فريق 8 آذار في أكثر من مناسبة، ولكن لا ينبغي للبنان أن يفاوض الأميركيين باستسلام، لا بل عليه أن يؤكد جدّيته بالتعامل مع العرض الصيني، الامر الذي سيدفع المفاوضين الى التنازل ولما لا قد يتسابقون مع الصيني على إطلاق المشاريع في لبنان»، مشيرة الى أن النية الصينية تحطّم المخطط الاميركي القائم على تجويع لبنان ودفعه باتجاه حلّ وحيد هو صندوق النقد الدولي.

 

يصارع الأميركي لإقناع لبنان بالعدول عن التعاون مع الصين، بحجة أن الصين تفرض شروطها السياسية على الدول التي تتعامل معها، وفي هذا السياق تشير المصادر القيادية في فريق 8 آذار الى أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية والصين في الربع الأول من العام 2020، بلغ 137 مليار دولار أميركي، وفي العام الماضي، بلغ حجم التداول التجاري بينهما 541 مليار دولار، فهل فرضت الصين شروطا سياسية على الولايات المتحدة الاميركية، أم أن ما يُسمح لاميركا فعله والاستفادة منه، يُمنع على غيرها من الدول؟

 

وتذكّر المصادر بالشروط السياسية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على دول الخليج، وصولا الى جعلها لاعبا بارزا الى جانب إسرائيل لا ضدها، كذلك الشروط التي تفرضها على لبنان لتسليح جيشه، بأسلحة تصلح لحرب أزقة، مشيرة الى أن الصين اليوم قدّمت فرصة ذهبية الى لبنان، وتعمل سفارتها على تأكيد هذه الفرصة وما على الحكومة الا تلقّي الهدية والتعامل معها بطريقة مفيدة.

 

اليوم تنتظر أميركا من لبنان تنازلا بملف الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وأصبح هذا التنازل شرطا أساسيا من شروط الحصول على المساعدة، كذلك كان لافتا الشرط الجديد الذي تكشفه المصادر بشأن الحكومة، اذ تشير المصادر الى أن الإدارة الأميركية تدفع باتجاه تشكيل حكومة جديدة لا تضمّ حزب الله، وهي أبلغت شخصيات لبنانية بأن هذا العمل سيكون بمثابة دفعة قوية لحصول لبنان على المساعدات، وبالتالي بحسب وجهة نظر المصادر إن لبنان اليوم أمام مفترق طرق تاريخي، عنوانه «التعاون» مع الصين، فهل تستجيب الحكومة، أم هناك من يصرّ على إبقاء رأسه منحنيا أمام المسؤولين الأميركيين؟.

 

تعلم المصادر في 8 آذار أن «زعل» أميركا لا يرضي قوى 14 آذار، وبالتالي لا يمكن انتظار رضى هذا الفريق على التعاون مع الصين، داعية الحكومة للتصرف فورا بما يُتيح لها تنويع مصادر الحلول للازمة التي يعاني منها لبنان، والا فلترحل الحكومة غير مأسوف عليها.