IMLebanon

الوفاق أولاً وأخيراً

 

 

لا شك في أنّ الأزمة التي بدأت في نهاية حزيران الماضي إثر حادثة قبرشمون – البساتين خلال زيارة جبران باسيل الى منطقة عاليه وسوق الغرب وكان يريد المرور في قبرشمون… هذه الأزمة كادت أن تأخذ لبنان الى مكان آخر لولا تدخل بعض العقلاء وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، وطبعاً وبمباركة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تنبّه في اللحظات الأخيرة الى خطورة الوضع أمنياً واقتصادياً وقضائياً فبادر الى الطلب بعقد اجتماع في القصر الجمهوري من أجل إنهاء الخلاف بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان لمصالحة درزية – درزية.

 

هذا بلد التناقضات فعلاً، حيث لا يستطيع أي فريق أن ينتصر على فريق آخر مهما كبر أو صغر، لأنّ لبنان قائم على معادلة حساسة جداً اسمها «الوفاق» والأمثلة على ذلك لا حدود لها.

 

على سبيل المثال بقينا من دون رئيس للجمهورية سنتين ونصفاً الى أن تم التوافق على العماد عون.

 

وبقينا سنة من دون حكومة حتى تم إرضاء الجميع بالتوافق على التشكيلة.

 

وتحضرني هنا شعارات زعمائنا الكبار أمثال صائب سلام: شعار «لا غالب ولا ومغلوب» وأيضاً «لبنان واحد لا لبنانان».

 

على الحكم في لبنان أن يأخذ بالإعتبار انه لا يمكنه اتخاذ قرارات إلاّ بالتوافق، إذ لا يستطيع أي فريق أن يجبر الفريق الثاني أياً كانت قوته، على الرضوخ الى الفريق الآخر.

 

ولا بد من الإشارة الى بيان السفارة الاميركية وهذا دليل قاطع أنّ أحداً لا يظنن أن أي طرف متروك لقضائه وقدره… لأنه في حال جرى اللعب في هذه المعادلة لتغييرها فسيعاني لبنان من عدم الاستقرار، وأكثر من هذا بكثير، إذ يتعذر التصوّر الى أين يمكن أن تصل الأمور.

 

أمّا الوضع الاقتصادي المتعب أساساً فكان فعلاً على عتبة الخطورة الشديدة لو لم تنتهِ المساعي بالخير.

 

علمنا التاريخ، نحن اللبنانيين، اننا محكومون بالتوافق شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، فليتنا نأخذ بتجارب التاريخ ولا ندخل بلدنا كل مرة في أزمات يمكن تلافيها من البداية في حال اعتمدنا القاعدة الذهبية: الوفاق الوطني.