IMLebanon

«عودة المسيحييّن الى الدولة» عنوان برسم القيادات المسيحيّة

لطالما اعتبر الشارع المسيحي أن المصالحة المسيحية ـ المسيحية ستكون صعبة وبعيدة الا اذا توافرت النيات للوصول اليها، وابدى تخوفه من عدم تحقيقها لان الانقسام المسيحي كان أكبر من ان تنهيه مصالحات شكلية لتبريد الاجواء، اذ لم تكن البوادر تشير الى قيام مصالحة مسيحية شاملة في لبنان، وكانت الاتجاهات تنطلق من بكركي لإجراء هذه المصالحة في حين ان سيّدها الاسبق الكاردينال نصرالله صفير حاول مراراً لكنه لم ينجح بسبب تعنت الفريقين، وتبعه سيّد بكركي الحالي الكاردينال بشارة الراعي الذي فشل بدوره، فتوجهت الانظار الى الفاتيكان علّها تقوم بالمهمة المستحيلة، فيما بقي الوسيط السعودي حاضراً فقام بالمهمة الشاقة، ويبدو انه نجح في تقريب وجهات النظر بين الزعيمين المسيحيين، كما نجح في عقد لقاءات المستقبل – حزب الله.

الى ذلك تعتبر مصادر مسيحية متابعة للملف أنه في حال فشل اللقاء المرتقب بين رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع هذه المرة، فلا خوف لانه على الاقل خفّف الاحتقان المسيحي وابعد لغة الشارع الى غير رجعة، لان القرار اتخذ بعدم العودة الى اجواء الماضي، وإن كان هذا القرار اخذ وقتاً طويلاً جداً وأوصل المسيحيين الى ما هم عليه اليوم من إحباط وضعف، لان المسؤولية تقع على عاتق هذين الرجلين كما قالت المصادر المسيحية، التي رأت وجود تقدّم في المحادثات الثنائية القائمة حالياَ بين النائب إبراهيم كنعان الممثل للتيار العوني، ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي، لان الفريقين اكدا حرصهما على عدم التفريط في الحضور المسيحي من خلال رئاسة الجمهورية، كما ان الهدف المرتقب والمطلوب بشدة من القيادات المسيحية هو عودة المسيحيين الى مؤسسات الدولة، ومشاركتهم في صناعة القرار من خلال تعزيز دورهم وتأمين صحة التمثيل في المجلس النيابي بقانون انتخابي عادل يؤدي الى المناصفة الحقيقية، فهذه البنود تعتبر أولوية اليوم في الشارع المسيحي.

وذكّرت المصادر المسيحية باللقاء الذي عقده لهذه الغاية قبل فترة رئيس مؤسسة لابورا الأب طوني خضره، بالتعاون مع ممثلي الكنائس ولجنة المتابعة النيابية المنبثقة من لقاء بكركي والفعاليات السياسية والحزبية، تحت عنوان: «الانخراط في الدولة… واجب وطني»، بهدف دعوة الشباب اللبناني للتقدم الى الوظائف العامة، وذلك في حضور ممثلين عن رؤساء الأحزاب المسيحية، معتبرة أن اللقاء المذكور كان مقدمة لما يجري اليوم من مصالحة مسيحية لان اللقاء ضمّ الاطراف المتخاصمة، وحينها كان اللقاء اشبه بحملة مدعومة من كل المسيحيين الذين وجدوا انفسهم خارج مؤسسات الدولة وكأنها لم تعد لهم، مشددة على على ضرورة ان تكون المشاركة المسيحية من الان فصاعداً على مستوى عال من المسؤولية، لان لبنان بحاجة إلينا، فنحن من صنعناه عبر التاريخ الذي يشهد على ذلك.

وسألت هذه المصادر: «كيف نطالب بالعدالة والتوازن ونحن خارج الدولة ومؤسساتها؟ لذا نطالب القيادات المسيحية بتأدية دورها في هذا الاطار وبقوة، لان لا خيار للمسيحيين إلا الدولة، وبالتالي فتنظيم العلاقة المسيحية اولاً سيساهم بصورة أساسية في تصحيح هذا الخلل منذ العام 1990 وحتى اليوم، لان التراكمات كبيرة وعلينا طيّ صفحات الماضي الاليم، لأن المسيحيين لا يحتملون اليوم اي خضة وتبعات نتائجها، فقد دفعوا الاثمان الباهظة جداً بسبب تناحرات زعمائهم.

وختمت: «في حال لم تؤد اللقاءات المرتقبة الى أي نتيجة فسوف يلعنهم التاريخ والشعب والكنيسة لانهم بذلك سيقضون على نضال شعب صنع بلداً لطالما كان الاول في هذا الشرق».