IMLebanon

المسيح قام…

في شرق أوسط يعاني مسيحيوه أكثر من أي وقت، تهجيراً وقتلاً واستشهاداً وخوفاً على المستقبل، من مصر الى العراق مروراً بسوريا وصولاً الى لبنان، ماذا سيحلّ بمسيحيي الشرق بعد؟ ومن يضمن حقهم في العيش الحر والكريم في شرق لا يمكن أن يبقى كما هو من دونهم؟

في ظل الاتفاق النووي الايراني – الاميركي، هل يبقى مكان للاهتمام بمصير المسيحيين والاقليات؟ وفي ظلّ تقسيم النفوذ السني – الشيعي في المنطقة وشدّ الحبال بين السعودية والخليج وإيران، من اليمن الى سوريا الى لبنان، هل يبقى دور للمسيحيين؟ وماذا يضمن ألا يدفع المسيحيون ثمن الصفقات الكبيرة اذا لم ينتصر لهم أشقاؤهم المسلمون أولاً، لأن الشرق من دونهم مهدّد بأن يصبح أرض حرب لمئة سنة؟

وماذا يفعل المسيحيون والغرب والمجتمع الدولي للمحافظة على ما تبقّى من مسيحيين في الشرق؟

الرئاسة الأولى كانت في الشكل ضماناً لمسيحيي لبنان، ونقول في الشكل بعد تقليص الصلاحيات بفعل اتفاق الطائف، علماً أننا لا نؤمن بالكلام الطائفي، ونعتبر أن رئيس الحكومة كما رئيس الجمهورية كما رئيس المجلس هم لكل لبنان وليسوا لطائفة، وهكذا يجب أن يكون المنطق الوطني السليم.

ولكن لا يمكن فعلاً أن ننكر أن تفريغ المنصب الماروني الأول في الدولة في ظلّ تهجير وقتل وخوف على مستقبل المسيحيين في شرق أوسط لا يعرف راحة البال، هو أمر بريء. إن الفراغ في رئاسة الجمهورية المسيحية المارونية، الرئاسة الوحيدة في هذا العالم العربي والإسلامي، بات يشكّل المؤامرة الأخطر على لبنان المتنوّع والتعدّدي والحضاري، ومختبر التعايش السلمي بين الحضارات. والقبول بالأمر الواقع وعدم التحرك من جانب المجتمع المسيحي حيال ما يحصل يومياً، هو تسليم بالتخلّي عن أرضنا وشرقنا للتطرّف والإرهاب!

يستشهد الأقباط في مصر ويهجّر عشرات ألوف المسيحيين في العراق وفي سوريا بعدما عانى مسيحيو لبنان الكثير، لكن الاستسلام وعدم التحرّك وعدم التضامن من أجل الحفاظ على مسيحيي الشرق تهدّد بجعل كل هذه التضحيات تذهب هدراً لا سمح الله!

على المجتمع المسيحي أن يتكاتف في لبنان وفي الشرق للحفاظ على وجودنا، لأننا نمرّ في أسوأ مراحل تاريخنا الحديث في هذا الشرق، وفي ظلّ زمن الفصح المجيد. وفي ظلّ احتفالنا بقيامة المسيح الذي وُلد وعاش وصُلب في هذا الشرق، يجب ألا ننسى أن الشرق يجب أن يكون رسالة تسامح وتعايش ومحبة، وأن المسيح اضُطهد وعُذب وصُلب، لكنه قام في اليوم الثالث…

وعندما صُلب لم يكن إلى جانبه الألوف، بل تخلّى عنه الكثيرون وأنكره كثيرون. لكن بعد قيامته انتشرت كلمته، كلمة الحق. هذا هو أملنا، كان ويبقى مهما يكن الصليب ثقيلاً إذ لا يمكن الحق إلا أن ينتصر…

المسيح قام حقاً قام !!!