IMLebanon

والبلد على الخازوق

 

 

والبلد المقصود في العنوان أعلاه ليس الأرض والجو، ولا حتى المياه الاقتصادية التي تغطي أعماقها خزانات هائلة من النفط والغاز… إنما المقصود هو الناس الذين سمحوا للجماعة السياسية أن تسقطهم في هاوية الانهيار الكامل في مختلف نواحي الحياة الإنسانية والاقتصادية والمالية والثقافية والأخلاقية أيضاً.

 

إنهم فاقدو العقل والمنطق لأنهم يقبلون أن تتحكم بشؤونهم المصيرية كافة هذه المافيات والعصابات والقيادات التي أوقعتهم في العَوَز والفقر والمهانة، والتي جردتهم من أدنى حقوقهم في الحياة الكريمة، وفرضت عليهم مشيئة الإذلال، ودفعتهم إلى العيش في ما يشبه القرون الوسطى، فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء… ولا محروقات ولا خبز ولا قدرة على الطبابة والاستشفاء، إلخ… وهم يتقبّلون واقعهم صاغرين خانعين وكأنهم باتوا يستطيبون الذل، ويستمرئون المهانة، ويألفون الفقر… حتى جنى أعمارهم ضاع في متاهة السلبطة والسرقة والابتزاز…

 

وأمام كل استحقاق دستوري يخترعون لهم أزمة جديدة ويحفرون لهم أعمق فأعمق وأعمق في هاوية الانهيار، عِوَضَ ان يحفروا حيث التنقيب عن الثروات الدفينة.

 

هل نقارن ذاتنا بالشعوب التي تحترم ذاتها وتدافع عن حقوقها؟!. هل نُذكِّر بسيدات بريطانيا، ذات زمن، عندما ارتفع سعر اللحوم ملاليم محدودة، فتنادين إلى المقاطعة وبالتالي التمنع عن أكل اللحم أسبوعاً واحداً، فعادت الأسعار إلى قديمها؟!.

 

يا سيدي دعنا من اللحوم وسائر المواد الغذائية، ولنذهب إلى القضايا المصيرية والستراتيجية لنشدّد على أن الدول تسارع (في المُلِمّات) إلى مواجهة الأخطار الكبرى بحكومات جامعة ينضوي إليها الجميع، ولو خلافاً للمفهوم الديموقراطي، فهل من ملمّات أبشع ومن أخطار أكبر مما يواجه لبنان؟ ومع ذلك القوم عندنا منصرفون إلى تنجير الخوازيق بعضهم للبعض الآخر، بالوقاحة والحقد والكراهية والأنانية… لتأتي النتيجة أن البلد يغرق ويغرق ويغرق، والناس هم الذين يركبون على الخوازيق…

 

فعلاً، هذا بلد بلا عقل!